الأسير الفلسطيني حسان التميمي... إهمال صحته أفقده البصر خلال اعتقاله

05 يونيو 2018
الأسير المريض حسان التميمي(تويتر)
+ الخط -
فقدان الأسير حسان التميمي البصر في الاعتقال يدحض ادعاءات الاحتلال الإسرائيلي بأنه يراعي ظروف المعتقلين الصحية، وبأن طبيباً عسكرياً يجري لهم فصحاً طبياً عند اعتقالهم. والحقيقة أن تلك إجراءات شكلية ليس أكثر، وإن تعريض الأسرى المرضى للإهمال الطبي المتعمد يؤدي إلى تراجع حالاتهم الصحية، وإصابتهم بمضاعفات قد تكون خطيرة وتهدد حياتهم.


في السابع من إبريل/نيسان الماضي، اقتحمت قوة عسكرية من جيش الاحتلال الإسرائيلي منزل عائلة عبد الخالق التميمي في بلدة دير نظام، شمال غرب مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية المحتلة، واعتقلت الفتى حسان التميمي (18 عاما)، بتهمة إلقائه الحجارة على جيش الاحتلال.

عبد الخالق التميمي، والد الفتى، حاول أن يخبر الجنود بأن ابنه مريض ويعاني من مرض مزمن، لكن هذا لم يجد نفعا أمام قرار الاعتقال المتخذ بحق حسان. ويعاني حسان من زيادة البروتين في الدم، وارتفاع الحموضة في الدم، ويحتاج إلى رعاية يومية ودواء منتظم وطعام معين، للمحافظة على حالته الصحية دون أية تطورات.

ومع غياب الرعاية التي يحتاجها الأسير في السجن، وحرمانه من الطعام الخاص به والعلاج المناسب، وعدم توفر الحمّام عند الحاجة، كل ذلك أدى إلى تراجع خطير بوضعه الصحي، تسبب في فقدان الفتى نظره، ودخوله في غيبوبة استمرت 24 ساعة.



يقول عبد الخالق التميمي، والد الفتى حسان، لـ"العربي الجديد": "حالة حسان استثنائية، حتى عندما كان بيننا في البيت مع إخوته وأهله كان وضعه استثنائيا، فما بالك عندما يتم اعتقاله ويزج بالسجن، كنت أخرجه إلى الحمّام في الليل كي لا تتفاقم معه الحالة المرضية التي يعاني منها، لكن في السجن لا اهتمام بالمعتقلين ولا التفات لحالاتهم الصحية من قبل جيش الاحتلال".



ويوضح الوالد: "دخل حسان في غيبوبة، وقال الأطباء إنه سيموت، ما اضطر إدارة مصلحة السجون للإفراج عنه بعدما راسلهم أحد الأطباء في مستشفى (شعاري تسيدك)، ولكن إرادة الله كتبت له الحياة من جديد، وأفاق من الغيبوبة لكن فاقدا للبصر".

يشير والد حسان إلى أنه عندما وصل إلى المستشفى، يوم الإثنين الماضي، كان الأطباء يضعونه في الأقسام العادية، لكن بسبب الضغط من العائلة نقلوه إلى قسم العناية المكثفة لمتابعة حالته، وذلك نظرا لخطورة الحالة التي كان فيها، حيث بقي حتى يوم الأحد الماضي.

لا يستطيع حسان أن يرى اليوم، ويتحرك في المكان بمساعدة أحد والديه، ويقودانه إلى حيث يشاء بصعوبة، ولا يدري والده ما إذا كان النظر سيعود لعيني ابنه، ويقول: "ربنا هو الشافي".



الأطباء في المشفى يجرون فحوصات طبية لعينيه، وتخبرهم النتائج أن أعضاء العين سليمة، لكن الفتى حسان لا يرى دون معرفة السبب، علما أن الفحوصات الطبية ما زالت مستمرة لتشخيص الأسباب، وفق ما يقوله والده.

أصبح حسان حرا الآن بعدما شارف على الموت، ولولا تقارير طبية أثبتت لجيش الاحتلال وإدارة مصلحة السجون أن حالته الصحية صعبة للغاية لما خرج من حلف القضبان. وعلى الرغم من ذلك، حددت النيابة العامة للاحتلال موعد جلسة المحكمة في 25 يوليو/تموز المقبل.


ويقول والد الأسير المفرج عنه: "ولدي يمثل حالة من حالات كثير في الحركة الأسيرة يعانون في سجون الاحتلال من الإهمال والازدراء خصوصاً المرضى منهم".

واعتبر أن "سلطات الاحتلال لا تهتم لحالتهم وإدارات السجون لا تراعي ظروفهم، والإجراءات المتبعة تجعل من الأسرى مشاريع شهادة واحدا تلو الآخر". وناشد المؤسسات والجمعيات الحقوقية بأن تضغط بكل ثقلها لإنهاء مثل هذه الحالات المأساوية التي يمر بها الأسرى في سجون الاحتلال.

على صعيد متصل، قال محامي نادي الأسير الفلسطيني أحمد صفية، إن النتائج الأولية للفحوص الخاصة بالفتى حسان التميمي تُشير إلى فقدانه البصر كلياً، وذلك وفقاً للفحوصات التي أُجريت له في مستشفى "شعاري تسيدك" الإسرائيلي صباح اليوم الثلاثاء.

وأوضح صفية في تصريح له، أن الفحوصات أثبتت أن السبب المباشر هو حدوث تلف بأعصاب العيون، نتيجة جريمة الإهمال الطبي التي تعرض لها خلال فترة اعتقاله.


وأضاف أن إدارة معتقلات الاحتلال ماطلت في تقديم العلاج ومارست سياسة الإهمال الطبي منذ تاريخ اعتقال الفتى التميمي في 7 إبريل الماضي رغم علمها بكل تفاصيل وضعه الصحي، ومطالبتنا المتكررة بتقديم العلاج والطعام الخاص به.

وقال رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، إن "ما يتعرض له الفتى حسان هو جريمة، وعلى كل الجهات الحقوقية الدولية أن تضع حدّاً حقيقياً وفعلياً لما يتعرض له الأسرى في معتقلات الاحتلال".

وأكد فارس مجدداً أن سلطات الاحتلال التي حاولت أن تتنصل مما اقترفته بحق الفتى التميمي من خلال تغيير وضعه القانوني مقابل الاستمرار في محاكمته لن يلقي عنها المسؤولية المباشرة.

وطالب منظمة الصحة العالمية باتخاذ موقف فعلي حيال علاج الأسرى الفلسطينيين في معتقلات الاحتلال، ووقف هذه الجريمة المستمرة.

المساهمون