في مخيم عين الحلوة، صيدا، جنوبي لبنان، وفي غيره من المخيمات الفلسطينية، المتأثرة بالأزمة الاقتصادية في البلاد، ازدادت الأوضاع المعيشية سوءاً، وباتت أشدّ وطأة بكثير على الأسر الفقيرة والأسر المعدمة. هذا الوضع دفع لإطلاق حملة "شتاؤنا دافئ" من أجل مدّ يد العون للأسر المحتاجة عبر جمعية "هنا للتنمية - الحولة" ومقرها مدينة صيدا.
تقول مديرة الجمعية، نوال خليل محمود، وهي فلسطينية من سكان مدينة صيدا: "انطلقت حملة شتاؤنا دافئ، بالتزامن مع حلول فصل الشتاء الحالي، والذي ترافق أيضاً مع احتدام الأزمة الاقتصادية في لبنان التي أدت إلى خروج الآلاف إلى التظاهرات الشعبية التي ما زال بعضها مستمراً حتى اليوم. وقد زادت حاجة الناس، مع فقدان كثيرين أعمالهم أو توقف رواتبهم أو نيلها بشكل جزئي، بالإضافة إلى إجبار البعض على العمل بدوام جزئي. بالرغم من كلّ ذلك، فإنّ أسراً كثيرة لا تمدّ يدها للسؤال عمّا تحتاجه، وإن ضاقت أحوالها. لذلك، جاءت الحملة من فريق أنا الشبابي، التابع لجمعية هنا لوضع خطة عمل يتمكن من خلالها من الوصول إلى المحسنين لجمع المساعدات العينية منهم، كالملابس والمواد الغذائية، والأغطية، وغيرها من الحاجات الملحة للأسر، ثم توضيبها جيداً، وتقديمها بعد ذلك للأسر المستهدفة، بما يتيح الحفاظ على كرامتها من خلال زيارتها في مساكنها، وملء استمارات عن أحوالها المعيشية، ومدى حاجتها، ونوع الحاجات لديها".
اقــرأ أيضاً
تتابع محمود: "ركزنا في عملية الإحصاء عبر الاستمارات على الأسر التي لديها عدد كبير من الأولاد أو تعيل شخصاً ذا إعاقة، أو مريضاً". تضيف: "من خلال هذه الاستمارات تمكّنا من توزيع ما جمعناه على 350 أسرة منذ بداية الحملة، ومع التجاوب الفعال من مقدمي التبرعات، ومع وصول هذه المساعدات إلى هذا العدد من الأسر، قرر فريق أنا الشبابي، الاستمرار في الحملة طالما أنّ هناك أسراً في حاجة إلى المساعدة، وهكذا يجمع المساعدات ويوزعها في الوقت نفسه".
تتابع: "بعد دراسة الحالات التي وصل إليها فريق العمل، تبين له أنّ هناك حاجات تتجاوز المواد الغذائية والملابس، فبعض الأسر تحتاج بشكل عاجل إلى الأدوية والفحوص الطبية، خصوصاً أنّ من بين هذه الأسر ثلاثا تعرضت منازلها للحرق في يناير/ كانون الثاني الماضي".
تضيف: "آلية العمل كانت، بعد إعداد لائحة بالأسر المستهدفة، إعداد لائحة أخرى بأسماء أشخاص من أصحاب الأيدي البيضاء، وفاعلي الخير، من تجار وعائلات ميسورة، ثم زيارتهم، فشرحنا لهم في الزيارات وضع الأسر السيئ اقتصادياً. وقد لاقينا تجاوباً لديهم، فمنهم من تبرع بمواد غذائية، وبعضهم بملابس جديدة ومستعملة، وكان على عاتق جمعية هنا وفريق أنا الشبابي جمع مبلغ من المال من أعضائهما بالذات، لشراء سترات وأحذية لسدّ النقص في المواد المراد توزيعها، وكذلك دفع بدل نقل الملابس والمواد الغذائية".
تقول بيان، وهي فتاة سورية لاجئة مستفيدة من المساعدات مع أسرتها: "نحن مهجرون من سورية. وضع أبي صعب جداً، وغير قادر على العمل، ولذلك توجهت إلينا جمعية هنا، فقدمت لنا ملابس شتوية تقينا البرد، ومواد غذائية وغيرها من الاحتياجات التي تساعدنا على الصمود". أما الطفلة غيد، فقد أبدت فرحتها بلعبة حصلت عليها من الجمعية، هي التي حرمت من اقتناء لعبة منذ ولادتها.
بدورها، تقول ليالي محمد: "نزحنا من سورية إلى لبنان منذ سنوات، بسبب الحرب التي لم تنته بعد. وضعنا المعيشي الصعب، سمح لنا بأن نحصل على الملابس والمواد الغذائية التي نحتاج إليها بشكل يومي، كالأرزّ، والعدس، والزيت، وغيرها، من جمعية هنا... عمل الجمعية هذا أفاد عدداً كبيراً من الأسر المحتاجة".
تختم مديرة الجمعية نوال خليل محمود، حديثها بالقول: "عملنا هذا مستمر حتى نفاد الكمية المتوفرة لدينا، وإن استطعنا الحصول على كميات أخرى فلن نتوانى عن إحضارها وتوضيبها وتوزيعها على مستحقيها".
اقــرأ أيضاً
قد تنتهي انتفاضة لبنان التي بدأت في السابع عشر من أكتوبر/ تشرين الأول 2019، في وجه "من سرق لقمة عيشهم من طبقة الحكم الفاسدة" كما يقول المتظاهرون، لكنّ معاناة الناس لن تنتهي سريعاً، بل ربما تستمر سنوات بحسب البعض. ومع الأزمة المعيشية سيزداد عدد المحتاجين، ما يجعل مبادرة من قبيل "شتاؤنا دافئ" المستمرة في العمل في مخيم عين الحلوة، في صيدا، ضرورية، ولا بدّ من توسيع عمل مثل هذه الحملات لتشمل المحتاجين في كلّ لبنان، في ظلّ تقصير الدولة بوزاراتها وإداراتها.
تقول مديرة الجمعية، نوال خليل محمود، وهي فلسطينية من سكان مدينة صيدا: "انطلقت حملة شتاؤنا دافئ، بالتزامن مع حلول فصل الشتاء الحالي، والذي ترافق أيضاً مع احتدام الأزمة الاقتصادية في لبنان التي أدت إلى خروج الآلاف إلى التظاهرات الشعبية التي ما زال بعضها مستمراً حتى اليوم. وقد زادت حاجة الناس، مع فقدان كثيرين أعمالهم أو توقف رواتبهم أو نيلها بشكل جزئي، بالإضافة إلى إجبار البعض على العمل بدوام جزئي. بالرغم من كلّ ذلك، فإنّ أسراً كثيرة لا تمدّ يدها للسؤال عمّا تحتاجه، وإن ضاقت أحوالها. لذلك، جاءت الحملة من فريق أنا الشبابي، التابع لجمعية هنا لوضع خطة عمل يتمكن من خلالها من الوصول إلى المحسنين لجمع المساعدات العينية منهم، كالملابس والمواد الغذائية، والأغطية، وغيرها من الحاجات الملحة للأسر، ثم توضيبها جيداً، وتقديمها بعد ذلك للأسر المستهدفة، بما يتيح الحفاظ على كرامتها من خلال زيارتها في مساكنها، وملء استمارات عن أحوالها المعيشية، ومدى حاجتها، ونوع الحاجات لديها".
تتابع محمود: "ركزنا في عملية الإحصاء عبر الاستمارات على الأسر التي لديها عدد كبير من الأولاد أو تعيل شخصاً ذا إعاقة، أو مريضاً". تضيف: "من خلال هذه الاستمارات تمكّنا من توزيع ما جمعناه على 350 أسرة منذ بداية الحملة، ومع التجاوب الفعال من مقدمي التبرعات، ومع وصول هذه المساعدات إلى هذا العدد من الأسر، قرر فريق أنا الشبابي، الاستمرار في الحملة طالما أنّ هناك أسراً في حاجة إلى المساعدة، وهكذا يجمع المساعدات ويوزعها في الوقت نفسه".
تتابع: "بعد دراسة الحالات التي وصل إليها فريق العمل، تبين له أنّ هناك حاجات تتجاوز المواد الغذائية والملابس، فبعض الأسر تحتاج بشكل عاجل إلى الأدوية والفحوص الطبية، خصوصاً أنّ من بين هذه الأسر ثلاثا تعرضت منازلها للحرق في يناير/ كانون الثاني الماضي".
تضيف: "آلية العمل كانت، بعد إعداد لائحة بالأسر المستهدفة، إعداد لائحة أخرى بأسماء أشخاص من أصحاب الأيدي البيضاء، وفاعلي الخير، من تجار وعائلات ميسورة، ثم زيارتهم، فشرحنا لهم في الزيارات وضع الأسر السيئ اقتصادياً. وقد لاقينا تجاوباً لديهم، فمنهم من تبرع بمواد غذائية، وبعضهم بملابس جديدة ومستعملة، وكان على عاتق جمعية هنا وفريق أنا الشبابي جمع مبلغ من المال من أعضائهما بالذات، لشراء سترات وأحذية لسدّ النقص في المواد المراد توزيعها، وكذلك دفع بدل نقل الملابس والمواد الغذائية".
تقول بيان، وهي فتاة سورية لاجئة مستفيدة من المساعدات مع أسرتها: "نحن مهجرون من سورية. وضع أبي صعب جداً، وغير قادر على العمل، ولذلك توجهت إلينا جمعية هنا، فقدمت لنا ملابس شتوية تقينا البرد، ومواد غذائية وغيرها من الاحتياجات التي تساعدنا على الصمود". أما الطفلة غيد، فقد أبدت فرحتها بلعبة حصلت عليها من الجمعية، هي التي حرمت من اقتناء لعبة منذ ولادتها.
بدورها، تقول ليالي محمد: "نزحنا من سورية إلى لبنان منذ سنوات، بسبب الحرب التي لم تنته بعد. وضعنا المعيشي الصعب، سمح لنا بأن نحصل على الملابس والمواد الغذائية التي نحتاج إليها بشكل يومي، كالأرزّ، والعدس، والزيت، وغيرها، من جمعية هنا... عمل الجمعية هذا أفاد عدداً كبيراً من الأسر المحتاجة".
تختم مديرة الجمعية نوال خليل محمود، حديثها بالقول: "عملنا هذا مستمر حتى نفاد الكمية المتوفرة لدينا، وإن استطعنا الحصول على كميات أخرى فلن نتوانى عن إحضارها وتوضيبها وتوزيعها على مستحقيها".
قد تنتهي انتفاضة لبنان التي بدأت في السابع عشر من أكتوبر/ تشرين الأول 2019، في وجه "من سرق لقمة عيشهم من طبقة الحكم الفاسدة" كما يقول المتظاهرون، لكنّ معاناة الناس لن تنتهي سريعاً، بل ربما تستمر سنوات بحسب البعض. ومع الأزمة المعيشية سيزداد عدد المحتاجين، ما يجعل مبادرة من قبيل "شتاؤنا دافئ" المستمرة في العمل في مخيم عين الحلوة، في صيدا، ضرورية، ولا بدّ من توسيع عمل مثل هذه الحملات لتشمل المحتاجين في كلّ لبنان، في ظلّ تقصير الدولة بوزاراتها وإداراتها.