استمع إلى الملخص
- تركز النازحون في كربلاء والنجف، وخصصت الحكومة ثلاثة مليارات دينار لدعمهم، وافتتحت مدارس وفق النظام اللبناني، بجانب حملات تبرعات شعبية ودينية.
- أظهر العراقيون تضامنًا كبيرًا، حيث قدموا تبرعات واستضافوا النازحين، وسمحت الحكومة بدخول العائلات بدون وثائق، وقدمت الرعاية الصحية مجانًا وخصصت 40 مليار دينار للإغاثة.
قال المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية، العميد مقداد ميري، إن 38 ألف لبناني دخلوا إلى العراق، وهي آخر الإحصاءات الرسمية، فيما يتوقع مسؤولون عراقيون زيادة جديدة لأعداد النازحين اللبنانيين، جراء استمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان.
في الأثناء، تستمر حالة النزوح للمواطنين اللبنانيين في مدينة بعلبك بأعداد كبيرة إلى منطقة البقاع وإلى جانب دير الأحمر وعكار، ووفق الإعلام اللبناني، فإنه نتيجة لهذه الحركة امتلأ نحو 118 مركزاً من أصل 120 مركزاً للإيواء في زحلة وراشيا والبقاع، لكن هناك رغبة لدى كثير منهم، باللجوء إلى العراق، لا سيما وقد وصلتهم أخبار التقدير الذي حظي به اللاجئون اللبنانيون في المدن العراقية.
وأعلنت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية في بيانات سابقة، أنها استقبلت النازحين اللبنانيين على شكل دفعات بناءً على قرار رئيس الوزراء العراقي بمنح تأشيرات دخول مجانية للبنانيين وتسهيل دخولهم إلى العراق.
وقال المتحدث باسم الوزارة، علي عباس، في تصريح صحافي إن "رئاسة الوزراء شكّلت لجنة الإيواء العليا، وقد تضمنت وزارات أمنية وخدمية هيأت مركزاً لاستقبال النازحين من لبنان في منفذ القائم لتوثيق دخولهم رسمياً، من ثم تُقدم لهم الخدمات السريعة ومتطلباتهم الآنية، يليها جرد بياناتهم وتهيئة وسائط نقل لتوزيعهم على المحافظات وفقاً لتخطيط اللجنة". مشيراً إلى أن النازحين اللبنانيين "توزعوا على العديد من المحافظات العراقية منها نينوى والأنبار وصلاح الدين وبغداد وبابل ومحافظات ديالى والمثنى وأيضاً الديوانية والبصرة وميسان بأعداد قليلة، بينما يتركز انتشارهم بأعداد كبيرة في محافظتي كربلاء والنجف". ولفت إلى أن "آلية استقبال النازحين اللبنانيين واجهت بعض المشاكل لغياب الاستعداد الكامل لهذا الملف، مما دفع لجنة الإيواء لتوزيعهم على محافظتي كربلاء والنجف اللتين تمتلكان بنية تحتية مناسبة، إذ إنهما تستقبلان عادة عشرات آلاف الزوار سنوياً في المناسبات الدينية".
وطيلة الأسابيع الماضية، أطلقت فعاليات عراقية شعبية ودينية مختلفة حملات جمع تبرعات للشعب اللبناني، كان أبرزها حملة "سيد الجنوب"، التي تتضمن علاجات وأدوية مختلفة، ومساعدات إنسانية مختلفة، وسط تفاعل كبير من مختلف أطياف الشعب العراقي. كما خصصت الحكومة العراقية مبلغ ثلاثة مليارات دينار عراقي لتقديم الدعم والمساعدة للعائلات اللبنانية التي قدمت إلى العراق بسبب العدوان الإسرائيلي على بلادها، بالإضافة إلى افتتاح مدارس وفق نظام التعليم اللبناني، في مسعى لتسهيل اندماج الطلاب اللبنانيين في قطاع التعليم بالعراق.
ووفق تعليقات المسؤولين في وزارة الهجرة، بالإضافة إلى مستشارين في مكتب رئيس الوزراء، فإن الحكومة العراقية تولي اهتماماً كبيراً في رعاية النازحين اللبنانيين، وتأمين وجودهم في المدن العراقية، عبر التنسيق مع أجهزة المخابرات والأمن الوطني والشرطة وغيرها، ناهيك عن تبرعات العراقيين التي كانت مهمة في البداية لرعايتهم، وقد أبدى العراقيون كرماً كبيراً مع اللبنانيين، كما أن كثيراً منهم استضاف أعداداً من النازحين في البيوت، لحين توفير الفنادق والمجمعات.
من جهته، قال عضو التيار الصدري حسين عبد الرحيم، إن "جميع شرائح المجتمع العراقي قدمت التبرعات بأشكال متفرقة ومتنوعة للشعب اللبناني والنازحين من الحرب، وقد حظوا باهتمام في كل المحافظات العراقية، ولا تزال حملات التبرع مستمرة"، موضحاً لـ"العربي الجديد"، أن "الوقفة مع الشعب اللبناني هي واجب أخلاقي وشرعي، لا سيما أنهم واجهوا آلة الحرب الوحشية للكيان الإسرائيلي".
وسبق أن اتخذت الحكومة العراقية قرارات عدة لمساعدة الشعب اللبناني، أبرزها السماح بدخول العائلات اللبنانية التي لا تمتلك جوازات أو وثائق سفر إلى العراق، بدون قيد أو شرط، سواء من المنافذ البرية أو المطارات، مع تكليف وزارة الصحة بالإجراءات العلاجية والصحية اللازمة لهم مجاناً، كما أن لجنة من وزارات عدة ستجتمع لبحث قرار الحكومة بتخصيص 40 مليار دينار (نحو 25 مليون دولار)، لإغاثة الشعب اللبناني، وأن حسابين في مصرف الرافدين الحكومي، سيجري استقبال تبرعات المواطنين والمؤسسات العامة والخاصة عليهما.