أول قسم لسرطان الأطفال في غزة

11 مارس 2019
دعم نفسي وترفيه (محمد الحجار)
+ الخط -


يأمل خبراء أن يؤدي افتتاح أول قسم للأطفال المصابين بالسرطان في غزة، إلى التخفيف عن المرضى المضطرين إلى انتظار التحويلات المرضية التي يتحكم فيها الاحتلال

تمكنت "جمعية إغاثة أطفال فلسطين" من افتتاح أول قسم لمرضى سرطان الأطفال في قطاع غزة الفلسطيني المحاصر، ليتضمن جوانب الرعاية الصحية والتعليمية والترفيهية داخل مستشفى الرنتيسي للعلاج التخصصي في غزة. وكانت الجمعية قد بدأت، منذ مطلع عام 2016، في إنشاء القسم بهدف التخفيف من التحويلات الطبية التي تعذّب المرضى وعائلاتهم، وهو تخفيف يقلل من الاحتكاك بالجانب الإسرائيلي الذي يتحكم في التحويلات المرضية ويقبل عدداً قليلاً منها، بينما يرفض العدد الأكبر.

بحسب بيانات وزارة الصحة في غزة، فإنّ عدد مرضى السرطان التقديري، في جميع مناطق ومستشفيات القطاع يصل إلى نحو 8500 مريض، من بينهم 644 طفلاً. يواجه هؤلاء أوضاعاً صحية خطيرة، في ظل النقص الحاد من الأدوية والمستلزمات الطبيعة والأجهزة التشخيصية وأجهزة المتابعة الدقيقة، إلى جانب النقص في عدد الأطباء المتخصصين في الأورام.

يشير عبد العزيز عابد، مدير العلاقات العامة والإعلام في الجمعية، لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ "القسم هو بذرة الأمل الجديدة في القطاع الصحي في غزة، ولاستيعاب الأطفال المصابين بالسرطان والتخفيف من مدى الإجراءات الطويلة والانتظار حتى يخرج إليهم ولأهلهم التصريح الإسرائيلي للعلاج في مستشفيات الداخل الفلسطيني والضفة الغربية".



يضم القسم 15 سريراً في العيادات الخارجية لمستشفى الرنتيسي، إلى جانب 16 غرفة للمبيت مجهزة وفق المعايير العالمية لغرض الأطفال المرضى، وطبيبين متخصصين في علاج الأورام، وطبيبين عامين، وثلاث غرف للفحص بأجهزة دقيقة، وعيادة أسنان، وصيدلية، ومختبراً، إلى جانب تهيئة أربع غرف للأطفال ذوي الإعاقة، وأربع غرف للعزل الكامل للأطفال المرضى ذوي المناعة الضعيفة جداً.

تلعب وطفلها (محمد الحجار) 


ترفيهياً، جرى تجهيز غرفة تضم عشرات الألعاب، وخزانة وتلفزيونا، ودراجات، كما غرفة جرى تجهيزها بسينما للأطفال وألعاب ورسومات على الجدران تبعث على الارتياح بألوان مفعمة بالحياة، مع كامل الاحتياجات النفسية والدعم، إلى جانب استراحة للأهالي. كذلك، يوفر المستشفى معلمات لمواد اللغة العربية واللغة الإنكليزية والرياضيات.

يشير عابد إلى أنّ القسم الجديد بمستشفى الرنتيسي سيعمل على التخفيف من التحويلات الطبية بنسبة 20 في المائة، في الوقت الحالي، ليرتفع ذلك تدريجياً ويصل إلى أكبر نسبة ممكنة.
من جهته، يوضح رنان المظفر، نائب الرئيس التنفيذي لشؤون العمليات في الجمعية، إلى أنّ جميع الأطفال المصابين بمرض السرطان في غزة يجري تحويلهم للعلاج في الخارج، وهذا الأمر يكلف وزارة الصحة الفلسطينية ملايين الدولارات سنوياً، وعلاج الأطفال يكون على فترات متقطعة، وقد يتأخر بسبب عرقلة منح التصاريح وعدم إعادة إصدارها لمتابعة العلاج، كما حصل مع كثيرين ممن عولجوا على نفقة الجمعية عدة مرات.

الافتتاح (محمد الحجار) 


يشير إلى أنّ الجمعية تمكنت من جمع أكثر من ثلاثة ملايين دولار أميركي لبناء القسم، وهي مساهمات وتبرعات مختلفة من رجال أعمال من مختلف أنحاء العالم، ومن بين المساهمين الأساسيين للقسم، الدكتوران موسى وسهيلة ناصر، مؤسسا الجمعية، اللذان جهزا المستشفى بأحدث المعدات والأجهزة والمواد. يتابع المظفر لـ"العربي الجديد": "القسم سيوفر برامج دعم نفسي تتضمن وجبات صحية وتقديم مرافقة للأطفال لمساعدتهم في متابعة دراستهم، بالإضافة إلى فقرات الطبيب المهرج، التي انتشرت في أقسام الأطفال في مستشفيات غزة، وفعاليات ترفيهية أخرى".

بالإضافة إلى ذلك، يقول المظفر إنّ القسم سيوفر مكتبة طبية لتكون مرجعاً لما يختص بمرض السرطان في غزة، خصوصاً الإرشادات اللازمة وأهم الأبحاث، وقاعة تجمع الباحثين وطلاب الجامعات من كليات الطب، بهدف تعزيز دور الباحثين والطلاب في تطوير منظومة العلاج النفسية والطبية لمرضى السرطان في غزة.



بدورها، تقول الطبيبة الأميركية المتطوعة في الجمعية، زينة سلمان، إنّ القسم سيوفر العلاج اللازم لنحو 50 في المائة من مرضى السرطان الأطفال في غزة، ممن يحتاجون في الأساس للعلاج الكيميائي، في حين سيضطر من يحتاجون للعلاج الإشعاعي إلى السفر. تضيف أنّ سكان قطاع غزة كانوا يحتاجون لمثل هذا القسم منذ سنوات طويلة، والجمعية ستعمل على تنسيق بعثات طبية لأطباء من غزة إلى الخارج لتجديد وتطوير معلوماتهم وخبراتهم، ما سيخفف من معاناة مرضى السرطان الأطفال، الذين يحتاج علاجهم لفترات طويلة تصل لعدة سنوات.

يشير التقرير الأخير لـ"المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان" حول الواقع العلاجي، في غزة، إلى أنّ مرضى السرطان المحولين للعلاج في الخارج يواجهون عقبات كبيرة، ما انعكس سلباً على أوضاعهم الصحية. وعرقلت سلطات الاحتلال خلال عام 2018 سفر 10.057 مريضاً (بأمراض مختلفة) من المحولين للعلاج في المستشفيات الإسرائيلية أو في مستشفيات الضفة الغربية.
المساهمون