الأمراض وسوء التغذية تفتك بالنازحين العراقيين

24 ابريل 2019
ظروفهم مأساوية والمساعدات منعدمة (العربي الجديد)
+ الخط -
للشهر الثاني على التوالي، تُسجّل منظمات إنسانية عراقية ومراكز طبية في البلاد، ارتفاعا ملحوظا في الأمراض التي تصيب سكان المخيمات المنتشرة شمال وغرب ووسط العراق.

الأمراض الجلدية والتنفسية وسوء التغذية، أبرز ما يعانيه عشرات الآلاف من العراقيين، في عدة مخيمات يتواجدون فيها رغم تحرير مدنهم منذ عدة سنوات من سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي، جراء تهدم منازلهم أو استيلاء مليشيات الحشد على مناطقهم كما هو الحال في بلدات جرف الصخر ويثرب والعويسات وربيعة وبلدات شمال شرق ديالى والصينية ومناطق أخرى.

وكشفت مصادر برلمانية عراقية في بغداد، عن حراك داخل قبة البرلمان لتشكيل لجنة تقصي حقائق للاطلاع على واقع المعسكرات والانتهاكات التي تجري فيه.

وأوضح عضو في البرلمان العراقي لـ"العربي الجديد"، أنّه "يتم التعامل مع بعض سكان المخيمات وكأنهم أعداء وليسوا عراقيين، وهناك عمليات سرقة وفساد في مساعدات مقدمة لهم آخرها سرقة خيام وبطانيات وحصتهم المقررة من اللحم والبقوليات". ولفت إلى أن الأمراض تتضاعف وخاصة بين الأطفال والنساء، وزاد ذلك سوءاً تقلب الأحوال الجوية والأمطار والسيول التي ضربت محيط تواجد تلك المخيمات.

رئيس منظمة "خير"، المتواجدة في الموصل، فرقد الحديدي أوضح أن" المشكلة تكمن في غياب دور وزارة الصحة والجهات ذات العلاقة في الحكومة العراقية عن هذه المخيمات رغم كل مناشداتنا المستمرة، لذلك أصبح الواقع الصحي في المخيمات سيئا للأسف".

وأضاف الحديدي لـ"العربي الجديد"، أن " المنظمات الإنسانية هي الأخرى أصبح تواجدها ضعيفاً سواء محلية أو عربية أو دولية، ما ساعد على حدوث نقص كبير في الخدمات الصحية للنازحين وبالتالي انتشار الأمراض والأوبئة".

وحول احتياجات المخيمات فيما يخص الجانب الصحي، انتقد مسؤول مخيم "بحركة"، قرب مدينة أربيل، بدر الدين عثمان، غياب الدور الحكومي ووزارة الصحة، موضحاً أن" الحكومة العراقية ليس لها أي دور ووزارة الصحة غائبة عن المخيمات ووزارة الهجرة فقط هي التي تقدم المساعدات".

وتابع عثمان "على الحكومة أن تنظر بعين الرأفة للنازحين وتوفر لهم ما يحتاجونه من أدوية ومستلزمات طبية في ظل قلة تواجد المنظمات الإنسانية مؤخرا".

قلة تواجد المنظمات الإنسانية (العربي الجديد) 

وعن نوعية الأمراض المنتشرة في المخيمات، يقول ناشطون إن أغلب الأمراض ناتجة عن إصابة النازحين بسوء التغذية وسوء ظروف المخيمات في الشتاء والصيف وقلة الأدوية اللازمة لمكافحة الفيروسات.

ويقول الناشط الإنساني، عادل الجبوري، إنه "بعد انتهاء عمليات التحرير وعودة أغلب النازحين إلى مناطقهم لم يتمكن الآلاف من العودة بسبب الدمار الذي لحق بمنازلهم فاضطروا للبقاء في المخيمات، وهنا بدأ الدور الإنساني للمنظمات يقل بشكل كبير عن السابق، فضلاً عن غياب الدور الحكومي ودور وزارة الصحة تحديداً".

غياب الدور الحكومي في دعم النازحين (العربي الجديد) 

ويبين الجبوري لـ"العربي الجديد"، أنّ" العديد من الأمراض انتشرت في مخيمات النزوح كالجرب وأمراض الحساسية والتهاب الكبد الفيروسي وغيرها وبسبب غياب دور وزارة الصحة نخشى من تفاقم هذه الأمراض وتحولها إلى أوبئة".

وما زالت مخيمات ديبكة وهرسم وحسن شامي وبحركة تعج بآلاف النازحين الذي أجبرتهم رحى الحرب على مغادرة مناطقهم ومنعهم الدمار الذي لحق بمنازلهم من العودة، بحسب نازحين.

ويقول شاكر البدري أحد النازحين في مخيم الخازر، إن "الدور الحكومي غائب تماماً لمعالجة مأساتنا فلا توجد تعويضات تمكننا من العودة وبناء منازلنا المدمرة مجدداً ولا يوجد دعم طبي يحمينا نحن وأطفالنا من الأمراض".

بحاجة إلى مساعدات وأدوية (العربي الجديد)

ومضى قائلا: "نحن بحاجة إلى الكثير من الأدوية والمستلزمات الطبية لمكافحة الأمراض التي تنتشر بين الحين والآخر بين النازحين وخاصة الأطفال الذين أصبحت مناعتهم ضعيفة نتيجة سوء التغذية والظروف النفسية في المخيمات".


وتعتمد مخيمات النازحين شمال ووسط وغرب البلاد بشكل شبه كلي على المعونات التي تقدمها المنظمات الإنسانية المحلية والعربية والدولية التي ليس لها أي ارتباط حكومي، فضلاً عن ما يقدمه الميسورون.

وما زاد الأمر تعقيداً فصل الشتاء والأمطار الغزيرة التي هطلت على البلاد، مؤخراً، والتي أغرقت معظم تلك المخيمات بسبب السيول والفيضانات الأمر الذي زاد نسبة الإصابة بمختلف الأمراض.

ويقول النازح رامي الصميدعي إن "النازحين في المخيمات يعانون في الشتاء والصيف ففي الشتاء تغرق المخيمات بمياه الأمطار وترتفع نسبة الإصابة بأمراض الحساسية والربو والفيروسات المختلفة وفي الصيف تبدأ رحلة أخرى مع أمراض جديدة وسط غياب الدور الحكومي ودور وزارة الصحة".

المساهمون