موجة النزوح الأخيرة تفاقم مشكلات المشافي المتبقية في إدلب

19 سبتمبر 2019
تكرر قصف مراكز إدلب الطبية (عمر حاج قدور/فرانس برس)
+ الخط -


تشهد المنشآت الطبية في إدلب والريف السوري الشمالي زحاما كبيرا من جراء ارتفاع عدد السكان، عقب حركة النزوح الأخيرة الناتجة عن العمليات العسكرية على ريفي إدلب الجنوبي وحماة الشمالي.

وقال النازح أبو محمد جمال المحمد (57 سنة)، لـ"العربي الجديد"، إن "الوضع بشكل عام مأساوي، وإلى اليوم لم أجد في ريف إدلب الشمالي مكانا يؤوي عائلتي، وأنا مريض بأمراض في القلب، وبحاجة إلى دواء دائم، ووضعي المادي سيئ للغاية".
وأضاف المحمد: "هناك زحام دائم في المركز الطبي، ولمراجعة الطبيب أحتاج إلى الانتظار لوقت طويل، ولست أضع اللوم على الطبيب لأن عدد المرضى كبير، فماذا يفعل طبيب واحد".

تراجع أم عبد الغني (34 سنة) النازحة من ريف حماة إلى ريف إدلب الشمالي، طبيب النسائية دوريا، فهي حامل في شهرها السابع، ووضعها ليس مستقرا، وقالت لـ"العربي الجديد": "أضطر في كثير من الأحيان إلى أن أنتظر ساعتين أو أكثر حتى يأتي دوري، كما أن الأدوية ليست متوفرة دائما، وقد ننتظر عدة أيام للحصول على الدواء، وكذلك الحال إذا مرض أحد أطفالي".
من جانبه، قال مدير مركز كفريحمول الصحي في ريف إدلب، وسام الحمود، لـ"العربي الجديد": "لدينا عيادات داخلية ونسائية وأطفال، وسيارات إسعاف على مدار الساعة. حاليا الضغط الأكبر الذي نواجهه يتمثل في كثرة أعداد المقيمين في المنطقة بعد موجة النزوح الأخيرة. النازحون يشكلون أكثر من نصف عدد المراجعين، ونستقبل يوميا ما بين 300 و400 مريض".
وبين الحمود أن "كمية الأدوية التي نحصل عليها كانت مقدرة بحسب عدد السكان، لكن حاليا تضاعف العدد ما تسبب في نقص كثير من الأدوية، ونحن اليوم بحاجة إلى توسيع المركز، وزيادة عدد الكادر، وزيادة كمية الأدوية حتى نستطيع تقديم الخدمات لجميع المراجعين".
بدوره، قال مدير دائرة الرعاية الثانوية في مديرية صحة حماة، محمد هنداوي، لـ"العربي الجديد"، إنه "نتيجة التصعيد العسكري خلال الأشهر الستة الماضية نزحت أعداد كبيرة من المواطنين، ولم تعد المنشآت الطبية تفي مناطق استقبال النازحين تكفي، والمستلزمات والمستهلكات الطبية باتت محدودة، ولا ذنب للكوادر الطبية في الأزمة، كما لا يملكون حلولا في مواجهة زيادة أعداد طالبي الخدمات الطبية".

وكشف رئيس دائرة التخطيط والدراسات في مديرية صحة إدلب، حسام عبد العال، لـ"العربي الجديد"، أن "22 مشفى تم استهدافها، بينها 16 مشفى تم تدميرها بشكل كامل، كما بلغ عدد المستوصفات المستهدفة 14 مركزا صحيا، بينها 6 مراكز صحية مدمرة بشكل كامل".
وأضاف "رغم أن المنظمات الدولية ما زالت تعمل في القطاع الطبي والإنساني، لكنها تعاني من فجوة كبيرة في الدعم وتقديم الخدمات، ولاحظنا انخفاضاً كبيراً في حجم التمويل من المنظمات في العام الحالي مقارنة بالعام السابق، وخصوصاً في القطاع الصحي. كان آخرها إيقاف دعم مديريات الصحة في شمال غرب سورية من قبل منظمة GIZ".
ولفت عبد العال إلى أن "الفجوة في المعدات والمواد الطبية ليست وليدة الحملة العسكرية الحالية، وإنما هي فجوة تراكمية بسبب تزايد أعداد السكان، وتراجع الدعم المقدم إلى محافظة إدلب وشمال غرب سورية بشكل عام، والذي ترتب عليه تدني مستوى الخدمات الطبية، وإضعاف الحوكمة في القطاع الصحي، إضافة إلى تقليص الخدمات الصحية بشكل عام، وتأثر مشاريع إدارة النفايات الطبية، والرقابة الدوائية، ونظام المعلومات الصحية، واللقاح، والطب الشرعي".

المساهمون