إيمان خليف.. من المعاناة وبيع الخبز إلى التحليق في عاصمة الأنوار

07 اغسطس 2024
خليف قبل نزال نصف النهائي ضد سوانافاغ، 6 أغسطس 2024 (ستيفن مكارثي/Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **قصة كفاح إيمان خليف:** وُلدت في 1999 بولاية الأغواط، الجزائر، ونشأت في تيارت. كانت تحلم باحتراف كرة القدم، لكن موهبتها في الملاكمة اكتُشفت لاحقاً بدعم من عمها رغم معارضة والدها.

- **التحديات والصعوبات:** واجهت صعوبات مالية كبيرة، مما دفعها للعمل في بيع الخبز والخردوات لتغطية تكاليف التدريب. دعم جيرانها وأقاربها ساعدها على الاستمرار في الملاكمة.

- **النجاحات والمشكلات:** انضمت للمنتخب الجزائري في 2018 وشاركت في بطولات عالمية. في 2023، واجهت مشكلات مع الاتحاد الدولي للملاكمة، لكنها حصلت على موافقة للمشاركة في أولمبياد باريس 2024، حيث تألقت ووصلت لنهائي وزن أقل من 66 كيلوغراماً.

تتميز حياة الملاكمة الجزائرية إيمان خليف (25 عاماً) بقصة كفاح مميزة، وتؤكد أن تألقها الكبير في أولمبياد باريس 2024 لم يأتِ من فراغ، بل جاء ذلك نتيجة تضحيات عديدة، سمحت لها بخطف الأضواء في هذه التظاهرة الرياضية والوصول لنهائي وزن أقل من 66 كيلوغراماً، تمهيداً للمنافسة على الميدالية الذهبية التي ستكون إن حدثت تاريخية لبلدها الجزائر والبلدان العربية، مثلما هو حال الميدالية الفضية التي ضمنتها لحد الآن.

وكانت إيمان خليف قد ولدت في الثاني من شهر مايو/ أيار 1999، في مدينة سيدي علي بولاية الأغواط، غربي الجزائر، من عائلة جزائرية بسيطة، وهي الأخت الكبرى لأربعة من شقيقاتها وأخ وحيد يعتبر الأوسط بينهم، ثم سرعان ما انتقلت إلى قرية بيبان مصباح، بمقاطعة تيارت شرقي البلاد، واستقرت هناك ليومنا هذا، وفي فترة الطفولة كان لديها حلم احتراف كرة القدم، قبل أن تتحول إلى رياضة الملاكمة التي خطفت فيها الأضواء، خلال السنوات الأخيرة، مثلما هو الحال في أولمبياد باريس 2024.

وشهدت فترة الطفولة لإيمان خليف في قرية بيبان مصباح بمدينة تيارت، العديد من القصص المؤثرة التي تؤكد معانتها الكبيرة، خاصة عندما كان يرفض والدها احترافها رياضة الملاكمة بعدما اكتشف أحد مدربي كرة القدم موهبتها في هذه الرياضة القتالية، بسبب بنيتها وطولها الفارع، ما دفعه لإخبار أحد المدربين المحليين وحاول إقناع والدها، الذي كان مصراً على بقاء ابنته في المنزل مثل كلّ الفتيات المحافظات في تلك القرية الصغيرة، في حين كان عمها يرى عكس ذلك وشجعها كثيراً على ولوج عالم الملاكمة، حتى إنه توسط عند والدها للسماح لها بتحقيق حُلمها.

المعناة الحقيقية لإيمان خليف بدأت عند رحلة التنقل من بيتها المتواضع إلى قاعة التدريب، فكانت كثيراً ما تصطدم بعدم توفر المال الذي يسمح لها بالتنقل على مسافة 15 كيلومتراً صوب الصالة الرياضية، وهنا لجأت إلى العمل الخاص من أجل توفير ذلك، من بينها بيع الخبز على الرصيف، وكذلك بيع الخردوات المعدنية، وأيضاً بيع الكسكسي الذي كانت تصنعه والدتها، وهذا مع الدخل المالي الضعيف لوالدها، ورغم أن فكرة التوقف من طرف البطلة الأولمبية عن ممارسة هذه الرياضة قد تبلورت في تلك الأيام الحالكة، بسبب صعوبة الجمع بين العمل والدراسة وكذلك التدريب، فإن التشجيع الذي تلقته من طرف جيرانها وكذلك أقاربها، دفعها لمواصلة التطور في الملاكمة، حتى إن هناك الكثير منهم كان يتطوع لنقلها بسيارته الخاصة، خصوصاً الجيران الذين يقطنون في حيها.

وبعد سنوات من التدرب وسط تلك الصعوبات المعيشية، شهد عام 2018 بداية القصة الحقيقية لإيمان خليف في عالم الملاكمة، بعدما انضمت للمنتخب الجزائري، وشاركت في بطولة العالم عندما كانت تبلغ من العمر 19 سنة، ورغم احتلالها مراكز متأخرة في مسابقات دولية، على غرار المركز الـ 33 في بطولة العالم في روسيا 2019، فإن ذلك لم يثن من عزيمتها على التطور أكثر على المستويين القاري والإقليمي وكذلك العالمي، مثلما كان الحال في بطولة العالم 2022، عندما وصلت للمباراة النهائية وخسرت أمام الأيرلندية إيمي برودهرست.

وشهد شهر مارس/ آذار 2023 انطلاق مشكلات إيمان خليف مع الاتحاد الدولي للملاكمة، التي ما زالت مستمرة ليومنا هذا، فقد جرى استبعادها من نهائي بطولة عام 2023 الذي أقيم في العاصمة الهندية نيودلهي، بسبب "عدم استيفاء معايير الأهلية" على حدّ قولهم، قبل أن يتضح لاحقاً أن إقصاءها خارج الحلبة، يعود لمحاولة التحقق من جنسها، ومحاولة إثبات أن الملاكمة الجزائرية لديها هرمونات ذكورية، تمنعها من دخول عالم هذه الرياضة لدى فئة السيدات، ورغم أن خليف قدمت استئنافاً لدى محكمة التحكيم الرياضي "كاس" ضد قرار استبعادها من نهائي بطولة العالم فإنها سحبته لاحقاً، في حين أن مشاركتها حالياً في أولمبياد باريس تأتي بعد موافقة اللجنة الأولمبية الدولية، إثر تجاوزها الفحوصات اللازمة، وهي التي دافعت كثيراً عن البطلة الجزائرية خلال الأيام الأخيرة، ضد اتهامات الاتحاد الدولي، وكذلك بعض وسائل الإعلام الدولية، وشخصيات مشهورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

المساهمون