مصر: حملة حقوقية تطالب بـ"وثيقة ملزمة لحقوق المرضى"

26 نوفمبر 2014
الحملة تهدف إلى صياغة وثيقة يكتبها المواطنون (العربي الجديد)
+ الخط -

أعلنت المبادرة المصرية للحقوق والحريات الشخصية (منظمة مجتمع مدني مصرية) إطلاق الحملة الثانية التي تهدف إلى وضع "وثيقة الحقوق الأساسية للمرضى المصريين"، التي هي وثيقة يكتبها أفراد من الشعب ويحددون فيها الحقوق الأساسية، التي يجب على مقدمي الخدمات الصحية أن يضمنوها للجميع، وأن تحميها الدولة لكل إنسان على أرضها.

وجاءت الدعوة إلى الحملة من منطلق غياب أية وثيقة قانونية مُلزِمة، تحدد حقوقاً واضحة لمتلقي الخدمات الصحية في مصر، باتت الحاجة إلى إصدار وثيقة حقوق للمرضى المصريين أمراً ملحّاً؛ خصوصاً مع تزايد حالات الإهمال الطبي، والانتهاكات المستمرة لحقوق المرضى، والخطر الذي يمثله هذا على صحة وحياة ملايين المصريين وأسرهم، بغض النظر عن مستوى دخلهم أو عمرهم أو محل إقامتهم.

ولا تجدُ المبادرة، ما يُلزِم الدولة ومقدمي الخدمة الصحية في القطاع الخاص والأهلي بهذه الحقوق، ولا ما يتيح للمتضرر الحصول على التعويض المناسب، الأمر الذي يهدر حقوق ملايين المواطنين بصورة يومية ويعيق إمكانية المحاسبة لمن ينتهك هذه الحقوق، كما أنه يضع مقدم الخدمة في موقع الحرج بصفة يومية ويجعل مستقبله المهني في خطر مستمر.

وكانت المبادرة المصرية للحقوق والحريات الشخصية قد دشنت، في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، المرحلة الأولى من الحملة، بالتعاون مع مبادرة "مانيفستو الشعب" والجمعية المصرية لدارسي العلوم الصحية "EMSA" وحزب مصر الحرية والجمعية المصرية لدعم مرضى السرطان.

وقام متطوعو الحملة بتجميع آراء المواطنين بصورة كيفية، من خلال ما يزيد عن 300 مجموعة بؤرية وجلسات نقاش على مستوى الجمهورية، بالإضافة إلى تسجيل وتدوين آراء المشاركين عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.

وقام المتطوعون من مؤسسات المجتمع والحركات والمبادرات المعنية بصحة الإنسان المصري بالدور الأساسي في عملية طرح الفكرة ومناقشتها مع المواطنين من مختلف

الأعمار والمناطق السكنية والتعليم ومستويات الدخل؛ وذلك بهدف ترجمة هذه التطلعات في صورة وثيقة متكاملة للحقوق الأساسية للمريض المصري.

حقوق للمرضى والأطباء
يرى عضو مجلس نقابة الأطباء المصريين بالإسكندرية طاهر مختار، أن حقوق المريض المصري لا تنفصل بأي حال من الأحوال عن حقوق الطبيب والطاقم الطبي كاملاً، ويفسر "تحسين الخدمة الصحية هو السبيل الوحيد والحقيقي للحصول على حقوقنا (الأطباء) كجزء من حصول المواطن المصري على حقه في الصحة".

وبحسب مختار في رسالته الأخيرة التي نشرها على موقع "فيسبوك"، بعنوان "حقوق المرضى وتوسيع معركة الفريق الطبي"، فإن عدم اهتمام الدولة بمقدمي الخدمة الصحية نابع من عدم اهتمامها بالمريض (متلقي الخدمة) نفسه، وأنه كلما زاد اهتمام الدولة بمتلقي الخدمة كلما زاد اهتمامها بالخدمة ومقدمها.

ويستطرد "الدولة طوال الوقت تحاول تصوير أن سوء الخدمة الصحية سببه إهمال الأطباء وباقي الفريق الطبي، في حين أن السبب الحقيقي لسوء الخدمة الصحية هو الدولة ومنظومتها الصحية الفاشلة والفاسدة، وضعف الإنفاق على الصحة، تلك المنظومة الخربة التي تصنع تلك النماذج التي تتصرف تلك التصرفات التي نرفضها من بعض أعضاء الفريق الطبي، وفي حين أيضا أن الأطباء والفريق الطبي هم الأكثر معرفة ودراية بعيوب المنظومة الصحية الناتجة عن إهمال الدولة".

المساهمون