وجاءت وفاة محمد خاطر، لتسلط الضوء على مخاطر عدم الإفراج عن السجناء، إذ في قسم الشرطة ذاته، توفي، منذ أسبوعين، المواطن رجب النجار، الذي عانى من ارتفاع شديد في درجة حرارته. وحذّر مركز الشهاب وقتها من ارتفاع درجة حرارة عدد من زملائه بالزنزانة، وسط مخاوف من تفشي وباء كورونا بينهم.
وقال المركز: "تشير الوفيات إلى تصاعد خطير للإهمال الطبي المؤدي للموت داخل السجون المصرية، في ظل انتشار وباء كورونا، إذ سارعت بعض الدول للإفراج عن مساجينها خشية انتشار الوباء بينهم. بينما ينتشر الوباء، فعلياً، داخل السجون وأماكن الاحتجاز في مصر، دون أيّ إجراء حقيقي لمواجهته، ما يجعل أعداد وفيات المحبوسين مرشحة للزيادة".
إذ توفي المواطن، محمد عبداللطيف خليفة، 47 عاماً، مركز إبشواي محافظة الفيوم، مساء الأربعاء 20 مايو/أيار 2020، في قسم شرطة بندر الفيوم، بعد إصابته بغيبوبة سكّر وتركه دون علاج.
وتوفي السجين، السيد معوض عطية رزق، الخميس 22 مايو/أيار 2020، في سجن الزقازيق العمومي.
كما توفي تامر محمد شحاتة، الأربعاء 23 مايو/أيار 2020، في سجن استقبال طرة، وكان مصاباً بشبه خراج على الرئة، يزداد سوءاً في كل يوم، لكن تمّ تشخيص مرضه على أنّه ربو. ولم يشفع له مرضه العضال من تدويره 4 مرات على قضايا مختلفة. وعند ترحيله إلى مستشفى المنيل، لم يدخلوه المستشفى، وتكرّر ذلك عدة مرات، فكانوا يتركونه داخل سيارة الترحيلات رغم مرضه الشديد وارتفاع حرارته، إلى أن توفي يوم الأربعاء الماضي.
كما توفي المعتقل تامر عبد المنعم عمارة، 36 عاماً، داخل سجن استقبال طرة، نتيجة الإهمال الطبي، في 20 مايو/أيار الجاري.
وسُجّلت وفاة المواطن إبراهيم الدليل، المعتقل بمركز شرطة ههيا بمحافظة شرقية بدلتا مصر، بعد تدهور حاله الصحي ونقله إلى مستشفى ههيا، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة هناك، في 14 مايو/أيار الجاري.
كما توفي المواطن المصري، رجب النجار، من قرية الكفر القديم، مركز بلبيس، في محافظة الشرقية بدلتا مصر، وذلك بقسم شرطة بلبيس، يوم الخميس 7 مايو/أيار 2020، نتيجة للإهمال الطبي بمحبسه. وكان النجار يعاني من ارتفاع في درجة حرارته، ويشكّ أهله في احتمال وفاته بفيروس كورونا، خاصة مع وجود عدد من المحتجزين الذين يعانون من ارتفاع شديد في درجة حرارتهم.
كما توفي المخرج الشاب، شادي حبش (24 عامًا) داخل زنزانته، بسجن طرة، فجر السبت 2 مايو/أيار الجاري، بعد إهمال طبي جسيم في التعامل مع حالته الصحية.
وتتزايد حالات الإهمال الطبي في السجون ومقار الاحتجاز المختلفة، شهرًا تلو الآخر.
إذ توفي المواطن محمد كبكب، بقسم شرطة الدخيلة بمحافظة الإسكندرية، في 7 إبريل/نيسان الماضي، نتيجة للإهمال الطبي.
وتوفي 6 معتقلين في مارس/آذار الماضي. كما توفي خمسة معتقلين في السجون ومقار الاحتجاز المختلفة في فبراير/شباط الماضي. وتوفي سبعة معتقلين في السجون ومقار الاحتجاز المختلفة في يناير/كانون الثاني الماضي. بينما توفي 449 سجينًا في أماكن الاحتجاز خلال الفترة ما بين يونيو/حزيران 2014 وحتى نهاية 2018، وقد ارتفع هذا العدد ليصل إلى 917 سجينًا (في الفترة بين يونيو/حزيران 2013 وحتى نوفمبر/تشرين الثاني 2019) بزيادة مفرطة خلال عام 2019، بحسب آخر تحديث حقوقي، بينهم 677 نتيجة الإهمال الطبي، و136 نتيجة التعذيب.
ويبلغ عدد السجون في مصر 68 سجنًا، أُنشِئ 26 منها بعد وصول الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى السلطة. وعلاوة على هذه السجون، هناك 382 مقر احتجاز داخل أقسام ومراكز الشرطة في مختلف المحافظات، إضافةً إلى السجون السرية في المعسكرات، وذلك وفقًا لتقرير صادر عن المنظمة المصرية لحقوق الإنسان.
وتتراوح أعداد المساجين والمعتقلين في مصر ما بين 110 و140 ألف سجين ومعتقل، بينهم 26 ألف محبوس احتياطيًا، ولم تصدر ضدهم أحكام قضائية، طبقًا لتصريحات الإعلامي المصري الموالي للنظام، محمد الباز، نقلًا عن مصادر بمصلحة السجون المصرية.
كما أنه تجدر الإشارة إلى أنّ نسبة التكدّس داخل السجون، تتراوح ما بين 160 في المائة في السجون و300 في المائة في مقرّات احتجاز مراكز الشرطة، حسب تقرير رسمي صادر عام 2016 عن المجلس القومي لحقوق الإنسان، وهي مؤسسة حكومية مصرية.