أستراليا تشهد فيضانات بعد الحرائق

10 فبراير 2020
تقف وسط الأمواج (بروك ميتشيل/ Getty)
+ الخط -
أصدرت السلطات الأسترالية أوامر بإجلاء السكان بعد هطول أمطار غزيرة على سيدني والساحل الشرقي لولاية نيو ساوث ويلز اليوم الاثنين، ما أدى إلى فوضى في أكبر مدن أستراليا، في الوقت الذي أُطفئت فيه بعض حرائق الغابات المستمرة منذ نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

وقال مكتب الأرصاد الجوية إن أمطاراً تراوح منسوبها ما بين 200 و400 مليمتر هطلت على منطقة سيدني وحتى بلو ماونتنز، وإلى الجنوب من تلك المنطقة مطلع الأسبوع، مما أدى إلى فيضان أنهار وإجبار أكثر من 60 مدرسة على إغلاق أبوابها.

وحذّر المكتب من أن الأمطار الغزيرة قد تؤدي إلى فيضانات تهدّد حياة الناس في الساحل الجنوبي لولاية نيو ساوث ويلز. وأضاف أنه قد تحدث زوابع تتجاوز سرعتها 90 كيلومتراً في الساعة. وتوضح هيئة الإطفاء الريفية في ولاية نيو ساوث ويلز، مساء أول من أمس، أنه تم أخيراً إخماد أعنف حرائق الغابات في الولاية على الساحل الجنوبي بفضل الأمطار. وظلّ هذا الحريق مشتعلاً 74 يوماً ودمر 312 منزلاً وأحرق نحو 1.2 مليون فدان من الأراضي. وما زال 33 حريقاً مشتعلاً حتى صباح اليوم في الولاية، وتقع كلها في المناطق الجنوبية الشرقية التي من المتوقع أن تشهد هطول الأمطار.

واقتلعت أشجار وأسطح منازل بسبب شدّة الرياح وهطول الأمطار، بينما انقطع التيار الكهربائي في المدينتين الساحلتين في بيلبارا دامبر وكاراتا. وفي خلال الأيام الأخيرة، شهد الساحل الشرقي لأستراليا هطولاً كثيفاً للأمطار، ما تسبب بسيول في نيو ـ ساوث ـ ويلز وكوينزلاند. وصدرت في هاتين الولايتين تحذيرات من فيضان نحو عشرة أنهار، خصوصاً في سيدني.

وتعرّض الساحل الشرقي لأستراليا لفيضانات مفاجئة ناجمة عن هطول أمطار غزيرة، بعدما شهد أسابيع من حرائق الغابات المدمرة التي اجتاحت مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية وألحقت خسائر كبيرة بالمنطقة.

وعلى الرغم من الأنباء الجيدة التي حملتها الأمطار الغزيرة للمنطقة التي اجتاحتها الحرائق، إلا أن السلطات أصدرت تحذيراً من سوء أحوال الطقس على امتداد غالبية أنحاء ولايتي نيو ساوث ويلز، وكوينزلاند الواقعتين في الجزء الشمالي من أستراليا، بحسب تقارير إعلامية. وحذرت وكالة الأرصاد الجوية الوطنية من رياح مدمرة وموجات مد وجرز عالية غير طبيعية يتوقع أن تصاحب الأمطار الغزيرة خلال الفترة المقبلة.

غرقت هذه السيارة وغيرها (جيني إيفانز/ Getty) 


وتلقت خدمات الطوارئ في نيو ساوث ويلز العديد من نداءات الإنقاذ بالقرب من منطقة غرافتون شمال سيدني، وسط عشرات دعوات المساعدة التي تلقتها على مدار اليومين الماضيين. وأدت الفيضانات إلى انقطاع السبل بالعديد من الأشخاص في الولاية.

وقال مسؤولون إن بعض البلدات الواقعة على الساحل الشرقي شهدت في الأيام الأخيرة هطول كميات كبيرة من الأمطار الغزيرة لم تشهدها منذ حوالي خمسة عقود. وتسببت الأمطار والفيضانات الناتجة عنها في إغلاق الطرق وخطوط السكك الحديد، كما تسببت الرياح الشديدة في سقوط العديد من الأشجار.


وفرح المزارعون بهطول الأمطار، لكنّهم قالوا إنها لم تدخل أعماق الأرض بما يكفي لإنهاء الجفاف المستمر منذ ثلاث سنوات. وساهم هذا الجفاف في إشعال الحرائق التي أودت بحياة 33 شخصاً وسببت نفوق نحو مليار حيوان، ودمرت أكثر من 2500 منزل، وأحرقت أكثر من 28 مليون فدان من الأراضي منذ سبتمبر/ أيلول الماضي.

وضرب الإعصار ديميان الذي تراجعت شدّته منطقة بيلبارا الغنية بالمعادن في ولاية أستراليا الغربية، في وقت تسببت عواصف رعدية بسيول في شرق البلاد الذي يشهد على حرائق واسعة النطاق منذ أشهر عدة. وخفضت هيئات الأرصاد الجوية مستوى "ديميان" أول من أمس إلى عاصفة من الدرجة الأولى، ترافقها رياح تبلغ سرعتها 100 كيلومتر في الساعة وأمطار غزيرة من شأنها التسبب بسيول.

وأمس، كان الإعصار يتحرك نحو الجنوب ــ الشرقي حيث يمر ببيلبارا التي تعدّ مركزاً أساسياً لصناعات التعدين في أستراليا. وأوضحت الأرصاد الجوية أنّه "سيضعف تدريجاً خلال تمدده نحو الداخل" الأسترالي. وكان ديميان مصنفا في الدرجة الثالثة حين هبت مساء أول من أمس رياحه التي بلغت سرعتها 195 كيلومتراً في الساعة، ما أجبر السكان على التحصن داخل منازلهم.

المساهمون