إيتو توعد المصريين بالحرب فهل انكشفت صورته الحقيقية؟

02 فبراير 2022
صورة اهتزت بعد تصريحاته الأخيرة (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -

تخلى صامويل إيتو، عن صفة اللاعب السابق إثر سنوات طويلة في أهم ملاعب أوروبا، وارتدى ثوب المسؤول بعد انتخابه في نهاية عام 2021 على رأس الاتحاد الكاميروني لكرة القدم، لتكون نهائيات كأس أفريقيا للأمم التي تحتضنها بلاده، أول اختبار حقيقي بالنسبة إليه في مهامه الجديدة.

وارتبطت صورة إيتو لاعباً، بمبادئ كثيرة مثل دفاعه عن كرة القدم الأفريقية ومقاومة العنصرية في الملاعب وعديد الملفات الأخرى، قدمت إيتو في صورة مثالية، ولكن منذ انطلاق البطولة الأفريقية انكشف الجانب الخفي في صورة النجم السابق الذي لا يهمه غير الحصول على البطولة.

دافع عن التنظيم رغم عدم الاستعداد

أصرّ صامويل إيتو على تنظيم النهائيات رغم أن كل المؤشرات كانت تؤكد أن الكاميرون ليست مستعدة لوجستياً لحدث مشابه، ورفض نجم برشلونة السابق كل المحاولات أو الاغراءات، من أجل تعديل موعد النهائيات مصراً على موقفه رغم أن النقائص كانت بارزة.

 ومنذ انطلاق النسخة 33، تتالت الفضائح وتذمرت المنتخبات من ظروف الإقامة والتنقل وغيرها، لتقدم الكاميرون صورة سلبية عن كرة القدم الأفريقية، نتيجة أنانية رئيس الاتحاد، الذي حوّل ملف التنظيم إلى قضية شخصية يريد كسبها مهما كانت التكاليف أو الخسائر.

سكت عن المظالم ضد جزر القمر

سجلت الدورة رقماً قياسياً في عدد التجاوزات التي طاولت منافسي الكاميرون في البطولة، إلى مستوى جعل الاعتقاد راسخاً بأن اللقب لن يفلت من الأسود التي لا تروض إلا بحصول معجزة، حيث تذمرت كل المنتخبات من المعاملة القاسية التي كانت عرضة لها قبل اللعب ضد البلد المنظم.

ولم يصدر عن إيتو موقف رافض لمثل هذه التصرفات، حيث كان يتوجب عليه أن يعلن موقفاً صريحاً مما حدث مع منتخب جزر القمر قبل ثمن النهائي، عندما اضطر لاعبوه إلى تغيير ملابسهم في الحافلة قبل مقارعة الأسود التي لا تروض، نتيجة التقصير في توفير الأمن الذي يسهل تنقل حافلة الفريق من الفندق إلى الملعب.

 ورغم أن الاتحاد الكاميروني لا يشرف مباشرة على التنظيم ولا مسؤولية مباشرة له عن بعض التجاوزات أو النقائص، إلا أن رئيس الاتحاد كان مطالباً بإعلان موقفه، ويتضامن مع منتخب جزر القمر الذي واجه أزمات انتهت بخسارته بنتيجة 2ـ1.

نصف نهائي أم معركة؟

يحرص رئيس اتحاد الكاميرون على الحديث إلى لاعبي المنتخب بعد كل مباراة، ويصرّ على أن يتم توثيق كل ما يحدث داخل حجرات الملابس بالفيديو، ونشر ذلك لاحقاً لتأكيد شخصيته القيادية وسعيه إلى دفع اللاعبين من أجل الحصول على اللقب السادس والأول في الكاميرون.

ورغم أن إيتو كان في كل مناسبة يحاول تذكير اللاعبين بماضيه واستعراض كفاحه، فإن تصريحاته الأخيرة كانت صادمة عندما طالب اللاعبين بالاستعداد للحرب في مواجهة المنتخب المصري في نصف النهائي، ليخرج المباراة عن إطارها الرياضي.

ويعكس رد المدرب البرتغالي لمنتخب الفراعنة، كارلوس كيروش، حالة الذهول التي خلفها إيتو بتصريحاته، حيث ذكره البرتغالي بأن دوره ليس إعلان الحرب بل مواساة العائلات التي فقدت أبناءها خلال التدافع الذي وقع قبل اللقاء ضد جزر القمر، حيث كان إيتو مطالباً بأن يكون إلى جانب العائلات بدل الحديث عن الحروب.

ويرسخ تصريح إيتو، الأخير الاعتقاد المسيطر عند كل المتابعين بأن المنتخب الكاميروني سيحاول كسب اللقب مهما كانت الطريقة، كلفه ذلك استعمال كل "الخدع" الممكنة من أجل ترهيب منافسيهم على الميدان، وفي انتظار نتيجة لقاء الحسم الذي سيدور الخميس، فإن النهائيات كشفت الجانب الخفي لشخصية إيتو الذي لا يريد غير الظهور في ثوب البطل الناجح الذي يحصد الإعجاب في كل المحطات واختلاف الأدوار قدم إيتو في صورة مختلفة.

المساهمون