2.6 مليون سوري على حافة الجوع والذخائر العنقودية سبب تدهور الأمن الغذائي

16 سبتمبر 2023
يصعب على المزارعين ملاحظة الذخائر غير المتفجرة، ما قد ينتج عنه إصابات (أرشيف/ فرانس برس)
+ الخط -

شددت الأمم المتحدة، في تقريرها الصادر، مساء الجمعة، على كون الذخائر العنقودية تشكل تهديداً على الأمن الغذائي، إضافة للمخاطر الجسدية التي تنتج عنها.

وجاء في التقرير أن هذه الذخائر لا تؤثر فقط على السلامة الجسدية المباشرة فحسب، بل تقوّض أيضاً الأمن الغذائي وتعيق هذه الذخائر غير المنفجرة الوصول للأراضي ومصادر المياه والبنى التحتية، وهذا يزيد الاعتماد على المساعدات الإنسانية.

ووفقاً للتقرير، تفاقم هذه الذخائر تدهور الأراضي، مع الزراعة المتكررة للأراضي غير المروية، الأمر الذي يؤدي إلى تدهور التربة واستنفاد المغذيات فيها، إذ إن الإفراط في الزراعة يستنزف موارد المياه ويؤدي إلى تآكل التربة. وكل هذه العوامل تزيد من الضغط على قدرات الإنتاج الغذائي الضعيفة بالفعل في سورية.

وجاء في التقرير أنه وفقاً لمعلومات صادرة عن "مركز كارتر أنه في الفترة من ديسمبر 2012 إلى مايو 2021، تم استخدام 972.051 ذخيرة متفجرة في جميع أنحاء سورية، مع معدل فشل يقدر بـ 10 بالمائة إلى 30 بالمائة، وهذا يعني أن ما بين 100.000 إلى 300.000 قطعة من هذه الذخائر لا تزال غير منفجرة وتشكل خطراً كبيراً على المدنيين".

ويشير البنك الدولي إلى أضرار بالغة لحقت بالسلاسل الغذائية الزراعية في القطاع، مع تفاقم أسعار الغذاء والوقود القياسية بسبب الصراع المستمر والكوارث الطبيعية والأزمات العالمية، كما أورد التقرير.

وأوضح التقرير أن نحو 12.1 مليون سوري يواجهون انعدام الأمن الغذائي، بينما يعيش 2.6 على حافة الجوع، إذ تحتل سورية المرتبة السادسة عالمياً من حيث انعدام الأمن الغذائي، ولا يزال التلوث بالذخائر غير المنفجرة يحد بشدة من الوصول إلى الأراضي الزراعية ومصادر المياه والبنية التحتية. لتشكل هذه الذخائر عاملاً حاسماً في انخفاض الإنتاج والدفع بمزيد من الجوع.

ويوضح محمد إسماعيل، اختصاصي هندسة البيئة، لـ"العربي الجديد"، أنّ الاعتماد على مساحات الأرض ذاتها، تحديداً في مناطق شمال غربي سورية، يسبب زيادة في ملوحة التربة بالدرجة الأولى نتيجة الري المكثف والزراعة المكثفة، وتقلل من إنتاجية هذه التربة، ويلجأ المزارعون لاستخدام الأسمدة الكيميائية بشكل مكثف وهو ما يزيد من المشكلة أيضاً.

ومن أسباب خطورة الذخائر غير المتفجرة على المزارعين وجود هذه الذخائر تحت طبقة من التراب أو بين الأعشاب، الأمر الذي يصعّب ملاحظتها على المزارعين، ما قد ينتج عنها إصابات وحتى وفيات.

وفي مناطق شمال غربي سورية تنشط فرق متخصصة للدفاع المدني السوري في إزالة القنابل والذخائر غير المتفجرة ومخلّفات الحرب، كما توجه الأهالي للأساليب الآمنة التي يجب اتباعها لتلافي خطر تلك المخلفات، ووصل عدد المستفيدين من تلك الجلسات إلى أكثر من عشرين ألف مستفيد العام الماضي.

الناشط محمد المعراوي أشار، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ مناطق خطوط التماس بين قوات النظام شمال غربي سورية هي مناطق ذات كثافة من حيث انتشار الذخائر غير المتفجرة والقنابل العنقودية، إضافة إلى ذلك فإن الأهالي يعملون في هذه الأراضي تحت تهديد مباشر من قوات النظام ومن الذخائر غير المنفجرة.

المساهمون