أوناحي "مدلل" الركراكي.. إبداع في الميدان والمدرب "محامي الدفاع" الأول

21 يناير 2024
أوناحي نجم بارز في صفوف منتخب المغرب (كريم جعفر/فرانس برس)
+ الخط -

يحظى عز الدين أوناحي نجم منتخب المغرب بتقدير استثنائي من طرف المدرب وليد الركراكي منذ دوره الكبير في كأس العالم "قطر 2022"، حين كان أحد صناع ملحمة "أسود الأطلس" في هذه البطولة العالمية، بعد الوصول إلى الدور نصف النهائي كأول منتخب عربي وأفريقي يحقق هذا الإنجاز.

ولعب أوناحي صاحب الـ22 عاماً دوراً بارزاً في نيل المغرب المركز الرابع عالمياً، بفنياته العالية وقدرته على حسم النزالات الثنائية، وهو الذي نال إشادة مدرب منتخب إسبانيا لويس إنريكي حين قال عنه بعد مباراة المغرب في مونديال قطر، إنه "لاعب يتحرك كالنحلة. صعّب الأمور علينا، وأربك كل حساباتنا، ولا أعرف أين يلعب هذا (الموتشو) الموهوب".

وكان وليد الركراكي يدرك جيداً أن نجمه المدلل سيصبح حديث العالم بعد المونديال، وستتهافت عليه الأندية الأوروبية، مثلما خطف قلوب الجماهير المغربية والعربية، حتى وهو يخوض تجربته الأولى برفقة منتخب المغرب في بطولة عالمية، وأكثر من ذلك سحب البساط من تحت أقدام أسماء عديدة شكّلت دعامات أساسية في تشكيلة المدرب السابق البوسني وحيد حاليلوزيتش.

ومنذ ذلك الحين، وعز الدين أوناحي يحظى بشعبية "رهيبة" بين متابعي منتخب المغرب، ومدربه الركراكي، حيث أصبح عنصراً أساسياً في كتيبته، ويحظى بمعاملة خاصة، ولا سيما بعد أزمته مع نادي مرسيليا الفرنسي في بداية الموسم الكروي الحالي.

ورغم فقدان أوناحي مركزه الأساسي في الفريق الفرنسي، بعد خلافه مع المدرب السابق الإسباني مارسيلينو غارسيا تورال، واصل الركراكي دعم نجمه وتشجيعه، واتخذ أول خطوة حينها باستدعائه لخوض ودية البرازيل في طنجة مارس/ آذار الماضي، وأبدع فيها بهدف جميل، كما فعل قبل ذلك في ملاعب قطر.

ولم تتزحزح ثقة الركراكي في نجمه الصاعد، بعد تراجع مستواه نسبياً بفعل الإصابات المتكررة، وظل واثقاً بأن هذا "الموتشو" لن يخيّب ظنه وسيسكت كل منتقديه عندما تتاح له أول فرصة في بطولة كأس أمم أفريقيا بساحل العاج 2023، حيث أبدع أمام منتخب تنزانيا بتحركاته على الميدان، قبل أن يسجل، وينصب نفسه نجماً لهذه المباراة، في انتظار الغاية الكبرى وهي جائزة أفضل لاعب في البطولة.

وعندما أدرك الركراكي أن تصريحات نجمه المدلل ضد منتخب مصر فسرت على نحو خاطئ، وقد تكون لها تداعيات سلبية غير محسوبة العواقب، خرج إلى العلن، ليعلن في المؤتمر الصحافي قبل مباراة الكونغو الديمقراطية، الأحد، أن أوناحي صاحب أخلاق عالية، ولم يقصد الإساءة إلى منتخب مصر، بعد حركته الشهيرة بوضع يديه على عينيه. 

وتابع قائلاً: "أوناحي يحترم الجميع، وينأى بنفسه عن مثل هذه التصرفات، لهذا قررت الدفاع عنه وتوضيح الأمور أكثر، للحفاظ على تركيزه بدل استمرار التشويش عليه".

وأثارت طريقة احتفال أوناحي بعد تسجيله هدفاً في مباراة تنزانيا في افتتاح مشوار "أسود الأطلس" في كأس أمم أفريقيا، الأربعاء الماضي، جدلاً واسعاً. وشهدت إشارته بوضع يديه على عينيه ردات فعل غاضبة من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، إذ وصفت كونها رداً على الانتقادات شديدة اللهجة التي تعرض لها بعد تصريحاته الأخيرة حول رأيه في طريقة لعب منتخب "الفراعنة".

والجدير بالذكر أن عز الدين أوناحي تلقى تكوينه في أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، في الرباط، إلى جانب نايف أكرد ويوسف النصيري، إضافة إلى الحارس رضا التكناوتي، الغائب عن نسخة ساحل العاج لكأس أمم أفريقيا 2023.

المساهمون