أعلنت وزارة الداخلية الجزائرية، في بيان مساء اليوم الاثنين، ارتفاع حصيلة ضحايا حرائق التي اندلعت في مناطق شرقي البلاد إلى 34 قتيلاً، من بينهم عشرة من عناصر الجيش، مشيرة إلى أنّ الحرائق طاولت 11 ولاية في عموم الجزائر حتى الآن.
وأفادت الوزارة بأنّ طائرات الإطفاء نفّذت مبكراً سلسلة طلعات جوية لإخماد الحرائق، من بينها طائرات مستأجرة وطائرة ذات سعة كبيرة تابعة للقوات الجوية، علماً أنّها تواصل العمل في المناطق المتضررة على الرغم من الظروف المناخية الصعبة، بفعل الرياح القوية والارتفاع القياسي في درجات الحرارة.
أضافت وزارة الداخلية أنّ ثمانية آلاف عون إطفاء جُنّدوا لإخماد الحرائق، فيما وُضعت في الخدمة 529 شاحنة من مختلف الأحجام، مع دعم من عشرة أرتال متنقلة من ولايات أخرى بهدف المساعدة والإسناد.
وفي السياق نفسه، كلّفت السلطات حكام الولايات المعنية بالحرائق، متابعة خطط الإجلاء الاحترازي للمواطنين المقيمين بالقرب من المناطق الغابية إلى أماكن آمنة متى اقتضت الضرورة والتكفّل بهم، وإنشاء خلايا متابعة محلية، والتواصل مع المواطنين.
وأجلت السلطات سكان عدد من القرى في ولايتَي جيجل وبجاية، بعد أن وصلت النيران إلى التجمّعات السكانية، كذلك أُجلي عدد من المصطافين الذين كانوا في منطقة شلالات جبلية وعلى شواطئ بسبب النيران وكثافة الدخان.
بدورها، كانت وزارة الدفاع الجزائرية قد أصدرت بياناً، في وقت سابق من اليوم الاثنين، أنّه "في خلال عملية إخلاء، حاصرت نيران وأدخنة سريعة الانتشار عسكريين كانوا برفقة سكان، فاستشهد 10 عسكريين تابعين لمفرزة الجيش في منطقة بني كسيلة، وأُصيب 25 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة استدعت نقلهم إلى مستشفيات قريبة".
أضافت وزارة الدفاع أنّ "قوة الرياح غيّرت اتّجاه النيران إلى مكان وجود العسكريين في منطقة وادي داس في بني كسيلة بأعالي ولاية بجاية، علماً أنهم استخدموا كلّ الوسائل المادية والبشرية المتوفّرة لإخماد الحرائق منذ الساعات الأولى لاندلاعها، واستعانوا بطائرتَين متخصّصتَين في إخماد النيران، وتعاونوا مع فرق الإطفاء".
وأعلن مستشفى بجاية حاجته إلى بعض مستلزمات معالجة الحروق والإصابات الناتجة عن الحرائق كالمراهم والمضادات والسيروم.
ودعت وزارة الصناعة والإنتاج الصيدلاني، في بيان لها، وبشكل عاجل، كافة المؤسسات الصيدلانية لإنتاج واستيراد وتوزيع المواد والمستلزمات الطبية المستخدمة في البروتوكول العلاجي ضد حالات الحرق، فضلاً عن اتخاذ كافة الإجراءات الضرورية وتجنيد الموارد البشرية والمالية اللازمة للرفع من قدرات إنتاج هذه الأدوية، والسهر على توجيه حصص منها نحو المناطق المتضررة، في إطار مجابهة الحرائق التي شبت في بعض ولايات الوطن والتكفل بالمصابين.
وتشكّك السلطات الجزائرية في إمكانية أن تكون الحرائق التي اندلعت في الليلة الماضية فعلاً إجرامياً، وقد أعلن القضاء الجزائري في محاكم جيجل وبجاية عن فتح تحقيقات حول الحرائق التي اندلعت. وأوضحت بيانات قضائية أنّه في حال ثبت أيّ تورّط جنائي في هذه الحرائق فسوف يُعَدّ الأمر فعلاً إرهابياً ويُحال إلى دائرة مكافحة الإرهاب.
وفي هذا السياق، وجّه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون وقائد أركان الجيش السعيد شنفريحة التعازي إلى أسر ضحايا الحرائق.
ونشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي لقطات للدمار الذي خلّفته الحرائق التي وصلت إلى داخل تجمّعات سكانية في مناطق زيامة منصورية بولاية جيجل، وتوجة بولاية بجاية، علماً أنّ الحرائق تسبّبت كذلك في إغلاق عدد من الطرقات، من بينها تلك التي تربط ولايتَي جيجل وبجاية وكذلك ولايتَي بجاية وتيزي أوزو.
وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت، في وقت سابق من اليوم، أنّ "الحرائق التي اندلعت، ليل أمس الأحد، تسبّبت حتى الآن في مقتل 15 شخصاً وجرح 26، وحتّمت إجلاء 1500 من سكان بلدتَي فناية والزبربر بمنطقة الأخضرية التي تبعد 90 كيلومتراً عن شرقي العاصمة الجزائرية". وأشارت إلى أنّها تلقّت نداءات استغاثة من سكان في قرى بمنطقة تيمزريت بولاية بومرداس، القريبة من العاصمة، بعدما اقتربت نيران الحرائق من منازلهم.
وقال شهود لـ"العربي الجديد" إنّ "الحرائق في منطقة زيامة منصورية الساحلية بولاية جيجل وصلت إلى غابات على الشواطئ، وإنّ أشخاصاً كثيرين أُجلوا من المنطقة، خصوصاً من التجمّعات السكانية التي تقع في غابات حاصرتها النيران. كذلك ساعد الجيش في عمليات الإجلاء".
وأحصت وزارة الداخلية، في أرقام أصدرتها في وقت سابق من اليوم، اندلاع 97 حريقاً طاولت غابات وأدغالاً ومحاصيل زراعية في الولايات، من بينها بجاية والبويرة وجيجل التي سجّلت كبرى الحرائق وأكثرها امتداداً بسبب الرياح القوية التي شهدتها هذه المناطق.
وبعدما امتدّت حرائق عدّة إلى قرى مأهولة بالسكان، دعت وزارة الداخلية المواطنين الذين يقطنون في الولايات المتضرّرة إلى توخّي الحيطة واتّباع إرشادات السلامة، من خلال تجنّب الاقتراب من المناطق التي تشهد حرائق، إلى حين إخمادها نهائياً.
يُذكر أنّ المستشفيات والمراكز الصحية القريبة من المناطق المشتعلة وضعت نفسها في حالة استنفار لاستقبال الجرحى والمصابين بحالات اختناق بسبب الحرائق.
لمعرفة حالة الطقس اليوم في بلدك ودرجة الحرارة، تابع هنا: حالة الطقس اليوم.