تتحمّل المرأة النازحة في الشمال السوري عبئاً مضاعفاً. إضافة إلى مأساة النزوح وعدم الاستقرار والخوف والعوز، تجد نفسها مسؤولة عن عائلتها، وتأمين الحد الأدنى من النظافة والطعام وغيرها من الاحتياجات، في حين تحرم من أي خصوصية.
ومن يَزُر الريف الشمالي لإدلب، يلاحظ أن عشرات العائلات تحتمي بظلال أشجار الزيتون، وقد صنعت منها خيماً صغيرة حتّى توفّر لأنفسها أغطية وشوادر. في المقابل، وضع آخرون حصائر من النايلون على الأرض أو سجاد، جلبوها معهم من المنطقة التي نزحوا منها.
تقول النازحة من بلدة معرزيتا في ريف إدلب الجنوبي لمى قطيش، لـ"العربي الجديد": "نزحنا من جراء القصف المتواصل على مناطقنا إلى شمال إدلب، ونعيش اليوم تحت أشجار الزيتون". تضيف: "الأعباء المنزلية بالأحوال العادية صعبة، فما بالك هنا في الخيمة؟ نعجز عن تنظيف ثيابنا وأطباقنا بسبب التراب. أحاول أن أنظف وأرتب لكنني لا أنجح. أولادي دائماً مرضى ومتسخون، وهمي تأمين نظافتهم وتعليمهم. أريدهم أن يصبحوا أفضل الناس. قلبي يحترق على أولادي الذين كانوا متفوقين". تتابع: "كان لدي أمل بأن يدرسوا في الجامعة، لكن اليوم لا توجد مدرسة أبداً". لا تريد قطيش خيمة أو سلة غذائية، بل تُطالب المعنيين بإعادتهم إلى منازلهم.
من جهتها، تروي النازحة من معرزيتا في ريف إدلب، فاطمة قطيش، والتي تعيش اليوم في العراء في ريف إدلب الشمالي، لـ"العربي الجديد"، قصة حياتها قائلة: "تركني زوجي قبل 16 عاماً مع أربعة أطفال. تعبت كثيراً حتى كبروا وتزوجوا. وعندما نزحت إلى هنا، جاءت ابنتي إلي".
اقــرأ أيضاً
اليوم، تنتظر وابنتها مساعدات المحسنين حتى تؤمنان الحد الأدنى من احتياجاتهما المعيشية. تعيشان تحت فيء الأشجار. أحياناً تجدان ما يسد رمقهما وأحياناً لا تجدان، حتى أنهما تنامان في الليل خوفاً من العقارب والأفاعي. تصف حياتهما بـ"الجحيم". تضيف: "نستفيق في الصباح على الوسخ والتراب، وننتظر الفرج".
كذلك، تشكو النازحة من ريف إدلب الجنوبي، مؤمنة عبد الله، خلال حديثها لـ"العربي الجديد"، سوء أحوالها. تقول: "منذ نزحت مع عائلتي لم أعرف طعم الأمان، ولم أنم ليلة واحدة. هذه أول مرة في حياتي أنام في العراء. أستيقظ في الصباح الباكر بسبب الذباب والبعوض، وأرفع الأغطية على الشجرة، وأغسل وجوه الأطفال لأن الغبار يغطي وجوههم". تتابع: "أطعم الأطفال الخبز واللبن غالباً، وأجمع الحطب حتى أطهو وجبة الغداء، التي تتكون إما من الأرز أو البرغل، ونوع واحد من الخضار في بعض الأحيان. أغسل الأطباق وأجلس حيث تتجمع النساء قرب الأشجار لنتحدث عن حياتنا قبل النزوح وعن منازلنا ومطابخنا، إضافة إلى الواقع المرير الذي نعيشه وما قد يحمله المستقبل. ثم ما يصل من أخبار بلداتنا والقصف، وعن أهلنا وأقاربنا النازحين في مناطق أخرى".
تضيف: "ينتهي يومنا مع غياب الشمس. نلجأ للنوم هرباً من الضجر، فلا يوجد لدينا أي مصدر للإنارة، في حين يوجد لدى قلة من العائلات ضوء وبطارية. لكن من جهة أخرى، تجذب البعوض والذباب وغيرها من الحشرات".
من جهتها، تقول نجوى عبدو (29 عاماً)، وهي نازحة من ريف حماة الشمالي إلى ريف إدلب الشمالي، لـ"العربي الجديد": "حياة المرأة في العراء مأساة بكل ما تعني الكلمة من معنى، خصوصاً أننا نتحدث عن مجتمع محافظ، ما يضطرها إلى ارتداء عباءتها وحجابها ليلاً نهاراً". تضيف أن "النساء ينمن في العراء إلى جانب عائلات كثيرة، ما يحرمهن من كل أشكال الخصوصية".
اقــرأ أيضاً
وتوضح أن نقص المياه، إضافة إلى الأتربة والغبار، كلها عوامل تجعل النظافة الشخصية بالحد الأدنى، "علماً أننا في حاجة إليها في ظل ارتفاع درجات الحرارة. ويزداد الأمر صعوبة بالنسبة للنساء. بعضهن ينتظرن حتى تغيب الشمس ليمسحن أجسادهن بقماشة عليها القليل من المياه والصابون. صنعت بعض العائلات خيمة فيها أغطية لتبدل النساء ثيابهن داخلها أو ينظفن أنفسهن بأقل كمية من المياه بسبب قلتها من جهة، وحتى لا تتحول أرضها إلى مستنقع من الوحل". تتابع: "غالباً ما تحاول النساء عدم قضاء حاجتهن إلا بعد غياب الشمس، كما يبتعدن عن أماكن تجمع الناس عشرات الأمتار، ويترافقن أحياناً مع أحد أفراد الأسرة الذكور". وتذكر أن النساء المتزوجات يعانين بسبب صعوبة الحياة الخاصة، إضافة إلى صعوبات الحياة المعيشية اليومية التي تنعكس سلباً على العائلة ككل.
ومن يَزُر الريف الشمالي لإدلب، يلاحظ أن عشرات العائلات تحتمي بظلال أشجار الزيتون، وقد صنعت منها خيماً صغيرة حتّى توفّر لأنفسها أغطية وشوادر. في المقابل، وضع آخرون حصائر من النايلون على الأرض أو سجاد، جلبوها معهم من المنطقة التي نزحوا منها.
تقول النازحة من بلدة معرزيتا في ريف إدلب الجنوبي لمى قطيش، لـ"العربي الجديد": "نزحنا من جراء القصف المتواصل على مناطقنا إلى شمال إدلب، ونعيش اليوم تحت أشجار الزيتون". تضيف: "الأعباء المنزلية بالأحوال العادية صعبة، فما بالك هنا في الخيمة؟ نعجز عن تنظيف ثيابنا وأطباقنا بسبب التراب. أحاول أن أنظف وأرتب لكنني لا أنجح. أولادي دائماً مرضى ومتسخون، وهمي تأمين نظافتهم وتعليمهم. أريدهم أن يصبحوا أفضل الناس. قلبي يحترق على أولادي الذين كانوا متفوقين". تتابع: "كان لدي أمل بأن يدرسوا في الجامعة، لكن اليوم لا توجد مدرسة أبداً". لا تريد قطيش خيمة أو سلة غذائية، بل تُطالب المعنيين بإعادتهم إلى منازلهم.
من جهتها، تروي النازحة من معرزيتا في ريف إدلب، فاطمة قطيش، والتي تعيش اليوم في العراء في ريف إدلب الشمالي، لـ"العربي الجديد"، قصة حياتها قائلة: "تركني زوجي قبل 16 عاماً مع أربعة أطفال. تعبت كثيراً حتى كبروا وتزوجوا. وعندما نزحت إلى هنا، جاءت ابنتي إلي".
اليوم، تنتظر وابنتها مساعدات المحسنين حتى تؤمنان الحد الأدنى من احتياجاتهما المعيشية. تعيشان تحت فيء الأشجار. أحياناً تجدان ما يسد رمقهما وأحياناً لا تجدان، حتى أنهما تنامان في الليل خوفاً من العقارب والأفاعي. تصف حياتهما بـ"الجحيم". تضيف: "نستفيق في الصباح على الوسخ والتراب، وننتظر الفرج".
كذلك، تشكو النازحة من ريف إدلب الجنوبي، مؤمنة عبد الله، خلال حديثها لـ"العربي الجديد"، سوء أحوالها. تقول: "منذ نزحت مع عائلتي لم أعرف طعم الأمان، ولم أنم ليلة واحدة. هذه أول مرة في حياتي أنام في العراء. أستيقظ في الصباح الباكر بسبب الذباب والبعوض، وأرفع الأغطية على الشجرة، وأغسل وجوه الأطفال لأن الغبار يغطي وجوههم". تتابع: "أطعم الأطفال الخبز واللبن غالباً، وأجمع الحطب حتى أطهو وجبة الغداء، التي تتكون إما من الأرز أو البرغل، ونوع واحد من الخضار في بعض الأحيان. أغسل الأطباق وأجلس حيث تتجمع النساء قرب الأشجار لنتحدث عن حياتنا قبل النزوح وعن منازلنا ومطابخنا، إضافة إلى الواقع المرير الذي نعيشه وما قد يحمله المستقبل. ثم ما يصل من أخبار بلداتنا والقصف، وعن أهلنا وأقاربنا النازحين في مناطق أخرى".
تضيف: "ينتهي يومنا مع غياب الشمس. نلجأ للنوم هرباً من الضجر، فلا يوجد لدينا أي مصدر للإنارة، في حين يوجد لدى قلة من العائلات ضوء وبطارية. لكن من جهة أخرى، تجذب البعوض والذباب وغيرها من الحشرات".
من جهتها، تقول نجوى عبدو (29 عاماً)، وهي نازحة من ريف حماة الشمالي إلى ريف إدلب الشمالي، لـ"العربي الجديد": "حياة المرأة في العراء مأساة بكل ما تعني الكلمة من معنى، خصوصاً أننا نتحدث عن مجتمع محافظ، ما يضطرها إلى ارتداء عباءتها وحجابها ليلاً نهاراً". تضيف أن "النساء ينمن في العراء إلى جانب عائلات كثيرة، ما يحرمهن من كل أشكال الخصوصية".
وتوضح أن نقص المياه، إضافة إلى الأتربة والغبار، كلها عوامل تجعل النظافة الشخصية بالحد الأدنى، "علماً أننا في حاجة إليها في ظل ارتفاع درجات الحرارة. ويزداد الأمر صعوبة بالنسبة للنساء. بعضهن ينتظرن حتى تغيب الشمس ليمسحن أجسادهن بقماشة عليها القليل من المياه والصابون. صنعت بعض العائلات خيمة فيها أغطية لتبدل النساء ثيابهن داخلها أو ينظفن أنفسهن بأقل كمية من المياه بسبب قلتها من جهة، وحتى لا تتحول أرضها إلى مستنقع من الوحل". تتابع: "غالباً ما تحاول النساء عدم قضاء حاجتهن إلا بعد غياب الشمس، كما يبتعدن عن أماكن تجمع الناس عشرات الأمتار، ويترافقن أحياناً مع أحد أفراد الأسرة الذكور". وتذكر أن النساء المتزوجات يعانين بسبب صعوبة الحياة الخاصة، إضافة إلى صعوبات الحياة المعيشية اليومية التي تنعكس سلباً على العائلة ككل.