استمع إلى الملخص
- رغم عدم الرضا، يأمل 62% من الإيرانيين في تحسين الأوضاع من خلال الإصلاحات، بينما يعتقد 30.2% أن البلد غير قابل للإصلاح.
- تعاني إيران من أزمات اقتصادية متفاقمة بسبب العقوبات الأميركية، وشهدت احتجاجات واسعة أبرزها احتجاجات مهسا أميني، مما أدى إلى انتشار ظاهرة خلع الحجاب في المدن الكبرى.
عبر 92% من الإيرانيين عن امتعاضهم من الوضع الراهن في بلدهم وفق مسح وطني انتشرت بعض نتائجه اليوم الأحد. وشمل المسح استطلاع آراء الإيرانيين بشأن مختلف القضايا المجتمعية، ولم تنشر نتائجه بعد بشكل كامل غير أن مكتب المشاريع الوطنية التابع لمعهد الثقافة والفن والاتصالات الإيراني قد وضع بعض نتائج هذا المسح في متناول باحثين اجتماعيين، نشرتها صحيفة هم ميهن الإصلاحية اليوم الأحد.
وأجرى مكتب المشاريع الوطنية الإيراني، هذا المسح خلال نوفمبر/تشرين الثاني 2023 وشملت العينة الاستطلاعية 15 ألفا و878 إيرانيا. وفي جزء "القضايا والأمراض المجتمعية" لهذا المسح الذي هو الرابع من نوعه في إيران، وجهت أسئلة متنوعة للمستطلعين بشأن مختلف القضايا والمخاطر، منها أهم خطر بيئي، ومستوى أمان ممتلكات المواطنين في البلد والشعور بالأمن في الشوارع والأمن الوظيفي وغيرها.
الغلاء يتصدر اهتمامات الإيرانيين
وردا على سؤال بشأن أهم قضية في البلد، قال 81.9% من المستطلعة آراؤهم إنها الغلاء والتضخم، واحتلت البطالة المركز الثاني بـ47.9% وثم الإدمان بـ26.9% والفساد الاقتصادي والإداري بـ13.1% والسكن بـ12.1% والحجاب بـ11.9% وزواج الشباب والشابات بـ 10.7% والطلاق بـ 7.1% وشح المياه بـ5.7% وعدم الالتزام بالقانون بـ 4.7%. كما اعتبر 4.2 % أن أهم قضية تواجهها البلاد هي تقييد حرية التعبير والصحافة، و2.6% قالوا إن التلوث والعواصف الرملية هي الأهم.
وفيما عبر نحو 92% من الإيرانيين عن عدم رضاهم من أوضاع البلاد، قال 61.6% منهم إنه يجب تحسين هذا الوضع من خلال إجراء إصلاحات، غير أن 30.2% منهم أكدوا أن الإصلاحات لن تحسن الوضع والبلد "غير قابل للإصلاح". كما أن 8.2% فقط عبروا عن رضاهم من الوضع الراهن، وذكرت صحيفة هم ميهن الإيرانية نقلا عن الباحث الاجتماعي متين رمضانخواه أنه رغم المستوى العالي من عدم الرضا لكن نحو 62% من الإيرانيين مازالوا يأملون بتحسن الأوضاع.
يشار إلى أن المواطن الإيراني يعيش ظروفاً اقتصادية صعبة نتيجة أزمات اقتصادية متراكمة فاقمتها العقوبات الأميركية المفروضة على البلد من عام 2018 إثر الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي. كما أن إيران شهدت خلال السنوات الأخيرة احتجاجات متعددة عبر فيها المحتجون عن امتعاضهم، وأبرزها كانت احتجاجات واسعة شهدتها البلاد أواخر عام 2022 على خلفية وفاة الشابة مهسا أميني، بعد ساعات من احتجازها من قبل شرطة الآداب في طهران بتهمة عدم تقيدها بالحجاب الذي تحول إلى أبرز قضية مجتمعية في البلد بعد رفض شرائح من المواطنات الإيرانيات الالتزام به وسط تشدد السلطات في ضرورة الالتزام بمستوى من الحجاب ليس بالضرورة الحجاب الإسلامي المعروف، بل وضع غطاء على الرأس.
وبعد احتجاجات مهسا أميني بدأت في إيران تنتشر ظاهرة خلع الحجاب خاصة في المدن الكبرى، في مقدمتها العاصمة طهران. وهذه الظاهرة رغم إعلان السلطات عن مشاريع ولوائح قانونية جديدة بشأن الحجاب، مازالت مستمرة حيث تظهر إيرانيات في الشوارع من دون غطاء الرأس وكذلك من دون المانطو أو المعطف الذي يغطي الجسم حتى الركبة.