وقالت بن عليّة إن "تحسن الوضع الوبائي، وعدم تسجيل إصابات جديدة لثلاثة أيام متتالية، لا يعني أن تونس تجاوزت مرحلة الخطر"، مرجحة تسجيل إصابات خلال الأيام المقبلة بسبب التجمعات بالتزامن مع الرفع التدريجي للحظر الصحي الشامل، على غرار ما حصل في بلدان أخرى.
وذكرت المسؤولة الصحية أن "تونس ستبقى متعايشة مع الفيروس لفترة طويلة، واحتواءه لن يكون ممكنا إلا بعد اكتشاف لقاح، وتحقيق ذلك يتطلب سنة على الأقل. نعمل على الحدّ من انتشار الفيروس لحماية المنظومة الصحية، والحيلولة دون الدخول في مرحلة الاختيار بين المصابين، ونتمنى عدم الوصول أبداً إلى هذه المرحلة".
وأوضحت أن "مخاطر حدوث موجة عدوى ثانية لا تزال مرتفعة، وهو ما يتطلّب التقيّد التام بتدابير الوقاية، وإبطاء تفشي العدوى بالسلوك الصحي".
ولم تسجل وزارة الصحة أية إصابات جديدة خلال الأيام الثلاثة الماضية، في حين بلغ عدد المتعافين 740 شخصاً من إجمالي 1032 مصاباً بالفيروس، وقالت عضو اللجنة العلمية بوزارة الصحة، جليلة بن خليل، إن "تونس تسلك الطريق الصحيح نحو التعافي التام من الفيروس، غير أن الحذر يظل واجباً"، مطالبة المواطنين بالانتظار لشهر ونصف شهر إضافي إلى حين التأكد من نهاية خطر الفيروس.
وبيّنت بن خليل لـ"العربي الجديد" أن "مراكز (كوفيد-19) في المستشفيات أصبحت شبه خالية من المصابين، و5 مصابين فقط لا يزالون قيد المراقبة الصحية، من بينهم اثنين يحتاجان للمساعدة على التنفس في غرف الإنعاش".
واعتبرت أن "المسؤولية في هذه الفترة مشتركة بين السلطات الصحية والمواطنين المطالبين ببذل مجهود أكبر في الوقاية من أجل المحافظة على النتائج التي تحققت خلال الأسابيع الماضية. تلك النتائج لم تكن سهلة، واحتاجت إلى تضحيات من أطراف عديدة، غير أن الأصعب هو المحافظة على هذه النتائج".
وبدأت تونس أول من أمس الاثنين في تطبيق المرحلة الثانية من الحجر الصحي الموجه الذي عادت بمقتضاه قطاعات تجارية وخدماتية إلى العمل، إضافة إلى عودة الأنشطة الصناعية بنصف طاقتها التشغيلية، وتبقى وزارة الصحة الاستراتيجية الوطنية للحجر الصحي التي يجرى تطبيقها منذ 4 مايو/ أيار، تحت المراقبة لتدارس نسب التعرض لموجة ثانية من انتشار الفيروس.