محطات مشرقة للمخيمات

13 نوفمبر 2016
(Getty)
+ الخط -

كانت المخيمات الفلسطينية شاهدة على الكثير من المحطات المشرقة في تاريخ العمل الوطني الفلسطيني. نستعرض في هذا التقرير أبرز هذه المحطات.

جباليا... شرارة الانتفاضة الأولى

في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 1987 صدمت عمداً شاحنة إسرائيلية، يقودها جندي إسرائيلي من أسدود (أشدود)، حافلتين كانتا تقلان عمالاً فلسطينيين من جباليا البلد، كانتا متوقفتين في محطة للوقود، ما أدى لاستشهاد أربعة فلسطينيين وجرح آخرين، وقام قرابة أربعة
آلاف فلسطينيي بتشييع جثامين الشهداء، وتحولت مراسم التشييع إلى موجة من الاحتجاجات انتشرت بسرعة عبر مخيم جباليا المجاور وتدريجياً تحولت ثورة الغضب لدى شباب فلسطين على استشهاد العمّال الأربعة إلى اندلاع الانتفاضة الأولى في الضفة الغربية وقطاع غزة.

بلاطة... مواجهة دائمة مع الاحتلال
يعتبر مخيم بلاطة الواقع شرق مدينة نابلس والذي أنشئ في عام 1950، بؤرة نضالية أساسية في مواجهة جيش الاحتلال الإسرائيلي بالضفة الغربية، منذ سبعينيات القرن الماضي، ولقد لعب المخيم دوراً بارزاً في الدفاع عن مدينة نابلس خلال عملية السور الواقي الإسرائيلية إبان الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وكان عرضة للاجتياحات الإسرائيلية خلال السنوات الماضية.


جنين: أسطورة عش الدبابير

تحوّل مخيم جنين إلى أسطورة في النضال الفلسطيني ومواجهة الجيش الإسرائيلي، وذلك عبر صموده أياماً في حرب اجتياح المخيم والتي دارت رحاها بين مطلع أبريل/ نيسان ولغاية 12 من نفس الشهر في عام 2002، ولم تستطع آليات ومجنزرات القوات الإسرائيلية خلال تلك الفترة اجتياح المخيم إلا بعد أن قامت بهدم أجزاء واسعة منه، والقيام بعمليات قتل عشوائي للمدنيين العزل. ولقد وصفت الأمم المتحدة ما جرى في مخيم جنين بالكارثة. فيما اعتبره رئيس وزراء الاحتلال الأسبق، أرييل شارون، أنه "عش الدبابير".



الجلزون... صمود بوجه بيت إيل 
يعيش مخيم الجلزون الواقع إلى الشمال الغربي من مدينة رام الله حالة مواجهة دائمة مع مستوطنة بيت إيل منذ إنشائها في عام 1977، وكان المخيم الواقع على الطريق بين نابلس ورام الله سابقاً، سبباً في تغيير مسار الشارع لأنه كان بؤرة مواجهة مع جنود الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين. شهد المخيم إنشاء أول سياج عازل بارتفاع خمسة أمتار وذلك في محاولة من سلطات الاحتلال لحماية مركبات المستوطنين التي يستهدفها شبان المخيم بالحجارة وعبوات المولوتوف. وتحول مدخل المخيم في الانتفاضة الثانية إلى ثكنة عسكرية شبه دائمة وأغلق الطريق الواصل بينه وبين مدينة رام الله لمدة ثماني سنوات ضمن سياسات العقاب الجماعي التي انتهجتها حكومتا شارون وإيهود أولمرت.

رفح: المخيم المنكوب 
يقع مخيم رفح في قلب مدينة رفح جنوبي قطاع غزة على الحدود المصرية. وقد تأسس المخيم عام 1949. وفي ذلك الوقت، كان المخيم واحدا من أكثر المخيمات اكتظاظا بالسكان من بين مخيمات القطاع، إذ كان ملاذا وقتها لنحو 41 ألف فلسطيني طردوا من مناطقهم خلال عام النكبة على يد القوات الصهيونية، وهو اليوم مسكنا لحوالى 99 ألف لاجئ يكابدون كأبناء غزة من الحصار الإسرائيلي وغلق السلطات المصرية الحدود. كان المخيم مسرحا دائما للمواجهات مع إسرائيل خصوصا خلال الحروب الثلاث الأخيرة، كما تعرض في عام 2004، خلال الانتفاضة الثانية، إلى نكبة جديدة بعد أن قامت قوات الاحتلال بهدم 100 منزل من المخيم وهجرت سكانها من جديد.

شعفاط... الهجرة مرتين
أقيم مخيم شعفاط الواقع في حدود بلدية القدس ليكون بديلا عن مخيم المعسكر، الذي كان في البلدة القديمة بجانب حائط البراق، وبذلك يكون سكان هذا المخيم قد هجروا مرتين من أماكنهم، وسكانه الوحيدون من بين اللاجئين الفلسطينيين في الضفة والقطاع، الذين يحملون هويات القدس الزرقاء. اعتبر المخيم رأس حربة في مواجهة جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين خلال هبة القدس أو انتفاضة السكاكين، والتي اندلعت شرارتها في أكتوبر/ تشرين الأول 2015.