موعد مع التاريخ تعيشه الجماهير الجزائرية خصوصاً، والعربية عموماً، عندما يلتقي منتخب الجزائر مع نظيره السنغالي في نهائي تاريخي لبطولة كأس الأمم الأفريقية للاعبين المحليين نسخة 2023، السبت، ويحمل فيه الحلم العربي بالتتويج باللقب.
ويسدل الستار على" الشان"، عندما يخوض منتخب "محاربي الصحراء"، المباراة النهائية، بحثاً عن حصد أول لقب قاري للمحليين، مدعوماً بحضور جماهيري كبير على أرضية استاد نيلسون مانديلا.
ويخوض منتخب الجزائر المباراة، وهو يُمني النفس بسيناريو نهائي الأمم الأفريقية "الكان" في نسخة 2019 حينما توج بالبطولة القارية، تحت قيادة وطنية للمدرب جمال بلماضي على حساب منتخب السنغال بالفوز على "أسود التيرانغا" بهدف دون رد في النهائي.
ويدخل منتخب الجزائر، المواجهة مدعوماً بعدة مقومات فنية تضعه على رأس المرشحين لحسم اللقب القاري، أبرزها تحقيقه الفوز في كل مبارياته بالبطولة (5 مباريات) على التوالي، بخلاف تسجيل 9 أهداف، بمعدل تهديفي يقترب من الهدفين في المباراة الواحدة.
ويراهن منتخب الجزائر ومديره الفني مجيد بوقرة، على تشكيلة قوية مدججة باللاعبين المتألقين في البطولة، يتصدرها فريد شعال، ومختار بلخيثر، ويوسف لعوافي، وزين الدين بلعيد، وشعيب كداد، وأيوب عبد اللاوي، وزكرياء دراوي، وحسام مريزايق، وأحمد قندوسي، وأيمن محيوص، وعبد الرحمن مزيان، وسط توقعات بأن يبدأ بوقرة اللقاء بتكتيك (4-3-3) الذي يجيده لاعبوه، وحقق من خلاله 5 انتصارات متتالية.
وتبرز في تشكيلة صاحب الأرض عناصر يعتبرها بوقرة، المدير الفني من أصحاب الحلول الفردية القادرة على صناعة الفارق، وترجمة التفوق الجزائري إلى الانتصار داخل الملعب، مثل محيوص، رأس الحربة المتألق بشكل لافت، الذي يتصدر حالياً لائحة الهدافين برصيد 5 أهداف، وهو أهم اكتشافات "محاربي الصحراء" في كأس الأمم الأفريقية للمحليين، بالإضافة إلى قندوسي لاعب الوسط والعقل المفكر الأول في تشكيلة بوقرة، الذي انتقل أخيراً إلى صفوف الأهلي المصري، ويُعَدّ من أهم الأوراق في عملية بناء الهجمات، بالإضافة إلى الرئة التي يتنفس بها منتخب الجزائر في أرض الملعب، ممثلة بحسام الدين مريزايق نجم الوسط والارتكاز وأحد أكثر اللاعبين حصولاً على لقب رجل المباراة خلال مباريات الجزائر عموماً في سباق أمم أفريقيا للمحليين.
ويعوّل المدير الفني بوقرة، على لاعبه عبد الرحمن مزيان، وهو من العناصر الهجومية المميزة في التشكيلة، ويلعب في مركز الجناح، ويجيد بناء الهجمات، ويشكل ثنائياً خطيراً مع محيوص في الهجوم.
وتمثل المباراة بالنسبة إلى بوقرة قمة المجد له كمدرب يسعى لتحقيق ثاني ألقابه الكبرى مع الجزائر، بعدما توج في عام 2021 ببطولة كأس العرب في قطر، من خلال الفوز ببطولة أمم أفريقيا للمحليين، وتحقيق أول لقب قاري في مسيرته كمدرب واعد في سماء الكرة الجزائرية والعربية بشكل عام في السنوات المقبلة.
وتتويج الجزائر فرصة ذهبية في إكمال النجاح المبهر لها في استضافة" الشان" على مدار 3 أسابيع مضت مع تقديم مجموعة من الملاعب الرائعة القادرة بقوة على المنافسة مستقبلاً على استضافة منافسات كأس الأمم الأفريقية لعام 2025.
وجاء تأهل منتخب الجزائر إلى المباراة النهائية للبطولة مستحقاً، بعدما تغلب على النيجر بخمسة أهداف مقابل لا شيء في الدور نصف النهائي من عمر البطولة القارية، وسجل خماسية المنتخب الجزائري في مرمى النيجر كل من سفيان بايزيد وأيوب عبد اللاوي وأيمن محيوص "هدفين"، بالإضافة إلى هدف من النيران الصديقة سجله بورايما كاتاكوري خطأً في مرماه.
في المقابل، تأهل منتخب السنغال إلى المباراة النهائية، بعدما فاز على مدغشقر بهدف مقابل لا شيء سجله لاعبه باب ديالو، ليحصد "أسود التيرانغا" بطاقة التأهل إلى المباراة النهائية لأول مرة في تاريخه، بحثاً عن حلم التتويج ومواصلة المشوار الناجح للكرة السنغالية التي حققت لقب بطل أمم أفريقيا مطلع العام الماضي في الكاميرون لأول مرة في تاريخها.