وقال الوزير خلال زيارته لعدد من المستشفيات في منطقة تيزي وزو، شرقي الجزائر، الأحد، إنّ "الجزائر لم تشهد السيناريو الكارثي الذي توقع علماء حدوثَه يوم 15 إبريل/نيسان الجاري بوفاة عشرات الأشخاص"، في إشارة إلى ذروة انتشار الفيروس، مضيفا أنّ تدني معدلات الوفيات بسبب الفيروس في البلاد مؤشر إيجابي، ويعزز فرص نجاح التدابير المبكرة التي اتخذتها السلطات، كالحجر الصحي ومنع التجمعات وغلق المجال الجوي والبحري والحدود.
وسجلت الجزائر خلال الأيام الماضية، معدلات منخفضة من الوفيات بسبب كورونا، إذ أعلنت، الجمعة، عن تسجيل 10 وفيات، وثلاث وفيات فقط يوم السبت، وثماني وفيات أمس الأحد، وهي معدلات منخفضة مقارنة مع السابقة التي بلغت 33 حالة وفاة في بداية شهر إبريل الجاري. وأكد المسؤول الجزائري أن "الإحصائيات الأخيرة أبرزت استقرارا واضحا لانتشار الفيروس"، وأن لديه أملا كبيرا في أن "ينخفض عدد الوفيات بسبب فيروس كورونا، أو ينعدم تماما في وقت قريب، وربما سنعلن عن تراجع الجائحة وإلغاء الحجر الصحي لتحرير الاقتصاد"، لافتا إلى أن هذا القرار يمكن أن يتم بعد نهاية الأيام العشرة التي قررتها السلطات كأجل لتمديد تدابير الحجر الصحي، والتي تنتهي في 29 إبريل الجاري.
وفي السياق نفسه، كشف وزير الصحة في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية، أن الجزائر بعيدة عن السيناريو الإيطالي، وقال "نحن بعيدون عن توقعات سيناريو شبيه بما حدث بإيطاليا، الذي قدمه بعض الأطباء المختصين المقيمين بالخارج في بداية الجائحة. نحن بعيدون عن هذه التوقعات الكارثية بفضل وعي المواطنين وكذا التباعد الاجتماعي والحجر الصحي الذي يجب احترامه لتجنب أي خطر. الجائحة تستقر ولكن علينا البقاء حذرين".
وتعهّد وزير الصحة بإنجاز إصلاح جذري للمنظومة الصحية، ومراجعة نظام "مجانية العلاج"، الذي لا يعكس المساواة المطلوبة، "إذ يستفيد أحيانا أناس أثرياء من المؤسسات العمومية أكثر من الأشخاص المحتاجين، وهو ما حاد بمبدأ مجانية العلاج عن طريقه، على الرغم من كونه إجراءً منقذا"، واقترح إقامة نظام "التعاقد لضمان علاج نوعي"، مشيرا إلى أنه يحظى بدعم مطلق من الرئيس عبد المجيد تبون لمباشرة هذا الإصلاح وإقامة طب نوعي وإنشاء الوكالة الوطنية للأمن الصحي كهيئة مستقلة تتكفل بوضع الخطط الاستراتيجية للصحة في البلاد.
وكشف وزير الصحة أن الجزائر خسرت خلال الأزمة الوبائية 18 من الكوادر والأطقم الطبية، نتيجة الإصابة بالفيروس خلال تعاملهم مع المرضى، بينهم تسعة من الأطباء المتخصصين. وأوضح أن بلاده عملت على توفير كامل التجهيزات بشكل سريع لحماية الأطباء والمواطنين، إذ استوردت 20 مليون كمامة، لافتا إلى توفر 1200 جهاز تنفس اصطناعي بالمستشفيات مع إمكانية الوصول إلى غاية ستة آلاف جهاز تنفس، بينما يشغل 64 مريضا فقط أسرّة، أي ثلث أسرة الإنعاش المجهزة بالتنفس الاصطناعي، وهناك 167 مريضا غير خاضعين للتنفس الاصطناعي.
وبالنسبة للأطباء المختصين الذين يرغبون في مزاولة العمل في مناطق الجنوب (الصحراء)، أعلن الوزير عن تدابير وإجراءات تحفيزية، منها ما يتعلق بالرواتب وتحسين الظروف الاجتماعية والمهنية والحصول على السكن، بدلا من فرض نظام الخدمة المدنية المطبق منذ 30 عاما، والذي يجبر الأطباء على العمل في الجنوب دون تحفيزات.