آلاف السوريين في الركبان يترقبون وصول مساعدات إنسانية أممية

21 ابريل 2020
سكان المخيم محاصرون في منطقة صحراوية (دليل سليمان/فرانس برس)
+ الخط -
ينتظر آلاف المدنيين المحاصرين في مخيم الركبان للنازحين السوريين، الواقع في عمق البادية السورية على الحدود مع الأردن، أن تفي الأمم المتحدة بوعودها بإدخال مساعدات إنسانية إلى المخيم، بعد انقطاع دام عدة أشهر في ظل تدهور الأوضاع المعيشية بشكل كبير.

ويعيش سكان المخيم الذين قد تقطعت بهم السبل، محاصرين في منطقة صحراوية قاحلة، تكاد تكون غير صالحة للعيش، ليزيد الحصار المفروض من قوات النظام السوري والروس من معاناتهم، فضلاً عن إغلاق الأردن حدوده. ويعاني النازحون من عدم توفر المواد الغذائية وارتفاع أسعار ما يتوفر منها بشكل شبه يومي، بحسب الناشط الإعلامي عمر الحمصي، المقيم في المخيم، والذي أكد، لـ"العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، أنّ "الأسعار في المخيم ترتفع يوماً بعد آخر بشكل جنوني، والمواد الغذائية في السوق قليلة جداً".

وتابع: "الناس تنتظر بفارغ الصبر وصول المساعدات الإنسانية، وخاصة أن شهر رمضان الفضيل على الأبواب، ومنازل كثيرة لسكان الركبان إن صح التعبير، لا يوجد بها شيء يؤكل، فالطحين والسكر يتوفران يوماً في السوق ويُفقدان يوماً، وسعر الكيلوغرام الواحد من البرغل وصل إلى 1300 ليرة، وكيلو الرز بألف ليرة (سعر صرف الدولار الأميركي نحو 1250 ليرة سورية)، كما يوجد بعض المواد الأخرى لكن شحيحة جداً".

ويبدو أنّ الوضع الصحي لا يقل سوءاً عن الوضع المعيشي، بحسب ما جاء على لسان أبو حسين الحمصي، النازح من ريف حمص إلى مخيم الركبان منذ عدة سنوات، موضحاً أنه "بعد إغلاق النقطة الطبية الموجودة داخل الأراضي الأردنية وعدم استقبال الحالات الصحية في المشافي الأردنية، أصبح الوضع الصحي غاية في السوء، حيث لا يوجد في المخيم سوى نقطتين طبيتين، لا يوجد فيهما أي طبيب أو تجهيزات طبية وحتى أن أدوية كثيرة غير متوفرة".
وتابع: "الحالات الصحية الحرجة تجبر على مغادرة المخيم باتجاه مناطق سيطرة النظام، عبر التنسيق مع منظمة الهلال الأحمر، إلا أنه بالمقابل لا يسمح لها بالعودة إلى المخيم أو التوجه إلى بلدتها أو مدينتها، بل يتم احتجازهم في منطقة تسمى منطقة المثلث بالقرب من حاجز ظاظا في البادية، دون أن يكون هناك أي سبب معلن".


من جانبه، قال عضو لجنة التواصل مع منظمة الأمم المتحدة في مخيم الركبان، أحمد زغيرة، في حديث مع "العربي الجديد"، إنّ "هناك وعوداً من الأمم المتحدة بإدخال قافلة مساعدات إنسانية إلى مخيم الركبان. وبحسب المعلومات التي وصلتنا، فإن القافلة جاهزة للدخول، ولكنها بانتظار الحصول على الموافقات اللازمة".

وبيّن أنه "لم تصل بعد قائمة تفصيلية بكمية المساعدات أو محتوياتها"، لافتاً إلى أنّه "تم التطرق خلال التواصل مع ممثلي المنظمة إلى سوء الواقع الصحي في المخيم، حيث كانت هناك وعود بإدخال كمية من الأدوية ضمن القافلة الإنسانية".
وذكر زغيرة أنّ آخر قافلة مساعدات إنسانية دخلت مخيم الركبان كانت قبل نحو 8 أشهر.
وتساءل رئيس الهيئة السياسية في مخيم الركبان أبو أحمد درباس، في حديث مع "العربي الجديد"، عن دواعي تصريح وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، حول إغلاق الحدود الأردنية وعدم استقبال أي شخص من مخيم الركبان، قائلاً: "بالأصل ومنذ عام 2018 الأردن أغلق حدوده أمام قوافل المساعدات الإنسانية"، مضيفاً: "أغلقوا الطريق بوجه الحالات الإنسانية منذ أكثر من شهر بحجة منع انتشار فيروس كورونا الجديد".
وتابع أن "أكثر من نصف المخيم يقع في المنطقة الدولية الواقعة بين الساترين السوري والأردني، وعرضها نحو ثلاثة كيلومترات، وهي من المفترض أن تكون خارج سيطرة الدولتين".


وكان الصفدي، قد قال، في بيان نشره عبر حسابه على "تويتر"، أمس الإثنين، إنه أكد في اتصال مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسورية غير بيدرسن، أنّ "الركبان ليس مسؤولية الأردن. إمكانية تلبية احتياجاته من داخل سورية متاحة، أولويتنا صحة مواطنينا، نحن نحارب كورونا ولن نخاطر بالسماح بدخول أي شخص من المخيم"، مضيفاً أنّ "المخيم هو مسؤولية أممية- سورية، لأنه مخيم لمواطنين سوريين وعلى أرض سورية، وأن أي مساعدات إنسانية أو طبية يحتاجها المخيم يجب أن تأتي من الداخل السوري".
وأكد أن "الأردن لن يسمح بدخول أي مساعدات إلى تجمع الركبان من أراضيه أو دخول أي شخص منه إلى الأردن، لأي سبب كان".

المساهمون