تعليم الكبار خطة الجامعات لمكافحة آثار كورونا

18 مايو 2020
التعلم لا يعرف عمراً (Getty)
+ الخط -
يحتمل أن يدفع فيروس كورونا الجديد الجامعات، في جميع أنحاء العالم، إلى تبني "التعليم مدى الحياة" في بحثها عن مخرج من "أزمة وجودية" بحسب تقرير من "تايمز هاير إيديوكيشن".

ونشر الأستاذان في "كلية لندن للأعمال" ليندا غراتون وأندرو سكوت، بحثاً حول "التعليم مدى الحياة". تقول غراتون إنّ "النموذج التقليدي للحياة ثلاثي المراحل؛ التعليم بدوام كامل، والعمل بدوام كامل، والتقاعد بدوام كامل، بدأ ينهار قبل أزمة كورونا. وكان الناس قد بدأوا يرغبون في العودة لتعلم المزيد، خصوصاً مع أتمتة الوظائف (أي التشغيل المعتمد على الآلات)". ويقول سكوت: "الجامعات كانت بطيئة في تبني جدول الأعمال هذا بالكامل وظلت من أكثر المؤسسات المجتمعية اقتصاراً على فئة عمرية محددة". يتابع: "عادة، عندما يتراجع ​​الاقتصاد، فإنّ القطاع المالي هو الذي يتضرر في البداية، وتتأثر الجامعات بشكل صغير، لكنّ أزمة الوباء كانت هائلة الأثر بالنسبة للجامعات، نظراً لاعتمادها على سوق الطلاب الدوليين". يضيف أنّ الجامعات "ستقوم بتخفيضات على الرسوم، لكنّها أيضاً تبحث عن مصادر أخرى للإيرادات... وهكذا، لدينا حاجة كبيرة جداً لتعليم الكبار. وعلى هذا الأساس، ستتجه بعض المعاهد والكليات إلى هذا السوق، فهو في عدد الأشخاص، قبل كلّ شيء، أكبر بعشر مرات من السوق المعتمد على الشريحة العمرية الطلابية التقليدية (18 عاماً - 21 عاماً) التي نميل إلى التركيز عليها عادة".

في هذا الإطار، أنشأت جامعة "ستانفورد" الأميركية معهداً مهنياً مدة الدراسة في برنامجه عام واحد، يستهدف "الأشخاص في منتصف العمر، ممن لديهم إنجازات مهنية كبيرة" ومنحهم "فرصة لتجديد أهدافهم ونشاطاتهم، وتولي أدوار جديدة ذات أثر مجتمعي فعال". في الوقت نفسه، تدير جامعة "دبلن سيتي" الإيرلندية - وهي جزء من الشبكة العالمية للجامعات الصديقة للمسنين - برنامجاً تعليمياً خاصاً بأبناء "العمر الثالث" (في الستين وما فوق، بحسب تصنيفات الأمم المتحدة) ممن يبحثون عن "الأدوات والموارد والمعارف والوقت اللازم للتفكير الضروري في كيفية جعل الفترة المقبلة من حياتهم هي المرحلة الفضلى على الإطلاق".



ويقول سكوت إنّ التوقعات أن يكون التعليم عن بعد أكثر انتشاراً في جامعات العالم خلال المرحلة المقبلة، يأخذ بعين الاعتبار الفئة العمرية الكبرى من شريحة الـ"18- 21 عاماً"، مشيراً إلى أنّ هؤلاء المتعلمين الكبار، سيشكلون السوق الأكبر للتعليم عن بعد في المستقبل القريب.
المساهمون