نازحون سوريون يناشدون المنظمات الإنسانية لإعانتهم على مواجهة البرد

عبد الله البشير

avata
عبد الله البشير
07 يناير 2020
9E7988E8-3822-4166-B429-2452F5F6A325
+ الخط -
تتكرر مناشدات النازحين في محافظة إدلب، شمال غربي سورية، للمنظمات الإنسانية بضرورة دعمهم والمساهمة بدور أكبر للوقوف إلى جانبهم، خاصة أن موجة البرد والأمطار الغزيرة التي رافقت دخول العام الجديد زادت من معاناتهم، إذ يفتقر معظمهم للمتطلبات الضرورية لحياتهم اليومية.

وقال مدير فريق "منسقو استجابة سورية" محمد حلاج، لـ"العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء: "للأسف ليس هناك أي تغيير، الوضع على حاله منذ بداية العام الجديد، والمنح المقدمة للمنظمات العاملة في المنطقة لم تقدم بشكل كامل، وبرامج الطوارئ حتى الآن لم يبت بها من قبل الجهات المانحة"، وأضاف "هناك مناشدات كثيرة من المخيمات، والوضع سيئ جداً على العموم، إذ تعرضت مخيمات لأضرار كبيرة، وهناك ضغوط تمارس من قبل حكومة الإنقاذ تساهم في تعطيل عمل بعض المنظمات".

وشهدت نهاية العام 2019 موجة نزوح كبيرة من مناطق الريف الجنوبي والجنوبي الشرقي في محافظة إدلب، إذ أخليت مدن وبلدات بالكامل بسبب القصف المدفعي الذي تنفذه قوات النظام بالتزامن مع القصف الجوي الروسي، حيث تركزت الغارات الجوية الروسية على المنشآت الحيوية والأحياء السكنية داخل المدن والبلدات، ويتضح من طريقة القصف أن الهدف منه دفع الناس إلى مغادرة مناطقهم بعد حرمانهم من الأمان بالدرجة الأولى، والخدمات بالدرجة الثانية، وبرز ذلك باستهداف متكرر للمشافي والنقاط الطبية ومراكز الدفاع المدني ومحطات المياه والأسواق الشعبية.

ملهم خليل، الذي غادر بلدته القريبة من مدينة معرة النعمان منذ نحو شهرين، مع اشتداد القصف على المدينة، وصل إلى مخيم بالقرب من بلدة كفردريان في ريف إدلب الشمالي، ووصف معاناته وأطفاله داخل خيمة النزوح قائلاً: "الخيمة رقيقة جداً والمنطقة الصخرية شديدة البرودة، وليست لدي ملابس تكفي أطفالي، ومع هبوب الريح وتساقط المطر أخاف أن تقتلع الخيمة ونتشرد، وخاصة في الليل (...) الوضع هنا مأساوي ويصعب وصفه".

وتابع الأربعيني حديثه، لـ"العربي الجديد": "هناك من يأتينا أحياناً ببعض الحاجيات، من أغذية وغيرها، لكن هذا ليس حلاً، أنا أحسّ بالقهر عندما أضطر لسؤال الناس، وأشعر بالأسى لما حل بنا، حياتنا قلبت رأساً على عقب، هجرنا من بيت آمن وواسع ننال الدفء والطمأنينة فيه إلى خيام تغرقها الأمطار والأوحال ولا تقينا حتى قسوة البرد".


من جهته، قال النازح السوري كرم أبو أحمد، لـ"العربي الجديد"، إنه قد يتحمل الجوع والبرد في المخيمات، لكن الأولاد الصغار لا يقوون على هذا الأمر، وأكثر ما يخيف النازحين في المخيمات هو محاصرة مياه الأمطار والفيضانات لخيامهم أو جرفها، كما يقول.

وأضاف "أكبر خدمة يمكن للمنظمات والجهات الإنسانية أن تسديها لنا، في الوقت الحالي، هي تزويدنا بوقود تدفئة أو أي شيء يعيننا على مواجهة البرد ودفع المرض عن أطفالنا".

وكانت "المنظمة الدولية للإنقاذ"، قد حذرت من نزوح نحو 400 ألف من المدنيين جراء الهجمات العسكرية المتواصلة على مناطق ريف محافظة إدلب.

يُذكر أنّ الأمم المتحدة، وعلى لسان المتحدث الرسمي باسم أمينها العام فرحان حق، قد حذرت في 12 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، من موجة صقيع وصفت بالصعبة والشديدة قد يتعرض لها السوريون في الوقت الحالي، مؤكدة حاجتها لـ25 مليون دولار لتلبية احتياجات السوريين خلال هذه الموجة.

ذات صلة

الصورة
تشتت العائلات جراء القصف (أنور عمرو/ فرانس برس)

مجتمع

حتى لو وجد النازحون في البقاع مراكز إيواء آمنة نسبياً حتى اللحظة، إلا أنهم يواجهون فوضى ونقصاً في بعض الأساسيات، خصوصاً الأدوية، ويخشون البرد
الصورة
فلسطينيون في مخيم نزوح عشوائي في رفح - جنوب قطاع غزة - 2 فبراير 2024 (محمد عابد/ فرانس برس)

مجتمع

تأتي أمطار فصل الخريف الأولى لتضاعف معاناة النازحين الفلسطينيين الذين هجّرتهم الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ نحو عام.
الصورة
الممرضة الفلسطينية رباب حلاوين، يوليو 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

أطلقت الممرضة الفلسطينية رباب حلاوين (28 عاما) مبادرة "بوصلّك لخيمتك"، حيث تقوم بشكل يومي بالذهاب إلى خيام النازحين في دير البلح وتقديم العلاج لهم.
الصورة
طارق الدحدوح نازح فلسطيني في رفح جنوبي قطاع غزة 1 (العربي الجديد)

مجتمع

من شمالي قطاع غزة المحاصر والمستهدف عسكرياً إلى أقصى الجنوب، نزح الفلسطيني طارق الدحدوح مع شقيقَيه وعدد من بقراته ومجموعة من الدجاج.