يوم عودة تلاميذ مدرسة "سيلانديا 7" في العاصمة البرازيلية، برازيليا، من إجازتهم الأخيرة، استقبلهم 24 رجل أمن بالزي الرسمي، في مكان لم يعتد استقبال الشرطة. بمسدساتهم على خصورهم، أمر رجال الأمن التلاميذ بتكوين صفوف في ساحة المدرسة. حصل التلاميذ على قمصان بيضاء في انتظار وصول زيهم الجديد. وصلت الأوامر: "من الآن فصاعداً، يجب أن يكون الشعر قصيراً للفتيان، ومربوطاً على الظهر للفتيات. لا مزيد من السراويل القصيرة، والقبعات. ممنوع استخدام طلاء الأظافر بألوان زاهية، كما أنّ الأقراط أو أيّ قطعة ملابس مميزة ممنوعة. لن يسمح للتلاميذ الذين يصلون متأخرين بالدخول إلى المدرسة".
يقول مايكل بيريرا دا سيلفا (17 عاماً)، أحد التلاميذ الذين يعارضون قرار توظيف رجال الشرطة لغرس الانضباط العسكري في المدرسة: "في بعض الأحيان نشعر بالخوف. فحتى ذهابنا إلى الفصل يستدعي منا تقديم تحية إلى رجال الشرطة". على الرغم من أنّ هذه التجربة، كما يشير موقع "660 نيوز" بدأت قبل سنوات، فالمقاربة شبه العسكرية في المدارس، واحدة من أكثر الجهود التربوية بروزاً في عهد الرئيس الجديد اليميني المتطرف جايير بولسونارو الذي كان ضابطاً في الجيش البرازيلي. بولسونارو وعد بتحسين مدارس البرازيل التي يُعترف بمشاكلها على نطاق واسع. ويعتمد في ذلك نموذج الكليات العسكرية، التي تميل في النتائج إلى أداء أفضل من معظم المدارس العامة، وهي حقيقة تجعل العديد من الآباء يتوقون إلى رؤية نظام جامد مماثل، بالرغم مما سيسببه ذلك من تقييد لحرية التلاميذ.
وفقاً للمقاربة الجديدة، فإنّ المنهاج التعليمي سيبقى في يد وزارة التعليم، لكن ستشرف الشرطة على الانضباط وتفرض مدونة سلوك جديدة، ما يعني ببساطة تحويل التربية المدنية إلى تربية عسكرية. لكن، لتنفيذ التجربة في أيّ مدرسة، لا بدّ من موافقة غالبية أولياء الأمور والمعلمين والموظفين، في استفتاء. وهكذا فإنّ مدرسة "سيلانديا 7" هي واحدة من أربع مدارس في برازيليا صوتت لصالح المشاركة في البرنامج. ويأمل المسؤولون في العاصمة البرازيلية في إضافة 36 مدرسة أخرى بحلول نهاية العام الجاري، والوصول إلى ما مجموعه 200 مدرسة بحلول عام 2022.