تردي الواقع المعيشي بمدينة تلدو شمالي حمص السورية

05 يناير 2020
آثار القصف ما زالت قائمة بمدينة تلدو السورية (فيسبوك)
+ الخط -

وعد النظام السوري بإجراء تغييرات وتحسينات على ظروف حياة الأهالي في منطقة الحولة التي تقع في الريف الشمالي لمحافظة حمص، عقب فرض سيطرته عليها بعد اتفاق التهجير الذي حصل في مايو/أيار 2018، لكن تلك الوعود لم يتحقق منها شيء.

وقارن أبو موسى (56 سنة) بين الواقع في مدينة تلدو حاليا، وما كانت عليه المدينة قبل اتفاق التهجير، مؤكدا أن الفارق الوحيد هو غياب القصف، وأوضح: "كنا محاصرين لسنوات في المنطقة، وعشنا تحت القصف والخوف والجوع تسعة أعوام تقريبا، حتى دخول جيش النظام إلى المنطقة في أغسطس/آب 2011، والذي تزامن مع حلول شهر رمضان، واليوم نعيش في ظل غلاء الأسعار، وظروف صعبة تشبه تلك التي عشناها خلال الحصار، لكن اليوم نستطيع التنقل، ولا يوجد قصف، أو غارات طيران، وهذا الفارق الوحيد".

وأضاف: "خرج أولادي الثلاثة إلى إدلب، وبقيت أنا وزوجتي هنا لأن بقائي في المنطقة أفضل، فلا أحد يحفظ لي بيتي وأرضي، ومن جهة ثانية لم تتحسن الظروف الصحية، فعدد الأطباء قليل، وعلينا التوجه إلى مدينة حمص، ودفع مبالغ كبيرة لتلقي العلاج، وأظن أن الأمور لن تعود إلى ما كانت عليه أبدا هنا".

وأوضح خالد (52 سنة) المقيم في مدينة تلدو لـ"العربي الجديد"، أنه "كل فترة تنقل قوات النظام جثة أحد الشبان الذين يقتلون في صفوفها، وغالبا هؤلاء الشبان ممن بقوا في المنطقة، وتم اعتقالهم بعد مهلة تسوية أوضاعهم، وأجبروا على الخدمة الإلزامية، وبالنسبة لي كان خيار ذهاب ابني وإخوته إلى إدلب خلال التهجير أفضل من بقائهم هنا، وكثيرا ما يحدثني أصدقائي عن ندمهم لكونهم أصروا على بقاء أولادهم في المنطقة".

وعند دوار مدينة تلدو باتجاه طريق بلدة البرج، لا تزال المباني شاهدة على القصف، والمقبرة التي دمرتها صواريخ النظام، ويعمل السكان على ترميم الجدران لتعود منازلهم ملائمة للسكن، بينما فضل البعض السكن في منازل أقربائهم كون الدمار لا يمكن إصلاحه، ومن هؤلاء خولة أم أحمد التي فضلت السكن في منزل قريبة لها غادرت عام 2013، إلى خارج سورية.

وقالت لـ"العربي الجديد": "عدت من لبنان كون ظروفنا هناك بدأت تسوء، وبقي زوجي فقط ليعمل، فوجدت بيتنا مدمرا، وإصلاحه يحتاج إلى مبلغ مالي كبير، ولا أحد يساعدنا، فلم يكن لدي خيار آخر سوى البحث عن منزل أقيم فيه ولو بالإيجار، وتحدثت إلى قريبتي، وأبلغتني أن أسكن في بيتها دون مقابل، ومن أصعب ما نعانيه هنا توفير سعر الأدوية، فالأطفال دائما مرضى، وكافة الأسعار ارتفعت، والمنطقة لم يتحسن فيها شيء".

وكانت مدينة تلدو شهدت مجزرة مروعة بلغ عدد الضحايا فيها 116 في الخامس والعشرين من مايو/أيار 2012، ارتكبتها قوات النظام والمليشيات الموالية لها في منطقتي طريق السد والطريق العام عند مدخل المدينة من جهة الجنوب.

دلالات
المساهمون