3 طرق لتلاحظ بها أبناءك

30 مارس 2017
مهم أن نلاحظ الأبناء أثناء تعاملهم مع الآخرين(Getty)
+ الخط -
أساليب الملاحظة تطوّر وعي الوالدين بشخصيات أبنائهم صغاراً كانوا أو كبارأ، فتعزيز أساليب الملاحظة في مرحلتي الطفولة والمراهقة من أهم الأساليب الوالدية التي تكسب الوالدين الوعي التربوي، وسبل الاهتمام بأبنائهم، تماما كتنسيق زهور الحدائق، كلما ارتفع وعينا بأنواع الورود والأزهار وبطبيعتها ازداد اهتمامنا بطرق رعايتها ونموها، وهكذا أبناؤنا هم تلك الورود والزهور بل هم تلك المصابيح المضيئة وعلينا أن نتعلم كيفية الحفاظ على ضوئها الفطري المميز. 

فيما يلي سأطرح ثلاثة نماذج للملاحظة تحدث في أغلب الأسر، وقد نعيها، وقد لا نعيها، لكنها تحدث لا محالة، والأفضل أن نعيها كي نستثمرها في رعاية أفضل لأطفالنا، فهي خير سند لنا في ظل الضغوط التي نحياها، وتؤثر على حياتنا النفسية والاجتماعية، وأبدأ بثلاثة أنواع من الملاحظة علينا الاهتمام بمنتوجاتها وتدوينها للاستفادة منها والعودة لها وقت الاحتياج:

- الملاحظة اليومية: كل النظريات التي صممت لتربية إيجابية للطفل تؤكد على أهمية الملاحظة اليومية للوالدين، لكل ما يدور من سلوكيات وأفكار ومواقف لأطفالهم، وتدوينها لأهمية البحث والاستفسار من أهل الخبرة عنها، بل وتعتبر هي تلك الصفحات التي يحتاج لها الوالدان من أجل حياة أفضل لأبنائهما، وهي ركن هام في التربية الأسرية.

سلوك الملاحظة سلوك والدي ليس بالسهل وليس بالمعقد، لكن يجب ممارسته بالفطرة أي بإحساس الأب وإحساس الأم، وبدون ضجيج أو تذمر وبدون علم الأبناء بذلك لأنها تخص الوالدين، فطفلك يلفت انتباهه حضورك سواء بهدوء وإيجابية أو بتذمر وضجيج، ويكتسب هذا الحضور ويطبع في ذاته.

- الملاحظة الوظيفية: هنا ترتكز ملاحظة الوالدين على وظائف الطفل الشخصية، أو على أدائه الذاتي للواجبات والقدرات والإمكانات الذاتية، سواء الفكرية أو الوجدانية أو السلوكية، وتعتبر الملاحظة الوظيفية من أهم الملاحظات الوالدية لأنها تركز على الأداء، وتسعى لاكتشاف الطرق المناسبة لدعم الطفل وتطوير قدراته الذاتية، ونموها بإيجابية ونجاح، فيلاحظ الوالدان مستوى أداء ابنهما في كيفية تجنيد المشاعر وآلية توظيفه للقدرات الذاتية في التعامل مع الآخرين، وأي الأشياء التي ينجز فيها، وبأي صورة أفضل من الأخرى، وغيرها من الملاحظات التي تجعل عند الوالدين بيانات هامة حول قدرات شخصية الطفل ومستوى أدائه.

- الملاحظة التفاعلية: وهي تعتمد على الملاحظة المقدمة من الطفل نفسه: حيث يكتسب الوالدان بعض الملاحظات الهامة من خلال تفاعل أبنائهما مع المواقف الحياتية في الأسرة وخارج الأسرة، كالتساؤلات التي يطرحها الطفل للاستفسار عن موقف أو شيء معين، فهي تكشف كيف يفكر الطفل، وفي ما يفكر، وأي الأشياء التي تلفت انتباهه، وأي الموضوعات التي تمر على تفكيره أو وجدانه، والأمر الأهم أننا كوالدين علينا معرفة أننا تحت ميكرسكوب ملاحظة الطفل، فكل ما نقوم به من سلوكيات وردود فعل هي لافتة للطفل، وتثير خياله وأفكارة ويكتسبها في سلوكياته، وهنا علينا أن نعي أي السلوكيات التي يقلدنا فيها، وأي الأفكار التي تروق له فيشاركنا فيها بشكل مبادر وفعال، وأي المشاعر التي تجعله يكون سعيداً أو حزيناً أو لا مبالياً خلالها.

إذن، أساليب الملاحظة الثلاثة تدعم اكتشافنا لشخصيات أطفالنا، وتمنحنا متعة متابعتهم ومراقبتهم عن قرب ودون أن يشعروا بها، وما يلمسونه هو اهتمامنا بهم، وهذا كفيل بأن يجعلهم أكثر انتماء لنا ولبيئتهم الثقافية، ويبدون مزيداً من التفاعل الاجتماعي والتعبير الإيجابي عن الذات، وتعلم تحمل المسؤولية بشجاعة، فهم يتمتعون ببيئة أسرية واعية، آمنة، داعمة.



المساهمون