في حي الصفافرة بمدينة الناصرة بالداخل الفلسطيني، يقيم أبو عرب طه، المهجّر من قرية صفورية، معرضه التراثي الذي يضمّ أزيد من 20 قطعة قديمة وأواني وأدوات منزلية نادرة جمعها بحب طيلة السنوات الماضية، وراء كل قطعة حكاية تستحق أن تروى.
يقول أبو عرب لـ "العربي الجديد": "يضمّ هذا المعرض بين 20 إلى 25 قطعة من قرية صفورية المهجرة، وراء كل قطعة حكاية تستحق أن تروى، لتكون بمثابة الحافز على التمسك بكل ما يجمعنا بأرضنا ويذكرنا بمحطات من طفولتنا ومراحل عمرنا".
ويوضح أن من ضمن ما يقدمه معرضه، سرير خشبي يفوق عمره المئة عام، يعود لشقيقه البكر طه محمد علي، الذي رأى النور سنة 1931، بالإضافة إلى مفاتيح العودة لبيوت اللاجئين، وجرّات الزيت الكبيرة التي استعملت لتخزين الزيوت في الماضي والقدور النحاسية، وبراميل الغاز وغيرها من التحف والقطع الأثرية التي تضرب بجذورها في عمق التاريخ.
ولد أمين محمد علي، المعروف بأبو عرب عام 1935 في قرية صفورية التي كانت من أكبر القرى الفلسطينية قبل النكبة، إذ قدّر عدد سكانها بـ 7000 آلاف، بقي منهم فقط 700 شخص، وهاجر منها برفقة والديه إلى لبنان وهو لا يتجاوز 13 عاما، ليعود إليها من جديد، بعد وفاة أخته الصغرى بلبنان متأثرة بمرض التهاب السحايا، ويعيش إلى جانب قرابة عشرين ألفا من الأهالي المهجرين في حي يطلق عليه اسم "الصفافرة" في الناصرة.
ويعمل أبو عرب في محل "أنتيكا" في سوق الناصرة القديم، إذ يقتني ويبيع الأواني والمستلزمات القديمة. وهو من مؤسسي جمعية "المهجرين" وعضو لجنة الدفاع عن المهجرين لفلسطينيي الداخل، وكذا من مؤسسي جمعية "تراث صفورية".
ويقول أبو عرب لـ "العربي الجديد"، إنه جعل الدخول إلى معرضه مجانياً ودون مقابل، للطلاب والمجموعات السياحية، ولكل الراغبين في التعرف إلى التراث الفلسطيني ومحطات مهمة من تاريخ قريته. ويوضح أن ما يهمه مقابل الزيارة هو الحديث عن القضية الفلسطينية والتذكير بأهمية الحق في العودة.
وعن أسباب افتتاح هذا المعرض يشرح أبو عرب: "لاحظت عدم اهتمام الأهالي بالحفاظ على القطع الأثرية والأواني والأدوات المنزلية التي يطاولها التقادم، فكانوا يبيعونها أو يرمونها، وكنت كلما رأيت غرضاً جميلا ألتقطه، وبعد مدة تجمعت لدي الكثير من القطع فتبلورت لدي فكرة إقامة هذا المعرض".
ويحكي أبو عرب من خلال هذا المعرض لزوّاره والمهتمين بالتراث بعضا من المحطات التاريخية للقرية، ويؤكد أن الصراع مع الصهيونية الذي فاق المئة عام أساسه هو حق العودة، مشيرا إلى أن "القضية الفلسطينية لن تجد لها طريقا للحل إلا إذا حصل كل فلسطيني على حقوقه كاملة غير منقوصة".