إرهاب في مدارس بريطانيا

23 سبتمبر 2014
عنف الطلاب المتبادل يدفع بعضهم للانتحار (GETTY)
+ الخط -

إرهابٌ من نوع آخر يتعرّض له تلاميذ بريطانيا اليوم. هو إرهاب يمارسه أطفال ومراهقون بعضهم ضد بعض، ما يحوّل حياة الكثيرين من الصغار إلى جحيم، أوصل البعض منهم إلى الانتحار.

وتشير دراسة، نُشرت في أبريل/ نيسان 2014، إلى أنّ 10 في المئة من المراهقين الذين تعرّضوا للأذى اللفظي أو الجسدي، حاولوا الانتحار. بينما تعمّد 30 في المئة إيذاء أنفسهم.

وأفاد "فريق الضغط ضد التنمّر"، الذي نظّم الدراسة، أنّ 45 في المئة تعرّضوا للأذى والتنمّر، بين عمر 13 و18 عاماً. أما السبب الرئيس للاعتداء عليهم، فقد كان بنيتهم ومظهرهم الخارجي.

كما كشفت الدراسة أنّ 61 في المئة من التلاميذ تعرّضوا للأذى الجسدي، و10 في المئة للعنف الجنسي. فيما أعلن 83 في المئة أنّ ما تعرّضوا له في المدارس من تهديد وأذى، ترك أثراً بالغاً في شخصياتهم رافقهم مدى الحياة، وأضعف ثقتهم بالنفس.

وبلغت نسبة الاستقواء أعلى درجاتها ضد التلاميذ المعوّقين، ومن بعدهم المختلفون دينياً، ثم المختلفون عرقياً، والمثليون.

من جهته، يقول خبير التنمّر، إيان ريفرز، الأستاذ في جامعة برونيل، إنّ وجود التلميذ في جوّ من التهديد والخوف، يؤدي إلى تدني مستواه الأكاديمي. ويتابع أنّ فشل المدارس في معالجة هذه المشكلة، من شأنه أن يعرّضها للمساءلة القانونية، حول أسباب انخفاض المستوى التعليمي للتلاميذ.

وتشير التقارير إلى أنّ ستيفن شيبرد،هو أول ضحية للتنمّر أقدم على الانتحار في بريطانيا. وتعود الحادثة إلى عام 1967 في لانكشاير، شمال غرب البلاد.

أمّا فيجيه سنج شاهيري (13 عاماً)، فقد انتحر شنقاً، بعد معاناته من التعنيف في المدرسة. وترك خلفه قصيدة صغيرة يتحدث فيها عن الأمر، جاء فيها: "سأتذكّر إلى الأبد ولن أنسى.. الاثنين: أخذوا نقودي. الثلاثاء: نعتوني بأسماء. الأربعاء: مزّقوا ملابسي. الخميس: أدموا جسدي. الجمعة: انتهت العملية. السبت: يوم الحرية". علماً أنّه انتحر الأحد مع نهاية ذلك الأسبوع.

كما انتحرت أخيراً التلميذة مورجان موسان (13 عاماً)، بجرعة زائدة من المسكّنات. وتعرّضت الفتاة لمضايقات مستمرة بسبب طولها الزائد.

وكذلك أقدم جوناثان شورت سكاف (13 عاماً)، على شنق نفسه، هذا العام، بعد تعرّضه للتنمّر طوال 4 سنوات بسبب قصر قامته. واتهمت والدته المدرسة بالتقصير في أخذ الاجراءات اللازمة تجاه المتنمّرين الذين جعلوا من ابنها أضحوكة، وتعرّضوا له لفظياً وجسدياً.

المساهمون