تسريب بيانات ملايين اللاجئين السوريين في تركيا.. والشرطة تعلق

05 يوليو 2024
سوريون خلال عودتهم لبلدهم من تركيا، مايو الماضي (Getty)
+ الخط -

فوجئ الكثير من اللاجئين السوريين في تركيا بتسريب بيانات الآلاف منهم، وذلك عبر نشر منصات تركية في تطبيق "تليغرام" تحتوي على معلومات في بطاقات الحماية المؤقتة (الكيمليك) التي يحملها ملايين اللاجئين السوريين في تركيا.

واطلع "العربي الجديد" على قناة "تليغرام" التي تحمل اسم "turkiye ayaklanis – انتفاضة تركيا"، وفيها ملف ضخم يحتوي على بيانات 3.3 ملايين لاجئ سوري، إضافة إلى ملفات فرعية لجميع الولايات، تمكن "العربي الجديد" من الحصول على ملفين منها، تخص بيانات اللاجئين السوريين في ولايتي غازي عينتاب وهاتاي جنوبي تركيا.

وتأكد "العربي الجديد" من معلومات بعض اللاجئين السوريين في الملفين. كما أدرجت القناة المذكورة مئات الصور لجوازات سفر سورية وغير سورية، لكن يبدو أنها تحمل معلومات وهمية، إذ يشير الاطلاع الأولي عليها إلى أنه جرى تصميمها بواسطة "الذكاء الاصطناعي"، دون التأكد من هذا الإجراء، لكون القناة توقفت وجرى حذفها من التطبيق.

وبعد بضع ساعات على تداول الأخبار عن تسريب المعلومات، أعلن قسم مكافحة الجرائم الإلكترونية التابع للشرطة التركية القبض على مدير القناة، مشيراً إلى اسمه بالرمز E.B، وأنه طفل يبلغ من العمر 14 عاماً. وقال بيان الشرطة التركية الذي صدر مساء الخميس، إن التحريات أظهرت أن حساباً يحمل اسم "انتفاضة تركيا"، كتب منشوراً في القناة المذكورة يدعو فيه إلى "انتفاضة في منطقة سلطان بيلي بمدينة إسطنبول بين الساعة السابعة والثامنة مساء"، بالإشارة إلى عمليات ملاحقة لممتلكات ومحال السوريين في المنطقة، على غرار ما حدث في ولاية قيصري وغيرها قبل أيام.

وأشار البيان إلى أنه أثناء التحقيق تبينت أيضاً "مشاركة معلومات هويات السوريين الخاضعين للحماية المؤقتة من نفس الحساب"، وأنه "جرى اتخاذ الإجراء اللازم ضد EP من قبل مديرية فرع أطفال إسطنبول".

وعقبت وزارة الداخلية التركية على بيان قسم مكافحة الجرائم الإلكترونية بالقول: "سوف نلقي القبض على أولئك الذين يريدون خلق الفوضى في بلدنا، وأولئك الذين يريدون استخدام الأطفال في استفزازاتهم، واحدًا تلو الآخر، ونقدمهم إلى العدالة"، مضيفة: "يجري حالياً إجراء تحقيق واسع النطاق في هذه المسألة".

ويعتقد أن التسريب الضخم للمعلومات تقف وراءه شبكة تعمل على ما هو أكبر من نشر المعلومات على "تليغرام"، كما أنها شبكة تضم أبعد من طفل يبلغ 14 عاماً، وهذا ما يوحي به بيان وزارة الداخلية التركية، من خلال من وصفتهم بأنه "يريدون استخدام الأطفال في استفزازاتهم". وكان ملاحظاً في أعمال الشغب العنصرية التي طاولت ممتلكات اللاجئين السوريين في ولايات عدة، من بينها قيصري وغازي عنتاب، أن مثيري الشغب كانوا ينتقلون في سيارات إلى مواقع محددة يقطن فيها السوريون بكثرة، بالإضافة إلى امتلاكهم قوائم بعناوين محال السوريين في الأماكن التي تعرضت إلى تخريب.

والخميس، نقلت صحيفة "يني شفق"، عن مصادر أمنية، أنه نتيجة لأحداث الشغب في ولاية قيصري التي استمرت لمدة 4 أيام، اعتقل 750 شخصاً تتراوح أعمارهم بين 15 و30 عاماً، ولا تزال عمليات التوقيف مستمرة. ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية أنه "تبين أن هؤلاء المعتقلين كانوا يتواصلون وينظمون هجماتهم عبر برامج التواصل الاجتماعي المختلفة". وأكدت المصادر أن هذه المجموعات كانت تُستخدم في السابق للتهرب من عمليات الشرطة الروتينية، ولكنها تحولت الآن للتخطيط للهجمات ضد السوريين. وكشفت التحقيقات عن أن المخربين كانوا يتواصلون عبر أربع مجموعات واتساب تحتوي كل منها على 500 شخص، ويخططون لهجمات على منازل ومتاجر ومركبات السوريين. 

وكانت تُشارك في هذه المجموعات أرقام لوحات سيارات السوريين وتحذيرات مثل (يجب التحرك بسرعة دون تجمعات كبيرة، وإلا سيتدخلون)، و(انتبهوا للكاميرات)، كما تبين أنه كان يجري تشارك عناوين منازل السوريين لتوجيه مجموعات كبيرة إليها، وتضمنت المحادثات داخل المجموعات أيضاً إهانات موجهة للرئيس رجب طيب أردوغان وعائلته.

ويبدو أن مسألة تسريب البيانات ليست مقتصرة على هذه المجموعة، إذ فوجئ الكثير من اللاجئين السوريين في السابق باستخدام بياناتهم، وتحديداً في عمليات شراء خطوط وأرقام الهاتف المحمول، واستخدمت هذه الأرقام في عمليات الاحتيال الإلكتروني، فيما جرى توقيف الكثير من السوريين وترحيل بعضهم على خلفية مثل هذه القضايا، رغم تبرئتهم من جرائم الاحتيال من خلال القضاء.

وقبل أيام، شهدت ولايات تركية حالات فوضى من قبل مجموعات هاجمت ممتلكات السوريين في كل من قيصري وغازي عنتاب وأضنة وهاتاي، ما أدى إلى ردة فعل في الشمال السوري الخاضع لسيطرة المعارضة السورية اتجاه الانتشار التركي، وعلاقة المعارضة السورية بالحكومة التركية، لكن الهدوء بدأ يعود تدريجياً إلى تلك الولايات والمناطق، مشوباً بالحذر.

المساهمون