مقاولو حج ومواطنون ينفون وجود قطريين بين الحجاج

وقال أحد أصحاب حملات الحج والعمرة، إبراهيم الإبراهيم، لـ"العربي الجديد"، إنه لا يمكن لأي قطري أن يتوجه لأداء فريضة الحج دون وجود بعثة رسمية قطرية وحملة ترعى شؤونه وتؤمن له وسائل المواصلات والتنقل إلى المشاعر المقدسة، كصعيد عرفة ومنى ومزدلفة، وكذلك الإقامة في مكة المكرمة وغيرها من الأمور المتعلقة بالفريضة.

وأكد الإبراهيم أن "الأمر واضح للكافة، والأسباب لا تحتاج إلى تفسير، فكيف يجازف أي قطري بالتوجه إلى السعودية وهو لا يأمن على نفسه من الاعتقال، أو توجيه التهم الجاهزة إليه بالتجسس أو غيره، كما حصل مع أحد القطريين قبل أشهر؟".

وكانت حصة قطر من الحج، في آخر عام سُمح للقطريين والمقيمين في قطر بالحج عام 2016، تبلغ 1200 حاج، 900 من المواطنين القطريين و300 من المقيمين.

وحول ما تروج له وسائل إعلام سعودية، وأخرى ممولة من دول الحصار، عن وصول عشرات الحجاج القطريين إلى السعودية، يقول الإعلامي القطري، صالح غريب، لـ"العربي الجديد": "تعودنا على مثل هذه الفبركات، ففي العام الماضي، قال أمير مكة، خالد الفيصل، إن 1589 قطريا أدوا فريضة الحج، في حين كان 89 قطريا فقط موجودين في المنطقة الحدودية، دخلوا عبر منفذ سلوى البري، ومنعتهم السلطات السعودية من العودة إلى قطر إلا بعد انتهاء موسم الحج".

" أنكرت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية اتهامات السلطات السعودية لقطر بمنع مواطنيها من الحج "

وأضاف أن هؤلاء "أعلنوا عقب السماح لهم بالعودة إلى قطر، أنهم لم يكونوا في المملكة للحج، وإنما كان لغالبيتهم قطعان من الإبل في المنطقة الشرقية أرادوا رعايتها، وبعضهم كانوا يزورون أقارب يعانون من المرض، أو يؤدون واجب العزاء في حالات وفاة. هذا العام، ومع استمرار السلطات السعودية بإغلاق المنفذ البري، وعدم السماح للخطوط القطرية بعبور الأجواء، وإغلاق التسجيل الالكتروني لحملات الحج القطرية، وعدم السماح لبعثة الحج القطرية، فأجزم أنه لا يوجد قطري واحد في موسم الحج".

وأعرب الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، علي محيي الدين القره داغي، عن أسفه لاستمرار منع السلطات السعودية أهل قطر والمقيمين فيها من أداء فريضة الحج، وقال في خطبة الجمعة الماضية بجامع السيدة عائشة بالدوحة، إن "من أنفق تكاليف الحج على الفقراء في العالم الإسلامي، كُتب له أجر الحج التام".

وحول الاتهامات التي وجهتها السلطات السعودية إلى قطر بمنع مواطنيها من الحج، أكدت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية، أن "تلك الادعاءات منافية للواقع، وهي استمرار لحملة استغلال فريضة الحج لأغراض سياسية". وقالت الوزارة في بيان، مطلع أغسطس/ آب الجاري، إن "الحملات الإعلامية المؤسفة بهذا الصدد تتزايد، ولم تتوقف منذ إعلان السعودية منع المواطنين القطريين من دخول أراضيها في 5 يونيو/حزيران 2017".

وأضاف البيان، أن "الفترة الماضية شهدت تواصلا مع وزارة الحج والعمرة في السعودية، وتم خلال التواصل توضيح جميع العراقيل والصعوبات التي تواجه القطريين والمقيمين في قطر، ومطالبة الجهات السعودية بإزالة تلك العراقيل، وهو الأمر الذي لم يحدث. المعوقات نفسها قائمة، فالمنفذ البري لا يزال مغلقا، كما يستمر منع الطائرات من نقل الحجاج أسوة بجميع دول الجوار، إضافة إلى عدم وجود آلية واضحة لاستخراج تأشيرات الحج للمقيمين في قطر".

ورصدت الوزارة عشرات الانتهاكات المتعلقة بحقوق القطريين والمقيمين على أرض قطر أثناء أداء العمرة خلال الفترة الماضية، ومنع كثير منهم من دخول الأراضي السعودية، ووصل الأمر إلى حد إعادة بعضهم بعد وصولهم إلى مطار جدة، "مما يؤكد الانتقائية وضبابية الإجراءات التي تخضع أحيانا لمزاج الأفراد".

وكان وزير الحج السعودي، محمد صالح بنتن، أفاد في تصريحات سابقة، بأنه لا يوجد أي مانع لاستقبال القطريين الراغبين في الحج، "بإمكانهم التوجه إلى مطار الملك عبدالعزيز في جدة، أو مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز في المدينة المنورة، ومن ثم يصبحون مثل حجاج الداخل".