مدرسة فرنسية تقدم الخبز والماء لطفلين بسبب عدم دفع الأهل للتكاليف

20 سبتمبر 2019
قدمت المدرسة الفرنسية الخبز والماء للتلميذين (فرانس برس/Getty)
+ الخط -
في خطوة أثارت جدلا واسعا وانتقادات من أولياء أمور التلاميذ، قامت مدرسة ابتدائية فرنسية بوضع تلميذين في غرفة منفصلة، وتقديم الخبز والماء لهما بدلاً من وجبة الغداء التقليدية، وذلك لأن الأهل لم يدفعوا مصاريف مطعم المدرسة منذ أكثر من سنة.

واتخذت مدرسة مارسيلين بيرثيلو، في سان بورسين سور سيول في أليير، هذه الخطوة يوم الاثنين 9 سبتمبر/أيلول الجاري، كإجراء ضد الأهل الذين تجاهلوا دفع الرسوم، بحسب قناة "فرانس 3".

وتقول البلدية إنها أجرت العديد من المكالمات الهاتفية ووجهت الإيميلات والرسائل البريدية، لوالدي الطفلين، لكنهما لم يستجيبا.

وقال العمدة إيمانويل فيراند: ""أردنا أن نصدم والدي هذين الطفلين. ما العمل؟ هل نستدعي الدرك؟ أم نترك الطفلين في الفناء؟ وضعناهما في غرفة منفصلة حتى لا يكونا مع أطفال آخرين ولا يتعرضا للتمييز، وقدمنا لهما الخبز الطازج والماء". واستشهد على صحة قراره بأن الوالدين دفعا مباشرة دون أن يقولا شيئا.

لكن الكثيرين لا يتفقون مع العمدة في طريقته، إذ عبر أحد الموظفين في المدرسة عن صدمته إزاء هذا الإجراء، فهي مشكلة بين الكبار، وما كان يجب أن يحرم الطفلان من وجبة الطعام.

من ناحيته، قال سيدريك فايت، ولي أمر أحد التلاميذ في المدرسة نفسها، لوكالة "فرانس برس": "إنها طريقة وحشية وعنيفة ومهينة لهذين الطفلين"، وأضاف أنه لا يلتمس الأعذار للوالدين، فمن غير المقبول عدم دفع رسوم المطعم لمدة عام، لكن لا يجب الانتقام من الأطفال.

أما العمدة فأوضح أن والدي الطفلين دفعا الرسوم مساء اليوم ذاته مباشرة، ولم يقدما أية شكوى إزاء تقديم الخبز والماء لابنيهما، وفضلا عدم كشف هويتيهما للصحافة.

لكن القصة لم تتوقف عند هذا الحد، حيث اضطر العمدة للتراجع عن موقفه والاعتذار، بسبب الضغط الذي تعرض له، والانتقادات التي وجهت لتصرفه عبر وسائل الإعلام المحلية ووسائل التواصل الاجتماعي.

واعتذر فيراند قائلاً بأنه ارتكب فعلاً فظيعاً يندم عليه، وأردف أنه كان يرغب في أداء وظيفته بأمانة، لكنه أصبح منبوذا بسبب هذا التصرف الذي يستغله خصومه لأغراض انتخابية، حيث أن الكفة رجحت لصالح هؤلاء الذين لا يدفعون والذين يدافعون عنهم. وأضاف بأنه يوما ما لن يكون هناك أي رئيس بلدية في فرنسا، "لأننا لا نعطيهم الوسائل لإدارة المجتمعات، ولا لمساعدة الذين يعانون، ولا ضد أولئك الذين يستغلون النظام"، على حد قوله.

دلالات
المساهمون