نواب تونس يواجهون وزير التعليم العالي بتردي أوضاع الجامعات

28 مايو 2018
وزير التعليم العالي التونسي يرد على أسئلة النواب (يوتيوب)
+ الخط -
وجه عدد من نواب الائتلاف الحاكم والأحزاب الداعمة لحكومة يوسف الشاهد، صباح اليوم الاثنين، عشرة أسئلة محرجة لوزير التعليم العالي والبحث العلمي، سليم خلبوس، داخل البرلمان، منددين بتأخر الإجابة عن بعضها، والذي يعود طرحه إلى العام الماضي.

وطالبت النائبة عن حزب "نداء تونس"، هالة عمران، وزير التعليم العالي بتوضيحات حول حالة الاحتقان الشديد في صفوف طلبة وأطباء الأسنان، مما نتج عنه إصدار بيان من الودادية الوطنية للداخليين والمقيمين بطب الأسنان، عبروا فيه عن رفضهم القاطع ما صدر عن المجلس الوطني لعمادة أطباء الأسنان بتونس من بيانات ضدهم، وأرجعوا ذلك إلى تردّي أوضاع قطاع طب الأسنان جرّاء العدد الهائل من الطلبة في الداخل والخارج، وتأثيره في التدريب.

من جانبه، طرح النائب عن حزب النهضة، ماهر المذيوب، سؤالين على الوزير حول "الوضع الكارثي للإطار التربوي والإداري العامل في التعليم العالي الخاص"، والإجراءات التي اتخذتها وزارة التعليم العالي من أجل تعزيز صورة الأستاذ والباحث في الجامعة التونسية.

ودعا النائب عن حزب نداء تونس، عماد أولاد جبريل، الوزير إلى شرح أسباب الوضع المتردي في قطاع التعليم العالي، وتفسير التجاوزات الصارخة في حق البرامج والطلبة والأساتذة.

وتساءلت النائبة عن حزب النهضة، منية إبراهيم، عن الاجراءات التي ستتخذها الوزارة للتفاعل مع إضراب الأساتذة الجامعيين، خاصة وأنه يتزامن مع الامتحانات في الجامعة التونسية.


أما النائبة عن كتلة الولاء للوطن، هاجر بن الشيخ أحمد، فطرحت سؤالين على وزير التعليم العالي حول تحقيق المساواة بين الأساتذة وبين المؤسسات الجامعية من حيث عدد ساعات المراقبة وإصلاح أوراق الامتحان وتأطير شهادات ختم البحوث ورسائل الدكتوراه من جهة، ومن جهة أخرى تراكم الفضلات الكيميائية لمختبرات التجارب العلمية بكلية العلوم بتونس منذ سنوات بممرات الكلية، وتوقيت التخلص منها.

وتساءلت نائبة حزب النهضة، جميلة دبش كسيكسي، عن خطة وزارة التعليم العالي لاستقبال الطلبة الأفارقة للسنة الجامعية المقبلة، والإجراءات التي تتخذها الوزارة لتحسين استقبال الطلبة واستيعابهم في مختلف الجامعات، وعن سياسات تطوير التبادل بين تونس وباقي الدول الأفريقية في مجال التعليم العالي والبحث العلمي.

وتطرقت النائبة عن التيار الديمقراطي المعارض، سامية عبو، إلى الاضطرابات التي شابت السنة الجامعية، والتي من نتائجها تعليق الدروس في عديد الجامعات.


وفي رده على النواب، أكد الوزير أن أبواب وزارته مفتوحة أمام الجميع للحوار، وأن موضوع الخلاف بين طلبة وأطباء الأسنان مع العمادة عميقة ومتشابكة بسبب رفض الأطراف الجلوس مع بعضها، وأن الأمر يتطلب وقتا لحله، وسيتم طرحه في المؤتمر الوطني للاصلاح أواخر الشهر المقبل، وسيتم تداول القطاعات الحساسة التي تشمل خصوصيات على غرار هذا القطاع.

وسجل الوزير أن من أسباب الأزمة العدد الكبير من أطباء الأسنان الذي يتجاوز طاقة وحاجة سوق العمل، مشيرا إلى ان هذه الظاهرة عميقة ولا يمكن أن تحل إلا بالحوار وعبر تقليص عدد الطلبة المسجلين في هذا الاختصاص لتحسين جودة القطاع.


وأكد خلبوس أنه لن تكون هناك سنة بيضاء (بلا امتحانات)، والوزارة تحاول الموازنة بين مصلحة الطلبة ومصلحة الأساتذة، مشيرا إلى أن وزارته تحترم مبادئ الدستور في التعددية النقابية، وتتحاور مع الجميع، ولكن القانون التونسي يفرض عليها التفاوض في المسائل المالية مع النقابة الأكثر تمثيلا، أي الاتحاد العام التونسي للشغل.

وبين أن الأرقام المتداولة حول الطلبة والأساتذة المضربين تم تضخيمها، داعيا إلى اعتماد الأرقام الصحيحة الصادرة عن الوزارة، وأكد أن الوزارة تعمل على ربط الصلة مع الأساتذة الجامعيين في الخارج قصد الاستفادة من خبراتهم، مشيرا إلى أن هجرة الكفاءات فيها جانب إيجابي يتعلق بهجرة العاطلين، فضلا عن الجانب السلبي لهجرة الأساتذة الأكثر خبرة.

وأقدم طالب على مقاطعة أجوبة وزير التعليم العالي تحت قبة البرلمان، متهما إياه بالفشل في حل أزمة الأساتذة الجامعيين التي تهدد مستقبل 150 ألف طالب جامعي، وصرخ الطالب من الشرفة المخصصة للزوار والصحافيين، موجها اللوم لوزير التعليم لما اعتبره فشلا في إنهاء الأزمة بين الوزارة واتحاد الأساتذة الجامعيين "إجابة"، والتي حالت دون اجراء الامتحانات، وعطلت المسار الدراسي في كثير من المؤسسات الجامعية.

كما وصف الطالب الحكومة بالفاشلة خلال محاولات إخراجه بالقوة بسبب تعطيله سير الجلسة العامة ومخالفته للقانون الداخلي، مشيرا إلى عدم تحرك الحكومة ومجلس النواب لحل هذه الأزمة التي تضرر منها ما لا يقل عن 150 ألف طالب في الجامعة التونسية، ومن ورائهم عشرات الآلاف من العائلات.

المساهمون