74 يوماً من الإضراب عن الطعام للناشط السياسي "موكا" في سجن طرة المصري

27 ابريل 2022
مطالبات بالإفراج عنه في أسرع وقت خوفا على صحته وحياته (تويتر)
+ الخط -

يدخل الناشط السياسي المصري عبد الرحمن طارق، الشهير بـ"موكا"، الأربعاء، اليوم الرابع والسبعين من إضرابه عن الطعام في سجن طرة، احتجاجاً على استمرار حبسه احتياطياًَ وتدويره من قضية إلى أخرى على مدار السنوات الماضية، لإبقائه في السجن أطول فترة ممكنة. 

بدأ "موكا" معركة الإضراب عن الطعام في 3 ديسمبر/كانون الثاني 2020، أثناء احتجازه في قسم عابدين، بعد ضمّه على ذمة القضية رقم 1056 لسنة 2020، بتهمة الانضمام إلى جماعة إرهابية، وارتكاب جريمة من جرائم تمويل الإرهاب، بعدما تم تدويره للمرة الثالثة في قضية جديدة. 

وتعود وقائع حبس "موكا"، على ذمة القضية الأخيرة إلى تاريخ 21 سبتمبر/أيلول 2020، حيث حصل على إخلاء سبيل بتدابير احترازية، لكن القرار لم ينفذ وظل مختفيا لأكثر من 60 يوماً، حتى ظهوره على ذمة قضية جديدة بالتهم التي سبق أن تم اتهامه بها في القضايا التي كان محبوسا على ذمتها.

بدأت معاناته مع التدوير عقب اعتقاله أول مرة في 9 سبتمبر/أيلول 2019، أثناء قضائه فترة المراقبة الشرطية تنفيذا للحكم الصادر ضده في قضية "أحداث مجلس الشورى"، حيث اختفى وقتها من محيط قسم قصر النيل.

ظلّ مختفيا حتى ظهوره على ذمة القضية 1331 لسنة 2019، لتبدأ رحلته مع التدوير من قضية إلى أخرى، وبطريقة إخلاء سبيله ثم اختفائه حتى ظهوره على ذمة قضية جديدة.

في 10 مارس/آذار 2019 الماضي، حصل على إخلاء سبيل بتدابير احترازية في القضية 1331 لسنة 2019، لكن لم يتم تنفيذ القرار وظل محبوسا لأكثر من شهر، ليتم تدويره للمرة الثانية على ذمة القضية رقم 558 لسنة 2020.

وقبل إتمامه عاما في الحبس الاحتياطي، حصل على إخلاء سبيل، لكن هذه المرة أيضا لم تكتمل فرحته بالقرار، ليظل مختفيا رغم تقديم أسرته بلاغات تلغراف للنائب العام والجهات المختصة، تفيد باختفائه لكن من دون جدوى. لينتهي الأمر بظهوره على ذمة القضية الأخيرة رقم 1056 لسنة 2020. 

وفي أواخر يناير/كانون الثاني 2022، كتب "موكا" في رسالة نشرتها أسرته: "أنا العائل الوحيد لأسرتي (التي عانت الأمرّين)، قررت في مطلع شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي الإضراب عن الطعام، بعد أن تقطعت بي كل السبل، وفقدت الأمل في عدالة الأرض، وكذلك توفيرا على أسرتي وعلى أصدقائي حمل الزيارات وكلفتها الباهظة، بعد أن طالت مدتي وتعددت القضايا، والتهمة أمل".

وعن ظروف حبس "موكا" وحالته الصحية في السجن، خاصة بعد مضيّ أكثر من سبعين يوما على إضرابه عن الطعام، كتبت شقيقته سارة طارق أمس: "اليوم الـ73 لإضراب عبد الرحمن، أنتم متخيلين الرقم؟ أنا التفكير في إنه ما زال مضربا عن الطعام حتى اليوم يشعرني بالجنون! يوميا أقول لنفسي يا رب يكون فك الإضراب.. وبما أنه لا يخرج في الزيارات ولا إدارة السجن تطمئننا عليه أنا فعلا لا أعرف هل هو مستمر في الإضراب أم لا. حتى اليوم الثلاثاء 26 إبريل/نيسان علمت أنه مستمر وأنه مُنع من الزيارة الأخيرة لأن إدارة السجن تعنتت معه لأنه كان يريد الخروج على كرسي متحرك، ورفضوا طلبه، وأصروا على الخروج على قدمه بينما قواه منهارة نتيجة وصوله لهذه المرحلة من الإضراب".

وطالبت شقيقته، بالإفراج عنه في أسرع وقت، خوفا على صحته وحياته. 

من جهتها، قالت الكاتبة الصحافية إكرام يوسف، والدة الحقوقي والبرلماني زياد العليمي، المسجون مع "موكا" في الزنزانة نفسها، إن "موكا" يتردد بشكل دوري على مستشفى السجن لتعليق محاليل، نظرا لإضرابه عن الطعام، حسب تأكيد زياد العليمي لها في آخر زيارة. 

وبحسب ورقة بحثية أصدرها "مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب" قبل عدة سنوات، بشأن الإضراب عن الطعام، فإنه في الثلاثة أيام الأولى يستمر الجسد في استخدام مخزونه من الجلوكوز (السكر) لتوليد الطاقة، بعد ذلك يبدأ الكبد في استخدام الدهون الموجودة في الجسم، في عملية تسمى "الكيتوزية"، نسبةً إلى الأجسام الكيتوزية التي تتولد عن تكسير تلك الدهون، وبعد ثلاثة أسابيع يدخل الجسم في حالة من "المجاعة"، حيث يبدأ في استخدام العضلات والأعضاء الحيوية لتوليد الطاقة، وهي مرحلة الخطر.

وبينت أنه في أواخر الشهر الأول قد يشعر المضرب بالإجهاد الذهني والتوتر. بعد الأسبوع الرابع يصبح من الأفضل تحويل المضرب إلى المستشفى. ومع حلول الأسبوع الرابع أو الخامس أو في حالة عدم حصول المضرب على فيتامينات، تتولد أعراض النظر المزدوج والدوار الشديد والقيء وصعوبة البلع، بسبب عطب في الأعصاب. وبداية من اليوم الأربعين، يشعر المضرب بارتباك ذهني واختلال في الحديث واضطراب في السمع وضعف في البصر، وقد يحدث نزيف.

أما المضاعفات الأخرى لغياب التغذية فتتمثل في فشل في وظائف الكلى والجهاز المناعي ووظائف القلب، كما يزيد الاستعداد للإصابة بالعدوى الميكروبية مع تأخر في شفاء الجروح. وحالات الوفاة بسبب الإضراب عن الطعام، غالبا ما تكون نتيجة انهيار الدورة الدموية واختلال ضربات القلب.

المساهمون