محمود محسن ياسين، معلّم مادتي الرياضيات والفيزياء، في محافظة ديالى، شرقي بغداد، لديه إعاقة سمعية، تمنعه من النطق السليم، لكنّه تفوق على أقرانه من المعلمين، ليفضل التلاميذ معهد التقوية الخاص به، على جميع المعاهد الأخرى، وضمنها المعلمون الخصوصيون الآخرون. وهكذا تزدحم صفوفه بالتلاميذ الذين يقولون إنه يوصل المادة إليهم بشكل ممتاز يفوق الجميع.
في معهده ببلدة الخالص، 20 كلم، شمالي بعقوبة، العاصمة المحلية لمحافظة بعقوبة، شرقي العراق، يتفرد ياسين بكونه المعلّم الأفضل لأهم المواد وأصعبها في العراق، أي الرياضيات والفيزياء. هناك حجز مسبق وتناوب للتلاميذ الراغبين بالتعلم على يديه. يستخدم في التعليم، موهبته في قراءة الشفاه للردّ على الأسئلة والاستفسارات من التلاميذ. أما نطقه غير الواضح، فيستلزم جهداً منه في كثير من الأحيان للتواصل معهم، ويستخدم السبّورة لإيصال المعلومات وشرح المادة بأفضل ما يكون.
يقول محمود محسن ياسين لـ"العربي الجديد": "صحيح أنّني لا أسمع، لكنّي أركز على الشفاه لفهم الكلام، وأجد صعوبة كبيرة في ذلك. المتلقي أيضاً لا يستطيع فهم كلامي إلاّ من خلال الإصغاء جيداً وبعد الإعادة، لذلك أستخدم الكتابة لإيصال المعلومة بسرعة". يضيف ياسين: "أتولى تعليم الرياضيات والفيزياء منذ 13 عاماً. وقد أنشأت المعهد الخاص بي للتدريس الخارجي، لتلاميذ المرحلتين الثانوية والإعدادية، ونال هذا المعهد إقبالاً كبيراً بسبب إصراري على إيصال المعلومة جيداً للتلاميذ".
يشير ياسين إلى أنّ الظروف الاقتصادية الصعبة، أثقلت كاهل العائلة العراقية "لذلك جعلت سعر المادة للتلميذ خلال العام الدراسي الكامل 180 دولاراً أميركياً فقط، علماً أنّ عروضاً جاءت لي بأن أدرّس في معاهد أخرى في بغداد، بنحو ألف دولار، ورفضتها لخدمة أبناء منطقتي في محافظة ديالى، وهكذا أتمكن من تعليم من لا يستطيع دفع هذا المبلغ، مجاناً".
اقــرأ أيضاً
وتابع أنّه تلقى عروضاً من منظمات المجتمع المدني لإكمال دراساته العليا في الولايات المتحدة الأميركية أو لبنان أو الكويت، لكنّه رفض لصعوبة التخاطب، وإصراره على نيل درجة خاصة لحالته من خلال وزارة التعليم العالي العراقية. وبعد تقدمه بطلب لمقابلة وزير التعليم العالي، تبلّغ أنّه سيقابل الوزير، لكن، حتى اليوم لم يُطلَب للمقابلة بعد.
يتابع: "من خلالكم، أناشد وزير التعليم العالي، بقبول طلبي للحصول على فرصة لإكمال دراستي". يعرب ياسين أنّه في حال عدم الاستجابة، سيقف أمام مقر وزارة التعليم العالي مع تلاميذه، احتجاجاً حتى ينال ما يصبو إليه.
"أحببت مادة الرياضيات بسبب الأستاذ محمود" هذا ما يقوله التلميذ، أحمد رشيد، لـ"العربي الجديد". يضيف: "كنت أكره الرياضيات، وسببت لي عقدة نفسية وبدأت بالتغيب من المدرسة بسببها، لكن بعدما دخلت إلى المعهد أحببت الرياضيات لأنّ الأستاذ محمود، يجيد في إيصال المعلومة".
يعتبر التلميذ، علي سمير، الآتي إلى الخالص من بغداد، أنّ الطرق المبسطة التي يستخدمها ياسين هي ما جاءت به إلى هذا المعهد، بعدما ذاع صيته في العراق، ما جعله يمكث يومين في الأسبوع (الجمعة والسبت) عند أقاربه في مدينة بعقوبة، ليصل إلى المعهد ويتلقى دروسه في مادتي الرياضيات والفيزياء، التي عجز مدرّسو المادتين في مدرسته ببغداد وكذلك المدرسون الخصوصيون، عن إيصال معلوماتها إليه، كما يفعل ياسين، بحسب ما يعلق.
أما التلميذ محمد سلمان، فيوضح لـ"العربي الجديد": "الأستاذ ياسين، على الرغم من صعوبة النطق لديه، فقد نجح في كسر هذا الحاجز وإيصال المعلومة إلى التلميذ من خلال التكرار واستخدام الطرق المبسطة حتى أصبحت مادة الرياضيات سهلة". يعرب سلمان عن شديد حبه لمعلّمه الذي غيّر حالة الكره لمادة الرياضيات إلى محبة.
بدورها، تقول التلميذة غدير عادل لـ"العربي الجديد": "الطرق المختصرة التي يستخدمها، على العكس من غيره من المعلمين خصوصاً مع معلوماته الغنية، والتكرار، وكتابة كلّ المعلومات على السبّورة، جعل مادتي الرياضيات والفيزياء سهلتين جداً بالنسبة لي، بعدما كنت أعاني منهما كثيراً وأرسب. الآن، لا تقلّ درجتي عن 80 من 100".
في المقابل، يقول محمد محسن، المحاسب في "المعهد الأهلي العلمي" لـ"العربي الجديد": "وجود الأستاذ محمود في المعهد جعله مركزاً لاستقطاب الكثير من التلاميذ، ولم يقتصر هؤلاء على مدينة الخالص وأقضية محافظة ديالى فقط، بل تعداهم إلى بقية محافظات العراق. ويتوافد إلى معهدنا تلاميذ من محافظات صلاح الدين وبغداد وكركوك، وقد جاءت عروض كبيرة للأستاذ محمود وبرواتب مغرية من معاهد في بغداد، لكنّه رفض وأصرّ على خدمة أبناء مدينته من خلال معهده".
في معهده ببلدة الخالص، 20 كلم، شمالي بعقوبة، العاصمة المحلية لمحافظة بعقوبة، شرقي العراق، يتفرد ياسين بكونه المعلّم الأفضل لأهم المواد وأصعبها في العراق، أي الرياضيات والفيزياء. هناك حجز مسبق وتناوب للتلاميذ الراغبين بالتعلم على يديه. يستخدم في التعليم، موهبته في قراءة الشفاه للردّ على الأسئلة والاستفسارات من التلاميذ. أما نطقه غير الواضح، فيستلزم جهداً منه في كثير من الأحيان للتواصل معهم، ويستخدم السبّورة لإيصال المعلومات وشرح المادة بأفضل ما يكون.
يقول محمود محسن ياسين لـ"العربي الجديد": "صحيح أنّني لا أسمع، لكنّي أركز على الشفاه لفهم الكلام، وأجد صعوبة كبيرة في ذلك. المتلقي أيضاً لا يستطيع فهم كلامي إلاّ من خلال الإصغاء جيداً وبعد الإعادة، لذلك أستخدم الكتابة لإيصال المعلومة بسرعة". يضيف ياسين: "أتولى تعليم الرياضيات والفيزياء منذ 13 عاماً. وقد أنشأت المعهد الخاص بي للتدريس الخارجي، لتلاميذ المرحلتين الثانوية والإعدادية، ونال هذا المعهد إقبالاً كبيراً بسبب إصراري على إيصال المعلومة جيداً للتلاميذ".
يشير ياسين إلى أنّ الظروف الاقتصادية الصعبة، أثقلت كاهل العائلة العراقية "لذلك جعلت سعر المادة للتلميذ خلال العام الدراسي الكامل 180 دولاراً أميركياً فقط، علماً أنّ عروضاً جاءت لي بأن أدرّس في معاهد أخرى في بغداد، بنحو ألف دولار، ورفضتها لخدمة أبناء منطقتي في محافظة ديالى، وهكذا أتمكن من تعليم من لا يستطيع دفع هذا المبلغ، مجاناً".
يتابع: "من خلالكم، أناشد وزير التعليم العالي، بقبول طلبي للحصول على فرصة لإكمال دراستي". يعرب ياسين أنّه في حال عدم الاستجابة، سيقف أمام مقر وزارة التعليم العالي مع تلاميذه، احتجاجاً حتى ينال ما يصبو إليه.
"أحببت مادة الرياضيات بسبب الأستاذ محمود" هذا ما يقوله التلميذ، أحمد رشيد، لـ"العربي الجديد". يضيف: "كنت أكره الرياضيات، وسببت لي عقدة نفسية وبدأت بالتغيب من المدرسة بسببها، لكن بعدما دخلت إلى المعهد أحببت الرياضيات لأنّ الأستاذ محمود، يجيد في إيصال المعلومة".
يعتبر التلميذ، علي سمير، الآتي إلى الخالص من بغداد، أنّ الطرق المبسطة التي يستخدمها ياسين هي ما جاءت به إلى هذا المعهد، بعدما ذاع صيته في العراق، ما جعله يمكث يومين في الأسبوع (الجمعة والسبت) عند أقاربه في مدينة بعقوبة، ليصل إلى المعهد ويتلقى دروسه في مادتي الرياضيات والفيزياء، التي عجز مدرّسو المادتين في مدرسته ببغداد وكذلك المدرسون الخصوصيون، عن إيصال معلوماتها إليه، كما يفعل ياسين، بحسب ما يعلق.
أما التلميذ محمد سلمان، فيوضح لـ"العربي الجديد": "الأستاذ ياسين، على الرغم من صعوبة النطق لديه، فقد نجح في كسر هذا الحاجز وإيصال المعلومة إلى التلميذ من خلال التكرار واستخدام الطرق المبسطة حتى أصبحت مادة الرياضيات سهلة". يعرب سلمان عن شديد حبه لمعلّمه الذي غيّر حالة الكره لمادة الرياضيات إلى محبة.
بدورها، تقول التلميذة غدير عادل لـ"العربي الجديد": "الطرق المختصرة التي يستخدمها، على العكس من غيره من المعلمين خصوصاً مع معلوماته الغنية، والتكرار، وكتابة كلّ المعلومات على السبّورة، جعل مادتي الرياضيات والفيزياء سهلتين جداً بالنسبة لي، بعدما كنت أعاني منهما كثيراً وأرسب. الآن، لا تقلّ درجتي عن 80 من 100".
في المقابل، يقول محمد محسن، المحاسب في "المعهد الأهلي العلمي" لـ"العربي الجديد": "وجود الأستاذ محمود في المعهد جعله مركزاً لاستقطاب الكثير من التلاميذ، ولم يقتصر هؤلاء على مدينة الخالص وأقضية محافظة ديالى فقط، بل تعداهم إلى بقية محافظات العراق. ويتوافد إلى معهدنا تلاميذ من محافظات صلاح الدين وبغداد وكركوك، وقد جاءت عروض كبيرة للأستاذ محمود وبرواتب مغرية من معاهد في بغداد، لكنّه رفض وأصرّ على خدمة أبناء مدينته من خلال معهده".