يواجه المدرب الإيطالي المخضرم كارلو أنشيلوتي، المدير الفني لنادي ريال مدريد، خطر التمرد من بعض نجوم الفريق الإسباني، الذين استغلوا فترة التوقف الدولي مع منتخبات بلادهم من أجل توجيه رسائل انتقادات مباشرة.
ومع وجود نجوم نادي ريال مدريد مع منتخبات بلادهم في فترة التوقف الدولي، استغل عدد منهم الشعور بالراحة، وتكلموا بحرية لوسائل الإعلام، عن الطريقة التي يقوم بها المدرب كارلو أنشيلوتي بإدارة الفريق الإسباني، حيث اشتكى بعضهم من المراكز التي يلعبون فيها، فيما عبّر بقيتهم عن عدم تقبّلهم فكرة الجلوس على مقاعد البدلاء.
واشتكى 4 لاعبين علناً من قرارات المدرب كارلو أنشيلوتي في نادي ريال مدريد، وهم البرازيلي رودريغو، الفرنسي إدوارد كامافينغا ومواطنه أوريلين تشواميني، بالإضافة إلى المخضرم الكرواتي لوكا مودريتش، بحسب صحيفة "ماركا" الإسبانية.
وأصبح كارلو أنشيلوتي يعاني من مشكلة جديدة في مسيرته الاحترافية، حيث عُرف عن المدرب الإيطالي تعامله الرائع مع نجومه، وقدرته على إقناع بعضهم بأفكاره، لكن الانتقادات العلنية أمام وسائل الإعلام، تعني أن المدير الفني لنادي ريال مدريد يواجه خطر التمرد، ما يعني إثارة المشاكل في غرف ملابس الفريق الإسباني في الموسم الحالي.
قائد "التمرد"
بداية تمرد لاعبي ريال مدريد في فترة التوقف الدولي ظهرت، من قبل النجم البرازيلي، رودريغو، الذي عبّر علناً عن عدم اقتناعه بفكرة المدرب كارلو أنشيلوتي، بأن يجعله يلعب كمهاجم صريح (رقم 9)، وأكد في تصريحاته لوسائل الإعلام أنه "يفضل اللعب على الأجنحة، ولا يحب أن يجرب مركزاً جديداً".
ولم يسجل رودريغو سوى هدف لنادي ريال مدريد في الدوري الإسباني منذ بداية الموسم، لكن المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي وجد نفسه مضطراً إلى وضع البرازيلي كمهاجم صريح (رقم 9)، عقب إصابة فينيسيوس جونيور، ليظهر البرازيلي بعدها تائهاً في كثير من الأحيان خلال المباريات التي خاضها، وتعرّض لانتقادات كبرى، سواء من قبل جماهير الفريق أو وسائل الإعلام المحلية.
وخلال 21 مواجهة في جميع البطولات، وجّه رودريغو 9 تسديدات على المرمى، وسجل هدفاً وحيداً فقط، عندما لعب كمهاجم صريح (رقم 9)، ليأخذ تقييماً أقل من المتوسط، انهالت الانتقادات عليه، رغم أن المدرب الإيطالي يتحمل الجزء الأكبر منها، وهي وضعه في مكان جديد.
جهد إضافي
أما النجم الثاني في صفوف ريال مدريد، الذي عبّر علناً عن عدم سعادته باختيارات المدرب كارلو أنشيلوتي، فهو الفرنسي أوريلين تشواميني، عندما أكد خلال المؤتمر الصحافي، الذي أجراه مع مدرب منتخب "الديوك"، ديديه ديشان في فترة التوقف الدولي، أنه لا يفضل تغيير مركزه مع فريقه الإسباني.
ويأتي كلام أوريلين تشواميني، بعدما اعتمد أنشيلوتي عليه في محور قلب الدفاع بالمباراة ضد أوساسونا في "الليغا"، نتيجة غياب القائد ناتشو (يقضي عقوبة بسبب تعرضه للطرد في المباراة ضد جيرونا)، النمساوي ديفيد ألابا، البرازيلي ميلياتاو (بسبب الإصابة).
وأكد أوريلين تشواميني في حديثه أنه يفضل الاستمرار باللعب مع نادي ريال مدريد في خط الوسط، رغم أنه استعدّ كثيراً، عندما كلفه المدرب كارلو أنشيلوتي مركزه الجديد، حيث قال: "أحب اللعب في خط الوسط، ومحور الدفاع تطلب مني الكثير من العمل والتحضير، حتى أفهم هذا المركز".
وتلقى أنشيلوتي الكثير من النقد، بسبب وضعه أوريلين تشواميني في محور قلب دفاع ريال مدريد، لكن المدرب الإيطالي برّر موقفه، بأن فريقه يعاني من كثرة الإصابات، ولا يوجد لديه لاعبون قادرون على القيام بهذا الدور إلا الفرنسي، الذي رفض القيام به، بسبب حبه اللعب في خط الوسط، بالإضافة إلى المجهود الكبير، الذي يطلب من قلب الدفاع.
سعادة مفقودة
بدوره، عاد النجم الفرنسي، إدوارد كامافينغا، إلى الحديث مرة أخرى عن اللعب في غير مركزه مع ريال مدريد، بعدما وجه رسالة مباشرة إلى المدرب كارلو أنشيلوتي في أثناء المؤتمر الصحافي لمنتخب "الديوك"، حيث قال: "الجميع يعرف بأنني لا أحب اللعب في مركز الظهير الأيسر".
حديث كامافينغا ليس جديداً على الإطلاق، بعدما واصل تقديم الشكاوى إلى أنشيلوتي، الذي وضع الفرنسي في مركز الجناح الأيسر من الموسم الماضي، خلال مواجهات دوري أبطال أوروبا و"الليغا".
ورغم أن أنشيلوتي، في بداية الموسم، وعد نجمه الفرنسي بأنه لن يضعه في مركز الظهير الأيسر، لكن المدير الفني الإيطالي وجد نفسه مضطراً إلى ذلك، عقب إصابة فيرلاند ميندي، وعدم اقتناعه بمستوى الصفقة الجديدة فران غارسيا، الأمر الذي جعل إدوارد كامافينغا يلجأ إلى وسائل الإعلام في أثناء فترة التوقف الدولي، من أجل التعبير عن عدم رضاه بمركزه الجديد.
غضب المخضرم
ونختم مع الكرواتي المخضرم، لوكا مودريتش، الذي يواجه ظروفاً لم يخضها سابقاً مع نادي ريال مدريد، بعدما قرر المدرب كارلو أنشيلوتي، وضعه قائد خط وسطه على مقاعد البدلاء في عدد من المواجهات المهمة في جميع البطولات بالموسم الحالي.
مودريتش استغلّ فترة التوقف الدولي، وعبّر عن سخطه الكبير بسبب عدم خوضه للمواجهات أساسياً مع ريال مدريد، لكنه فاجأ الجميع عندما تحدث لأول مرة عن مستقبله، وفتح الباب أمام رحيله في سوق الانتقالات الشتوية القادمة.
وبعد نهاية فترة التوقف الدولي، يواجه كارلو أنشيلوتي تمرداً من قبل نجوم ريال مدريد، الذين انتقدوا علناً قرارات المدرب الإيطالي، وبات عليه الآن مواجهة ما حدث من قبل اللاعبين الـ 4، والسؤال: كيف سيتصرف المدير الفني الآن؟