أسباب حرمان بلايلي من حلم اللعب في أوروبا

15 يناير 2022
بلايلي لاعب موهوب أضاع عديد الفرص (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -

 

أكد يوسف بلايلي، في كأس أفريقيا 2019 وكأس العرب 2021، أنّه من أفضل اللاعبين في مختلف الدوريات العربية، بعد أن نجح في مساعدة المحاربين على التتويج بلقبين مهمين، ولعب دوراً مهماً في تربع منتخب الجزائر على عرش القارة الأفريقية.

كما سبق للبلايلي أن ساعد فريقه السابق الترجي التونسي على التتويج بدوري أبطال أفريقيا مرّتين توالياً في سنتي 2018 و2019، ليملك سجلاً مميزاً، حيث توج في آخر 4 سنوات بأهم الألقاب التي نافس عليها وكان حاسماً بشكل كبير.

ورغم هذه النجاحات الكبيرة، فإن بلايلي لم يعرف التوفيق بعيداً عن الدوريات العربية/ بما أنّ تجربته الوحيدة في أوروبا مع فريق أنجييه انتهت بفشل كبير، ليعود بعدها إلى الدوري الجزائري، ويبقى حلم النجاح في الملاعب الأوروبية يراود النجم الجزائري.

مشكلة بدنية أفشلت التجربة الفرنسية

التحق بلايلي سنة 2017 بفريق أنجييه الفرنسي، الذي كان بوابة تألق عديد النجوم العربية وآخرهم المغربي سفيان بوفال، ولكنّه لم يقدر على فرض نفسه في خيارات مدرب الفريق بسبب مشاكله البدنية، ذلك أنّه التحق بالفريق الفرنسي بعد أن قضى فترة العقوبة التي سلطها عليه الاتحاد الدولي لكرة القدم مدة سنتين بسبب تناول مواد ممنوعة.

ولم يقدر بلايلي على مجاراة نسق فريقه الجديد، بسبب المشاكل البدنية التي كان يعاني منها، حيث ذكر لويك بويو، زميله في أنجييه سابقاً، أن الجميع داخل حجرات الملابس كانوا يطرحون السؤال بشكل متكرر "كيف نجح في التعاقد مع الفريق؟"، ذلك أن بلايلي كان يظهر بوزن زائد لا يتلائم مع لاعب محترف يرغب في خوض تجربة في دوري قوي مثل الدوري الفرنسي.

موهوب ولكنه يعتمد اللعب الفردي

لم يمنح المدرب ستيفان مولين بلايلي فرصاً كثيرة خلال فترة وجوده مع أنجييه، إذ لم يكن المدرب يثق كثيراً في قدرات اللاعب الجزائري، وقد قال لويك بويو، في حوار مع موقع "سو فوت" الفرنسي، أن لا أحد كان قادراً على الحكم على مستوى النجم الجزائري، لأنّه قادر على تجاوز أي منافس ولكنّه يميل كثيراً إلى اللعب الفردي.

ويرفض المدربون، وخاصة في الدوري الفرنسي، اعتماد اللاعب على مجهوداته الفردية خلال المباريات، وهم يصرون على أن يكون الأداء جماعياً، ولكن بلايلي لم يقدر على احترام هذا الشرط، وهو ما قد يفسّر فشله في البقاء طويلا مع أنحييه، حيث غادر الفريق سريعاً.

هل يعاني من مشاكل انضباطية؟

لم تكن نهاية العلاقة التعاقدية بين بلايلي وكل الفرق التي لعب لها بعيداً عن الدوري الجزائري موفقة، فقد غادر الترجي التونسي في نهاية موسم 2014ـ2015، بعد أن فرض تمديد عقده ولم يشارك مع الفريق في آخر المباريات، كما أنّه غادر الترجي في المناسبة الثانية بعد إشكال كبير، حيث فرض على إدارة النادي بيع عقده إلى الأهلي السعودي.

وواجه بلايلي مشاكل كبيرة مع الأهلي السعودي، دفعت إلى فك الارتباط بعد أن تحول إلى لاعب احتياطي، ورغب الفريق السعودي في التخلص منه، ليلجأ بلايلي إلى الاتحاد الدولي من أجل فك الارتباط. وبعد التحاقه بنادي قطر، كانت النهاية مشابهة للتجارب السابقة بعد الاتفاق على فسخ العقد بالتراضي في نهاية العام الماضي، بعد أن رفض نادي قطر تصرفات اللاعب وعدم احترامه مختلف الالتزامات.

وهذه المشاكل التي رافقته في مختلف المحطات تؤكد أن بلايلي يعاني من مشكلة انضباط، وشخصيته القوية تدفعه إلى اتخاذ قرارات لا تساعده في مسيرته وتورطه مع الأندية التي لعب لها، ليجد نفسه في كل مرة يعاني من مشاكل كبيرة بما أنّه لم يتفق مع أي فريق منذ فسخ عقده مع نادي قطر.

والده يشرف على مسيرته

ويظهر والد يوسف بلايلي في كل مناسبة ينتقل خلالها ابنه من فريق إلى آخر، كما أنّه يقضي فترات طويلة إلى جانب ابنه من أجل مساعدته في الانسجام مع مختلف المحطات التي عاشها في السنوات الأخيرة أساساً، وأصبح يعتبر وكيل أعماله.

ويبدو أن والده قد أصبح حاضراً بقوة حتى يتفادى السيناريو الذي عاشه ابنه سابقاً بعد العقوبة التي سلطت عليه، وهو من يتفاوض مع الأندية التي ترغب في التعاقد مع ابنه، كما أنّه كان أول من كشف عن فسخ العقد مع نادي قطر، وأكد في عديد المناسبات أن يوسف يرغب في خوض تجربة في أوروبا.

ومن الواضح أن المشاكل التي عرفها بلايلي في السنوات الماضية تجعل الأندية الأوروبية مترددة قبل التعاقد معه، خاصة أن بعض المصادر تحدثت عن أن بلايلي لا يحترم المواعيد، وغيرها من المسائل التي تجعل الأندية تخشى التعاقد مع أي لاعب، فقد ارتبط اسمه بعديد الأندية الأوروبية بعد إعلان فسخ عقده، ولكن يبدو أن كل الأندية عدلت عن التفاوض معه.

في الأثناء، فإن تصرفات بلايلي في المنتخب الجزائري لا تعكس كل ما يقال عنه، ما يثبت أن المدرب جمال بلماضي عرف كيف يؤطر نجمه ويجعل منها لاعباً مهماً في مستوى بقية نجوم "منتخب الخضر"، خاصة أنه منحه الفرصة للمشاركة مع المنتخب وآمن بقدراته، وقد تساعده كأس أفريقيا على الفوز بعقد جديد يضمن له تحقيق حمله باللعب في أوروبا.