علماء ينفون قضاء المناخ الصيفي على فيروس كورونا

09 مايو 2020
الحرارة والرطوبة لا تقضيان على الفيروس (سبانسر بلات/Getty)
+ الخط -
مع اقتراب فصل الصيف، تزداد التكهّنات بشأن انحسار فيروس كورونا، خاصة أنّ العديد من الدراسات أشارت إلى أنّ درجات الحرارة المرتفعة من شأنها أن تقضي على الفيروس.
لكن عالم الأوبئة بيتر جوني، من جامعة تورنتو الكندية، نفى هذه الفرضية، وأكّد بعد دراسة أجراها مع علماء آخرين في كندا وسويسرا، أن الاختلافات في الحرارة والرطوبة لن يكون لها أي تأثير على انتشار الفيروس، وأشار إلى أنّ الاختلافات الوحيدة في كيفية انتشار المرض مرتبطة، إلى حد كبير، بالتدابير الصحية المتّخذة، والتباعد الاجتماعي، وإغلاق المؤسسات والمدارس.

ويعتقد جوني أنّ الدراسات السابقة التي تناولت فكرة القضاء على الفيروس بسبب الاختلافات المناخية، وزيادة ضوء الشمس، لم تأخذ في الاعتبار أنّ معظم السكّان ليست لديهم مناعة ضدّ الفيروس، وبالتالي فإنّ هذه الفرضيات ليست صحيحة تماماً.

وبحسب تقرير نُشر في صحيفة "نيويورك تايمز" بعنوان:"الصيف قادم.. والفيروس لا يريد الرحيل"، فإنّ جوني أجرى دراسة استقصائية من جزءين، اعتمد خلالها على تحليل معدّلات انتشار الفيروس في 144 دولة حول العالم، وحدّد الظروف التي رافقت انتشار الوباء من الفترة ما بين 7 مارس/آذار إلى 13 منه، من حيث درجة الحرارة والرطوبة وتدابير الصحة العامة، ومن ثم أجرى الجزء الثاني لدراسته من الفترة الممتدة ما بين 21 حتى 27 مارس. وتبيّن أنّ اختلاف البلدان من كندا إلى المناطق الاستوائية، حيث تختلف درجات الحرارة، لم يؤثر على انتشار الفيروس، ويمكن اعتبار أنّ للرطوبة علاقة ضعيفة للغاية بتوقف انتشار الفيروس.



وبحسب النتائج التي نشرت في مجلة الجمعية الطبية الكندية، فإنّ انخفاض أعداد المصابين في الدول كان سببه التباعد الاجتماعي، والقيود المفروضة على التجمّعات الكبيرة، ولم يكن له أي علاقة بدرجات الحرارة.

الرطوبة تحدّ من الفيروس

وكانت دراسات أخرى قد أشارت إلى نتائج مختلفة حول تأثير الطقس وأشعة الشمس على الفيروس التاجي. ووجد قاسم بخاري، أحد الباحثين في "معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا" أنّ الرطوبة بدت وكأنها تبطئ انتشار الفيروس، لكنها لا تقضي عليه. وكذا، خلص تقرير أعدته الأكاديميات الوطنية للعلوم والهندسة والطب في الولايات المتحدة، وأُرسل إلى مدير مكتب سياسة العلوم والتكنولوجيا في البيت الأبيض، "أنّه ليس من المرجح أن يقضي فصل الصيف على الفيروس، لكنّ هناك احتمالا بأن تُضعف الرطوبة انتشار الوباء".

وقال كريستيان أندرسن، عالم المناعة وعضو اللّجنة الدائمة المعنية بالأمراض المعدية الناشئة والتهديدات الصحية في الأكاديميات الوطنية، وفق تقرير نُشر سابقاً في صحيفة "نيويورك تايمز"، إنّه "بالنسبة إلى البيانات المتاحة، نعتقد أنّ الوباء لن يتقلّص بسبب حرارة فصل الصيف". وأضاف: "قد نرى انخفاضاً كبيراً في انتشار الفيروس بداية الصيف، لكن يجب أن نكون حريصين على عدم وضع ذلك في إطار التغيير المناخي، إذ من المعقول أن يكون هذا الانخفاض مرتبطا بعوامل أخرى".

ووفق ديفيد ريلمان، الذي يدرس تفاعلات الميكروبات المضيفة في جامعة ستاتفورد، فإنّ ارتفاع معدّلات نمو الوباء التي بلغت ذروتها في الظروف الباردة، لا يمكن اعتمادها كوحدة قياس، بدليل أنّ البلدان التي تعيش في المناخات "الصيفية"، مثل أستراليا وإيران، تشهد انتشارًا سريعًا للفيروس.

المساهمون