58 ألف عائد إلى سورية منذ ديسمبر: الأطفال يشكلون نصف العائدين

27 ديسمبر 2024
منازل مدمرة في حي القابون بدمشق حيث يكافح السوريون من أجل العيش، 25 ديسمبر 2024 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- كشفت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن عودة 58 ألف شخص إلى سورية منذ ديسمبر، معظمهم من الأطفال، مع تركز العائدين في الرقة وحلب وحمص ودرعا. رغم بطء الزيادة، إلا أن العلاقات مع الحكومة الجديدة تتطور، بينما تعيق العمليات العسكرية في الشمال الشرقي إيصال المساعدات.

- تستمر المخاطر الأمنية في الشمال الغربي، مع حوادث انفجارات الألغام والأنشطة الإجرامية. أعلنت تركيا عن آلية "اذهب وشاهد" لزيارات مؤقتة، مما يعزز الثقة بين اللاجئين.

- تتطلع العائلات النازحة للعودة مع تحسن الخدمات، حيث بدأت بعض العائلات بترميم منازلها استعدادًا للعودة، مثل أحمد أبو العز من معرة النعمان.

كشفت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في تقرير صدر عنها اليوم الجمعة، عن عودة نحو 58 ألف شخص إلى سورية منذ 8 ديسمبر/كانون الأول، عقب سقوط نظام الأسد، وذلك من كل من لبنان وتركيا والأردن. وكانت وجهة العائدين الرئيسية محافظات الرقة وحلب وحمص ودرعا، وما يقارب نصف العائدين إلى سورية من الأطفال.

واعتبرت المنظمة أن الزيادة بطيئة لكنها ثابتة منذ تلك الفترة، إذ أسست علاقات عمل مع الحكومة الجديدة. في المقابل، لا تزال العمليات العسكرية في شمال شرق سورية تعيق إيصال المساعدات الإنسانية. أما في الشمال الغربي، فقد جرى الإبلاغ عن أنشطة إجرامية في بعض المناطق الحضرية الكبرى، بما في ذلك عمليات خطف وسرقة. كما لا تزال الحوادث الناتجة عن الذخائر غير المنفجرة تؤثر على المدنيين، وفق التقرير.

وذكر التقرير أنّ الحكومة التركية أعلنت أنها ستنشئ آلية لزيارات مؤقتة "اذهب وشاهد" من 1 يناير/كانون الثاني حتى 1 يوليو/تموز 2025، تسمح لرئيس الأسرة بزيارة سورية ثلاث مرات خلال فترة الأشهر الستة. وتعتبر المفوضية هذه خطوة مهمة لبناء الثقة، ما يتيح للاجئين اتخاذ قرارات مستنيرة والاستعداد في حال اختيارهم العودة.

ولا تزال الذخائر غير المنفجرة ومخلّفات الحرب تشكل خطرًا مميتًا على المدنيين، وهي قضية عبّر اللاجئون والنازحون داخليًا عن قلقهم حيالها. ففي غضون يومين فقط في شمال غرب سورية، أسفرت سبع انفجارات ألغام أرضية عن تسعة ضحايا، بينهم طفل. وفي أماكن أخرى، أفيد عن استمرار الاشتباكات بين الفصائل المسلحة، بالإضافة إلى زيادة في الأنشطة الإجرامية، لا سيما في مدينة حلب، وفق ما أوضح التقرير. وأفاد التقرير أن المفوضية زارت كلًا من معابر جديدة يابوس والعريضة (مع لبنان) ومعبر نصيب (الأردن)، حيث تواصلت مع السلطات المؤقتة في كل نقطة. وفي جديدة يابوس، أفادت السلطات بأنها تخطط لاستئناف العمليات في 30 ديسمبر. أما في معبر العريضة الحدودي مع لبنان، فقد أبلغت السلطات المؤقتة أن عناصر أمن حدودية جديدة ستُنشر قريبًا. كما استأنف برنامج التعافي المبكر، الذي تديره المفوضية وشركاؤها، في معظم المناطق، لدعم العائدين في سورية إلى مناطقهم، وكذلك النازحين داخليًا.

ويتطلع الكثير من السوريين النازحين داخليًا إلى العودة إلى مناطقهم مع بدء توفر الخدمات الأساسية، لا سيما النازحين في مخيمات الشمال السوري، وذلك بالتزامن مع انتهاء فصل الشتاء. ويقول الأربعيني فايز عبد الهادي الحميد، وهو نازح من ريف حماة الغربي، لـ"العربي الجديد"، إنه في فصل الصيف، يمكنه النوم في أي مكان هو وأفراد عائلته، وتدبر أمورهم في المنزل الذي تعرض لخراب كبير، لكن في الشتاء يصعب ذلك. بينما بدأت بعض العائلات عملية ترميم منازلها، ومنهم أحمد أبو العز من مدينة معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي، موضحًا لـ"العربي الجديد" أن ترميم المنزل يحتاج شهرين على الأقل من العمل كي يكون صالحًا للسكن، مردفًا: "سنقيم أنا وأخي في البيت، نعمل حاليًا على تجهيز الأبواب فيه وإزالة الركام، بعدها سنعود للاستقرار في مدينتنا".