كيف تختار التعليم الأنسب لأبنائك؟

03 سبتمبر 2017
على ولي الأمر بذل مجهود لاختيارالأنسب لأبنائه (Getty)
+ الخط -



تنوعت في العقود الأخيرة الخيارات التعليمية بما يوفر للمربين سبلًا لتلبية الاحتياجات التربوية والتعليمية لأطفالهم، سواء المتفوقون المحتاجون لتعلم المزيد، أو الذين يعانون من عقم التعليم التقليدي.

كذلك قد لا تلبي المدارس التقليدية احتياجات الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، أو صعوبات التعلم، أو بعض المشكلات الصحية والسلوكية، فيتعرضون للرسوب أو التسرب من التعليم؛ لذا يحتاجون إلى مدارس بديلة، توفر أنظمة تعليمية وخدمات طبية وعلاجية، مع بيئة تعلم واهتمام متخصص، قد لا توفره المدارس التقليدية.

من هنا أخذت بعض الهيئات على عاتقها تقديم بيانات عن الأنظمة التعليمية المتاحة بهدف تسهيل الأمر على الآباء، مثل مرجع Almanac لخيارات التعليم، الأول من نوعه في الولايات المتحدة وكندا، إذ يمكن للمربين الاختيار بين المدارس العامة والخاصة والتعليم المنزلي والمدارس المستقلة.



وقد لا تتناسب أنظمة المدارس التقليدية ومناهجها الموحدة وفصولها ذات النسق الواحد مع احتياجات الطلاب المتباينة للغاية، إلا أن المدارس المستقلة في تلك البلدان تتميز بمرونة أكبر في مناهجها وأنظمتها. ولا يعني ذلك بطبيعة الحال سوء الأنظمة التعليمية الحكومية جميعها، فبعضها أخذ في تبني بعض هذه الاتجاهات البديلة، ويتمتع عديد من معلميها بمهارات تعليمية مميزة، إلا أن مثل هذه البدائل تمنح الآباء مزيدًا من الخيارات التي قد تكون أكثر مناسبة لأبنائهم.

ومع كثرة المدارس البديلة في الآونة الآخيرة، إلا أن بعضها قد لا يكون معتمدًا أو يفتقر إلى الكوادر المدربة، أو لا يطبق المناهج البديلة باحترافية. فإذا كنت تفكر في إلحاق طفلك بإحدى هذه المدارس، فننصحك بالتحقق من اعتمادها، وكفاءة موظفيها، وتكامل مناهجها، وبيئة التعلم والخدمات.

لذا عليك أن تدخر الوقت والجهد للقيام بمقابلات وزيارات عديدة لهذه المدارس، وتهيئة طفلك لمراحل التقديم، التي تكون مرهقة وضاغطة في كثير من الأحيان.

ويمكنك الاستعانة بأحد المستشارين التربويين، وتقييم طفلك لمعرفة أي من الأنظمة التعليمية البديلة الأنسب له.

في ما يلي نورد أبرز أنواع التعليم في العالم وما يقدمه لأطفالك من تعليم يتناسب مع شخصيته وما تريده أنت كولي أمر.


"المونتسوري" لطفل مستقل

"ما أجمل أن تتعلم وتلعب في آن واحد" هذا هو جوهر نظام المونتسوري، وهو من أشهر البرامج التعليمية البديلة في مرحلة ما قبل المدرسة، إذ يتعلم الطفل وفقًا لاستيعابه الخاص، ويجمع الفصل الواحد أطفالًا مختلفي الأعمار، فيتعلم الكبار منهم كيف يساعدون الأصغر؛ ما يعزز من تقديرهم للذات، وينمي قدراتهم على القيادة، فيما يتخذهم الأطفال الأصغر سنًا قدوة.

لذا إذا كنت تبحث عن مناهج تعزز استقلالية الطفل، وتتطور وفقًا لوتيرة تعلمه، فهذا هو البرنامج المنشود.

 

"والدورف" لطفل منظم ومبدع

"لا واجبات أو اختبارات أو حاسوباً"، هكذا يمكن أن تجمع بين الإبداع والنظام والاستمتاع بالهواء الطلق معًا، فهو ما يوفره نظام والدورف القائم على روتين ثابت من اللعب، والأنشطة

المتنوعة بين الغناء والرسم والقراءة وغيرها. وتتوزع على أيام محددة بالأسبوع، ويقضي الطلاب كثيراً من أوقاتهم بهذا النظام خارجًا في الهواء الطلق.

ويتميز النظام باستبعاد استخدام الوسائط المتعددة والأجهزة الإلكترونية، مثل الحاسوب والفيديو.

كذلك، لا يعتمد على الدرجات أو الواجبات المنزلية، ولا توجد مكاتب بالصف مثل الفصول التقليدية. وهو النظام الأكثر مناسبة لك إذا أردت أن تعزز المهارات  الفردية لطفلك، وتعلمه كيفية التفكير، والاعتماد على نفسه.


"ريجيو أميليا" لطفل متعاون ومفكر

إذا أردت نظامًا تعليميًا أكثر تركيزًا على الطلاب، ويعزز مهارات التواصل والتعاون وحل المشكلات، والعمل في فريق وحل النزاعات؛ فنظام ريجيو أميليا الأنسب لك، إذ يتعلم الطفل في هذا البرنامج عبر المشروعات التي يشارك بها، ويدرس المناهج وفقًا لما يناسب اهتماماته. فبدلًا من أن يجيب المعلم الطالب على سؤاله كيف تنمو الزهرة، يجتمع الطلاب ويبنون حديقة، ويتعلمون ما تتبعها من خطوات وتستلزمها من مفاهيم.

ويوثق البرنامج ما تعلمه الأطفال بالفيديو والصور والكتابة؛ احتفالًا بما أنجزوه على مدار العام.


مدارس للموهوبين

في بعض البلدان، مثل الولايات المتحدة، تخصص مدارس مستقلة تستقطب الطلاب ذوي المواهب والاهتمامات الخاصة التي يتعذر تنميتها في المدارس الاعتيادية، وتختص هذه المدارس بمجالات محددة، وتنمية مهارات خاصة، مثل الفنون والموسيقى، أو المهارات التقنية والعلوم والرياضيات. توفر مثل هذه المدارس مناهج متطورة، وأنشطة متنوعة. وتتيح بعض هذه المدارس دوراتها  للطلاب للتعلم عن بعد، خاصة الذين يتعلمون بالمنزل.

 



مدارس ذوي الاحتياجات الخاصة

توفر مدارس ذوي الاحتياجات الخاصة برامج تعليمية لمن يعانون من صعوبات في التعلم، مثل عسر القراءة، واضطراب فرط الحركة و نقص الانتباه، ومشكلات سلوكية أو بدنية تعوقهم عن الحركة.

تصمم هذه المدارس خططًا تعليمية، وفقًا لقدرات كل طالب، مع أنشطة لتعزيز التواصل البدني، واستشاريين وأخصائيي تخاطب، وتنسق خدمات الرعاية الطبية بالمدرسة مع أطباء الطفل، ويتعين على الآباء الاستعداد لإجراء تقييمات واختبارات نفسية وتعليمية باستمرار، لقياس مدى تطور الطالب.


مدارس داخلية للنمو العاطفي

توجد ببعض البلدان مدارس داخلية لذوي المشكلات النفسية والسلوكية، مثل اضطرابات الشخصية والعنف أو تعاطي المخدرات، وتدعم بيئة تعلم ومعيشة منظمة، وتركز برامجها في المقام الأول على وضع خطط أكاديمية مخصصة لكل طالب، ودمج التعلم مع برامج سلوكية علاجية، تعمل على تنمية النمو العاطفي بواسطة جلسات علاجية فردية وجماعية.

يستمر التقديم بمثل هذه المدارس على مدار العام، ما يجعلها ذات أهمية خاصة للآباء الذين يحتاجون إلى إلحاق أطفالهم بإحداها على نحو طارئ. وهي تتطلب استعداد الآباء للمشاركة، وربما أخذ إجازة، وإجراء تغييرات بنمط الحياة.



المدارس الخاصة لطلاب أكثر إنجازًا

أما إذا كنت تبحث عن مدرسة توفر بيئة تعلم نشطة وحماسية ومبدعة، وتركز في المقام الأول على الإنجازات الأكاديمية والرياضية؛ فالمدارس الخاصة أو الداخلية هي الخيار. وتتميز بقلة عدد الطلاب في فصولها، وزيادة الأنشطة المتنوعة، لكنها تعتمد على آلية قبول شديدة التنافسية، وقد تقف الرسوم الدراسية المرتفعة عائقًا أمام آباء عديدين.


التعليم المنزلي قد يكون الحل

ربما لا تتناسب الأنظمة السابقة مع بعض المربين الذين ينشدون تربية أبنائهم على أسس دينية أو تربوية مختلفة، وهنا قد يكون التعليم المنزلي خيارًا مناسبًا في هذه الحالة، وتوفر العديد من المؤسسات والمواقع مناهج تعليمية، كذلك يمكن الاستعانة بكتب عديدة توفر إرشادات للبدء.


أنشئ مدرستك الخاصة

قد لا تتوافر بعض خيارات المدارس البديلة في بلدك، ما قد يكون محبطًا من ناحية، لكنه قد يصبح فرصة لبناء مدرسة بديلة، بالتعاون مع الآباء المتحمسين والمربين والطلاب لإطلاقها، أو إنشاء برنامج جديد بإحدى المدارس الموجودة بالفعل، وهو نهج تتبعه بلدان عديدة.

 

المساهمون