296 ألف جريمة شهدتها الجزائر خلال 2021

10 فبراير 2022
معدلات الجريمة تتناسق في الغالب مع مستوى الظروف الاجتماعية (فرانس برس)
+ الخط -

كشف تقرير رسمي نشرته الشرطة الجزائرية أنّ مُعدل الجريمة ارتفع بصورة مُقلقة في البلاد بنسبة 14 في المائة مقارنة مع معدل العام الماضي، خاصة في العاصمة وكبرى المدن، على الرغم من تعزيز جهود المؤسسة الأمنية ورفع الموازنات المخصصة لها لتجهيزها.

وأكدّ المفتش العام للأمن الوطني أرزقني حاج سعيد، في مؤتمر صحافي عقده الخميس، أنّ البيانات توضح ارتفاعاً في معدل الجريمة خلال السنة المنصرمة 2021 مقارنة بالسنة التي سبقتها 2020 بنسبة 14.71 في المائة، وهي نسبة عالية قياساً إلى السنوات الماضية، إذ لم تكن قد زادت في عام 2019 مقارنة بعام 2018 سوى 3 بالمائة.

وبلغ إجمالي الجرائم والقضايا التي عالجتها مصالح الشرطة 296 ألف جريمة، تورّط فيها أكثر من 274 ألف شخص، وبلغ عدد الضحايا 201 ألف ضحية. 

وذكر التقرير أنّ عدد قضايا المخدرات التي تمت معالجتها العام الماضي، 2021، بلغت حدود 58 ألف قضية، أسفرت عن توقيف 69 ألف شخص من المتورطين في تهريب المخدرات والاتجار بها، بكل أنواعها، خاصة الأقراص المهلوسة التي فاق عددها 3.5 ملايين قرص تم حجزها من قبل مصالح الشرطة في مختلف العمليات في الولايات.

وبشأن جرائم سرقة السيارات خلال العام المنصرم، كشف التقرير أنّ عدد المركبات المسروقة بلغ 1535 مركبة، تورط فيها 605 أشخاص، وتمكنت مصالح الشرطة من استرداد 836 مركبة من مجموع المركبات المسروقة، إضافة إلى استرجاع 229 مركبة كانت محل بحث ورصد من قبل الشرطة الدولية (إنتربول)، وتوقيف 40 شخصا كانوا مبحوثاً عنهم بناء على مذكرة توقيف دولية.

وتنشر الشرطة الجزائرية، يومياً، بيانات وصور عن توقيف متورطين وتجار مخدرات وتفكيك شبكات لسرقة السيارات والمنازل والمحال التجارية.

ويؤشر معدل ارتفاع نسبة الجريمة في الجزائر إلى وجود مشكلات اجتماعية معقدة تزيد من ارتفاع نسبة الجرائم والسرقة والاتجار بالمخدرات، خاصة في أوساط الشباب، بسبب البطالة والسكن والتسرب المدرسي والتعقيدات المتصلة بالأوضاع الاجتماعية .

وقال الباحث المتخصص في علم الإجرام كمال بومريم، لـ" العربي الجديد"، إنّ" معدلات الجريمة تتناسق في الغالب مع مستوى الظروف الاجتماعية والمعيشية في البلاد"، لافتا إلى أن تدهور الوضع المعيشي في الجزائر خلال السنتين الماضيتين خلق حالة من الإحباط الاجتماعي الذي يوفّر مناخاً لارتياد الجريمة من قبل الشباب، كما أنّ ارتفاع مستويات التسرب المدرسي يلعب دورا آخر في ذلك" .

مضيفا أن "ذلك سيشكل عبئاً مجتمعيا كبيراً، لن تكون الشرطة والمجتمع الأمني قادرين وحدهما على مواجهته، حتى مع زيادة عدد رجال الشرطة وتجهيزهم بالوسائل التكنولوجية، إذ إن الجريمة تتطور أيضا في الأساليب".

ولفت المتحدث إلى أن هناك ظاهرة جديدة على صعيد التوزيع المناطقي للجريمة، إذ باتت المناطق الريفية تسجل أيضا مستويات من الجريمة والمخدرات، فيما كانت تعرف في السابق مستويات عالية من الأمن المجتمعي بسبب التضامن القائم بين سكان البلدات الريفية.

المساهمون