أنشيلوتي والمدرسة التدريبية القديمة.. هل تنجح رغم التطور؟

يُصر الإيطالي كارلو أنشيلوتي؛ المدير الفني لنادي ريال مدريد الإسباني، على التمسك بنهج المدرسة التدريبية القديمة، التي يواصل الاعتماد عليها، بعد مرور 30 عاماً في مسيرته الاحترافية، والتطور الكبير الذي شهدته كرة القدم.

صحيح أن المدرب الإيطالي اعترف في حديثه لصحيفة "آس" الإسبانية بأنّ كرة القدم تطوّرت خلال السنوات الماضية، بعدما أصبح النجوم أكثر احترافاً، ودخلت التكنولوجيا في "الساحرة المستديرة" (تقنية التسلل الآلي، الفيديو المساعد)، لكنه يحافظ على تقاليده الخاصة.

وتعتمد المدرسة التدريبية القديمة من منظور أنشيلوتي على التمسك بالقواعد الأساسية لكرة القدم، من خلال وضع الخطط لموسم كامل، وشكل التدريبات، وتغيير طريقة اللعب في كل مواجهة يخوضها، سواء كانت محلية أو قارية أو دولية، مع التركيز على مصادقة لاعبيه، وجعلهم يشعرون بأنهم داخل عائلة موحدة.

ورغم تطور كرة القدم، فإنّ أنشيلوتي استطاع إثبات نجاح طريقته، فهو المدرب الوحيد في تاريخ "الساحرة المستديرة"، الذي استطاع تحقيق ألقاب الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى (باريس سان جيرمان الفرنسي، ريال مدريد الإسباني، بايرن ميونخ الألماني، ميلان الإيطالي، بالإضافة إلى تشلسي الإنكليزي).

أما السبب الثاني لنجاح طريقة المدرب أنشيلوتي، فيعود إلى تلقيه الدعم من النجوم الذين أشرف على تدريبهم خلال مسيرته الاحترافية، وهو ما يظهر بشكل واضح، لا سيما أن الإيطالي المخضرم (64 سنة) عُرف عنه تقربه من اللاعبين ومصادقتهم، ولم تحدث له مشكلات معهم، رغم حجم الأسماء التي أشرف عليها.

ويظهر سبب ثالث في ازدهار مسيرة أنشيلوتي التدريبية، وهو الدعم الكبير الذي تلقاه خلال عمله في الأجهزة الفنية، حيث تتسابق الإدارات على كسب وده، وتجمعه علاقة مميزة مع جميع الأندية، ودائماً ما توجه لها رسائل التهنئة في حال حققت الألقاب، رغم أنه يشرف على ريال مدريد الإسباني في الوقت الحالي.

كرة عالمية

التحديثات الحية

"تجنب غضبه".. مارسيلو يكشف استراتيجية ريال مدريد في مواجهة ميسي

ولعل أبرز مثال على نجاح طريقة أنشيلوتي هي تمكنه من تحقيق لقب دوري أبطال أوروبا مع ريال مدريد في موسم 2021 /2022، رغم أن وسائل الإعلام العالمية لم تكن ترشح "الملكي" للصعود على منصة التتويج، بسبب وجود عدد من الفرق القوية، على رأسها باريس سان جيرمان الفرنسي ومانشستر سيتي الإنكليزي.

في النهاية أثبت أنشيلوتي للجميع بأن التمسك بالطريقة التدريبية القديمة ناجحة، بعدما اعتمد على فلسفته الخاصة، عبر تقديم الدعم الكبير لمواهب ريال مدريد الشابة، والتعامل مع المخضرمين بشكل جيد، ما جعله يسيطر بشكل مميز على غرفة خلع الملابس.