70 ألفاً يصلون الجمعة الأخيرة من رمضان في المسجد الأقصى

07 مايو 2021
أدوا صلاة الجمعة الرابعة والأخيرة من شهر رمضان (Getty)
+ الخط -

أدى نحو سبعين ألف مصل صلاة الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك في المسجد الأقصى، تزامنا مع إجراءات عسكرية إسرائيلية في محيط القدس وبلدتها القديمة، والطرق المؤدية إلى الأقصى. 

وأفادت مصادر في دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، بأن نحو 70 ألف مصل أدوا صلاة الجمعة الرابعة والأخيرة من شهر رمضان المبارك في المسجد الأقصى.

واستبقت قوات الاحتلال، اليوم، صلاة الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك بإرسال أعداد كبيرة من عناصرها إلى مدينة القدس، وخصوصاً إلى البلدة القديمة، وأغلقت الشوارع المحيطة بها والطرق المؤدية إلى المسجد الأقصى.

وتحدث الشيخ تيسير أبو سنينة، خطيب الجمعة في المسجد الأقصى، عن أوضاع المسلمين عامة والفلسطينيين خاصة.

وقال "تعيش أمتنا اليوم حياة صعبة مريرة، حروب طاحنة في بلاد العرب والمسلمين، اليمن وسورية والعراق.. وقتل وتقتيل في أرضنا المباركة ومن خيرة شبابنا وأهلنا وتشديد الخناق على أرضنا ومقدساتنا".

وأضاف "ولكن هذا هو قدرنا، والواجب على الجميع أن يقفوا على قلب رجل واحد، وأن نرقى فوق الجراح، فالخطر القادم أدهى وأمر، وأن سياسة الظلم لن تدوم".

وتناول أبو سنينة في خطبته ما يجري من محاولات لترحيل بعض العائلات الفلسطينية من بيوتها في حي الشيخ جراح في مدينة القدس.

وقال "سوف يبقى أهلنا صامدين صابرين في بيوتهم في أرضنا المباركة".

وتابع قائلا "سوف يبقى المسجد الأقصى شامخا بأهله. أليس هو مهوى أفئدة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها؟"، وفقا لما نقلت عنه "رويترز".

وتأتي صلاة الجمعة الأخيرة من رمضان في الأقصى على وقع أعنف مواجهات شهدتها المدينة المقدسة، الليلة الماضية، وفجر اليوم، مع قوات الاحتلال ومستوطنيها في حي الشيخ جراح في المدينة، حيث تحولت المواجهات إلى اشتباكات مع جنود الاحتلال ومستوطنيه بعد دخول المستوطنين بقوة إلى المشهد مدعومين بعنصرية النائب في الكنيست إيتمار بن غفير، الذي نقل مكتبه إلى قلب الحي المقدسي المهددة عائلاته بالترحيل من منازلها، وبدأ من هناك تحريض شرطة الاحتلال لاستخدام القبضة الحديدية ضد سكان الحي، متهماً شرطة الاحتلال بالتهاون في قمع المقدسيين.

وفي سياق إجراءاتها العسكرية، اليوم، عزلت قوات الاحتلال البلدة القديمة من القدس بحواجزها الحديدية وعرقلت وصول المسلمين إلى المسجد الأقصى، كما حدث عند باب الأسباط وباب العمود وعلى جميع محاور الطرق المؤدية إلى الأقصى.

كما عزلت قوات الاحتلال المدينة المقدسة بالكامل عن امتدادها الجغرافي، وشددت من إجراءات الدخول على الحواجز العسكرية، خاصة حاجز قلنديا المقام شمالي المدينة، وحاجز النفق، جنوب المدينة، ومنعت آلاف الشبان من الضفة الغربية والذين تقل أعمارهم عن 40 عاماً من دخول القدس.

يذكر أن عشرات الشبان المقدسيين، بينهم مصورون صحافيون، أصيبوا الليلة الماضية، في تلك المواجهات، واعتقل 10 نشطاء على الأقل، فيما أضرم الشبان النار في مركبة للمستوطنين في حي الشيخ جراح، كما أصيب الشاب المقدسي نجم قطينة بجروح ما بين متوسطة إلى خطيرة بعد طعنه بسكين من قبل مستوطن، بينما كان عائداً من عمله في القدس الغربية.

وكان أكثر من  80 ألفاً من فلسطينيي القدس والداخل الفلسطيني المحتل عام 1948 قد أدوا، الليلة الماضية، صلاتي العشاء وقيام الليل (التراويح) برحاب المسجد الأقصى المبارك، رغم إجراءات الاحتلال المشددة في المدينة، في حين طافت مسيرة ضخمة ساحات الأقصى عقب صلاة الفجر هتفت للأقصى، وللشيخ جراح، ولمحمد الضيف، القائد العام لكتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس.

بدورها، أعلنت الحركة الإسلامية في بيت المقدس أنها  "في قلب المواجهة بجانب أهل القدس، ونعاهد الله أن نبقى الأوفياء للقدس وأرضنا وأهلنا".

وقالت الحركة في بيان لها وزعته في الأقصى: "ندعو أهلنا في القدس لاستمرار المواجهة مع الاحتلال ومستوطنيه وصولاً ليوم الـ28 من رمضان لصدّ اقتحام  الأقصى، كما ندعو أهلنا في الداخل والضفة الغربية إلى تكثيف شد الرحال للمسجد الأقصى كل يوم، والوقوف إلى جانب إخوانهم في القدس".

كما دعا البيان الفصائل الوطنية والإسلامية إلى أن تجعل من الدفاع عن القدس والمقدسات عنواناً للوحدة وللمعركة مع الاحتلال وقطعان مستوطنيه، محذرا من أن عبث الاحتلال ومستوطنيه بالمقدسات ومشاعر المسلمين في شهر رمضان سيحرق الأيدي العابثة، وسيشعل الأرض تحت أقدام الاحتلال في كل الاماكن، وإن مراهنة الاحتلال على انبطاح دول التطبيع العربي واستغلاله للسيطرة على القدس والمقدسات هو رهان خاسر.

ودعا البيان المقاومة الفلسطينية في غزة إلى أن تُعلن النفير خلال ما تبقى من أيام شهر رمضان، ليُدرك المحتل أن المقاومة بكل مقدراتها تقف درعاً صلباً في الدفاع عن مدينة القدس والمسجد الأقصى.

إلى ذلك، دعا الشباب المقدسي الثائر كل من هتف للشيخ جراح، وكل من نادى لنصرة أهله، للإفطار في حي الشيخ جراح مساء اليوم، الجمعة، وعدم ترك المجال لقطعان المستوطنين أن تفعل ما تريد.

المساهمون