السرطان يفتك بسكان ضواحي بغداد الشرقية

12 سبتمبر 2018
ارتفاع أعداد المصابين (أوليغ نيكيشين/Getty)
+ الخط -


يتسبب التلوث والإهمال الحكومي بانتشار لافت لمرض السرطان في المناطق الواقعة في أطراف العاصمة العراقية بغداد، وخاصة الشرقية منها، في حين يناشد سكان هذه المناطق المنظمات الدولية التدخل من أجل إنهاء معاناتهم.

وقال مصدر في وزارة الصحة العراقية لـ"العربي الجديد" إن أغلب حالات السرطان التي يتم اكتشافها في مستشفيات بغداد تصيب أشخاصاً يسكنون أطراف العاصمة، ولا سيما الشرقية منها.

وأشار إلى تسجيل مئات حالات الإصابة بالسرطان في الأشهر الأخيرة في بلدات جسر ديالى، والمدائن، ومعسكر الرشيد (شرقي بغداد)، موضحا أن السبب الأول يعود للتلوث الذي تعاني منه هذه المناطق منذ سنوات، فضلا عن الإهمال الحكومي، وعدم توفر الظروف البيئية المناسبة للعيش هناك.

وبيّن المسؤول الحكومي أن منطقة جسر ديالى تعاني من تدهور صحي خطير، وتسجل أعلى حالات الإصابة بالسرطان، لافتا إلى عدم وجود مستشفى لاستقبال المرضى في المنطقة، الأمر الذي يدفع الأهالي لزيارة المستشفيات الواقعة في قلب العاصمة العراقية بحثاً عن العلاج.

وقال حميد عيدان، وهو أحد سكان بلدة جسر ديالى، إن ابنته البالغة 11 عاما أصيبت بسرطان في الدماغ، موضحا لـ"العربي الجديد" أن سبب هذه الإصابة هو التلوث، والمخلفات الحربية في مناطق شرق بغداد.


وأكد أن حالة ابنته في تدهور مستمر في ظل عجزه عن توفير علاجها باهظ الثمن، مبينا أن المستشفيات العراقية كانت توفر جزءاً من العلاج قبل سنوات، إلا أن الوضع تغير خلال العامين الأخيرين مع اختفاء أدوية السرطان بشكل شبه تام من المستشفيات، فارتفعت أسعارها ارتفاعاً جنونياً في الصيدليات الخاصة.

وتابع "منذ عام اضطررت للتخلي عن جزء من علاج ابنتي لعدم القدرة على توفير ثمنه، واستعنت بدلا عن ذلك بتلاوة القرآن على رأسها"، مطالباً المنظمات الدولية بالتدخل لإنقاذ سكان مناطق أطراف بغداد من السرطان.

أما الحاجة غنية سلطان، التي تسكن منطقة جسر ديالى، فأوضحت أنها أجرت عملية استئصال للثدي بسبب إصابتها بالسرطان، وهي تحتاج للعلاج المستمر. وأكدت لـ "العربي الجديد" إن العلاج يكلفها شهريا نحو مليوني دينار عراقي (ما يعادل 1600 دولار أميركي).

وأضافت "ليس لدي سوى الراتب التقاعدي لزوجي البالغ 500 ألف دينار عراقي (ما يعادل 400 دولار أميركي)"، مؤكدة أن هذا الأمر يدفعها للاستعانة بالأقارب والمعارف لتوفير ما تبقى من ثمن الدواء، بعد أن باعت الأرض التي تمتلكها لعلاج مرضها.

وقال عضو نقابة الأطباء العراقيين الدكتور محمود صالح إن الكوادر الصحية العراقية رصدت أكثر من أربعين نوعاً من السرطان في بلدة جسر ديالى وحدها، مبيناً في حديث لـ"العربي الجديد" أن بقية مناطق شرق بغداد تشهد انتشارا لأنواع أخرى من السرطانات.

واتهم وزارة الصحة العراقية بالتقصير وتقاعسها عن توفير جزء من أدوية السرطان في المستشفيات الحكومية، الأمر الذي أدى إلى تدهور مئات الحالات وتفاقمها، وتحولها من السرطان الحميد إلى الخبيث.
دلالات
المساهمون