نوروز العراق... مناسبة لا تقتصر على الأكراد

بغداد

ميمونة الباسل

avata
ميمونة الباسل
21 مارس 2018
0B073FEE-22AF-4503-A8B6-3AC3DA6322F8
+ الخط -


أوقدت شعلة عيد نوروز، وأعلنت الحكومة العراقية، اليوم الأربعاء وغداً الخميس، عطلة رسمية في عموم مدن البلاد، وترافق ذلك مع بدء العائلات بالصعود إلى الجبال القريبة لإشعال النار احتفالاً بالمناسبة السنوية التي يختلف سرد وقائعها بين بلدان المنطقة الأربعة التي تحتفل بها، وهي تركيا وإيران والعراق وسورية. تلك الخلافات التي لم تمنع من الاتفاق على يوم الاحتفال والطقوس المعتمدة فيه.

وتتزامن مناسبة هذا العام في العراق مع أزمة كبيرة بين إقليم كردستان وبغداد، أعقبتها حملة عسكرية نفذتها الحكومة العراقية وتمكنت من استعادة سيطرتها بالقوة على المناطق المتنازع عليها في شمال العراق، التي تحوي خليطاً من العرب المسلمين والمسيحيين، إضافة الى أكراد وتركمان وآشوريين وأيزيديين وشبك وطوائف أخرى، تتشارك جميعها باحتفالات هذه المناسبة، التي يطلق عليها باقي سكان العراق اسم "عيد الربيع".

ووضعت قوات الأمن العراقية عناصرها في حالة التأهب بمدن كركوك وسهل نينوى وأجزاء من ديالى وصلاح الدين، فضلاً عن إقليم كردستان لتنظيم مراسم الاحتفالات الشعبية. وفي هذه الأجواء يجتذب إقليم كردستان آلاف السياح القادمين من باقي مدن العراق ومن دول أخرى.

تقول أم حمه (47 عامًا)، من سكان بلدة كلار التابعة لمحافظة السليمانية، أن الاستعدادات العائلية لنزهة يوم نوروز تبدأ قبل أيام، مثل تجهيز بعض الطعام وأدوات الشوي وغيرها، إضافة إلى خياطة وشراء ملابس جديدة.

وتابعت، إنّ "عيد نوروز هو رأس السنة الكردية الجديدة، لهذا نهتم كثيراً به، ونحتفل لبضعة أيام. كما أنه يصادف في موسم الربيع مع اعتدال المناخ وجمال الطبيعة، ونرتدي بهذه المناسبة الزي التقليدي المزركش بالألوان الفاتحة واللامعة، كما أن مظاهر الاستعداد لاحتفالات نوروز تشمل تنظيف وترتيب السيدات لمنازلهن أو تغيير أثاثها تفاؤلاً بالعام الجديد".

تجمع احتفالي بالعيد في كركوك(تويتر) 


وبيّنت أم حمه لـ"العربي الجديد"، أن "المحتفلين بنوروز لا سيما الأكراد، ينفقون الكثير من المال من أجل هذه المناسبة حتى العوائل الفقيرة، الجميع يحتفل بهذا اليوم يجهزون الطعام ويتبعون جميع الطقوس من تبادل الهدايا والاستمتاع بالعروض والتقاليد المتعارف عليها، وكثيراً ما يحصل الأطفال في هذا اليوم على لِعب صغيرة يلهون بها، كما تتقاسم الأسر والأصدقاء ولائم رمزية فيما بينها".

احتفالات عائلية وسط الطبيعة (فيسبوك) 




ماجد عبد الله (38عامًا)، قال لـ"العربي الجديد"، "في كل عام نحتفل بعيد نوروز في الطبيعة، في البساتين أو قرب الأنهر، صحيح أننا لا نقوم بالطقوس ذاتها التي يقوم بها إخوتنا الأكراد، لكننا نحتفل بالعيد لأنه يوم عطلة رسمية وأغلب العوائل تخرج للتنزه. وتنتشر على نطاق واسع عروض الرقص الطقوسية التي تدخل فيها النار والماء، والقفز فوق النيران والأنهار، وهذه تكون في المناطق التي يتواجد فيها الأكراد. ويتشارك الآخرون بإعداد الطعام والخروج إلى البراري".

تزدحم الأماكن بالمحتفلين (تويتر) 


وأضاف "في محافظة ديالى، التي تعتبر من المدن المختلطة من حيث القوميات والتنوع الديني والعرقي، وفي نوروز من كل عام يخرج الناس إلى منطقة الصدور السياحية، في بلدة المقدادية، حتى أن الكثير من سكان بغداد يقصدون ذلك المكان مع الصباح الباكر. ويزدحم المكان بالباصات مع قدوم الشمس ولا يبقى منه شبر فارغ، حتى ان الكثيرين يجعلون أي شجرة على أطراف ديالى مكان احتفالهم وتناول الغداء وقضاء بعض الأوقات في رحاب الطبيعة، وقبل أن يحل المساء يبدأ الناس بالعودة ما يسبب زحاماً شديداً لأن الجميع تواقون للعودة قبل حلول الظلام".

شعلة نوروز فوق الجبال (فيسبوك) 


ولفت إلى أن "هذه المظاهر اختفت تمامًا خلال السنوات الأربع الماضية بعد نزوح العوائل من ديالى ودخول "داعش" وتدهور الوضع الأمني وحرق البساتين أيضاً". وأعرب عن أمله بأن "تعود تلك الاحتفالات العفوية والربيعية إلى مناطقنا، وهذا لا يحدث إلا مع استقرار الوضع الأمني، وعودة الحياة إلى سابق عهدها حتى نتمكن من الاحتفال مجدداً بعيد نوروز".

ومعنى نوروز، كلمتان باللغة الكردية، (نو) جديد، و(روز) وهو يوم، أي يوم جديد، وهو أول أيام العام الجديد بحسب التقويم الكردي، وأول شهور العام الكردي يُدعى أيضاً نوروز. ويُصادف العيد هذا العام يوم 21 من شهر مارس/آذار الجاري، كما ان التقويم الذي يعتمده الأكراد يعود إلى الألف الرابع قبل الميلاد إلى عصر الميديين.

أزياء تقليدية بعيد نوروز (تويتر) 


وفي نوروز، يصادف التحول الطبيعي في المناخ والدخول في موسم الربيع الذي هو الخصب وتجدد الحياة في ثقافات عدد من الشعوب الآسيوية. لكنه يحمل لدى الأكراد بعداً قومياً وصفة خاصة مرتبطة بقضية التحرر من الظلم، وفق الأسطورة أن إشعال النار كان رمزاً للانتصار والخلاص من الظلم الذي كان مصدره أحد الحكام المتجبرين.

ذات صلة

الصورة
سفرة العيد في بلدة جبالا السورية (العربي الجديد)

مجتمع

يُحافظ نازحون سوريون على تقليد متوارث يطلقون عليه "سُفرة العيد"، ويحرصون على إحيائه داخل مخيمات النزوح برغم كل الظروف الصعبة، وذلك فرحاً بالمناسبة الدينية.
الصورة
مشجعون أرجنتينيون بـ "البشت" القطري (العربي الجديد)

مجتمع

في التقاليد القطرية والعربية تتوّج عباءة "البشت" الشكل العام للرجل الذي يرتديها فوق ثيابه. وهي رمز ثقافي يرتبط بهوية الجزيرة العربية، والرغبة في رفع شأن صاحب إنجاز
الصورة
طقوس خاصة يؤديها الإيزيديون في عيد "الجماعية" في معبد لالش

مجتمع

يواصل آلاف الإيزيديين احتفالهم بعيد الجماعية (يسمى كذلك جماعية شيخادي) في معبد لالش الواقع في وادٍ بالقرب من مدينة دهوك في إقليم كردستان العراق.
الصورة
Al Rayyan fans

رياضة

توجه النجم الكولومبي خاميس رودريغيز إلى ملعب أحمد بن علي المونديالي من أجل تقديمه إلى جماهير نادي الريان، بعد انتهاء مؤتمره الصحافي الذي عبّر فيه صانع الألعاب عن سعادته الكبيرة بالوجود في قطر، البلد المستضيف لمونديال 2022،