يواصل آلاف الإيزيديين احتفالهم بعيد الجماعية (يسمى كذلك جماعية شيخادي) في معبد لالش الواقع في وادٍ بالقرب من مدينة دهوك في إقليم كردستان العراق.
ويستمر الاحتفال 7 أيام (من 6 أكتوبر/تشرين الأول إلى 12 منه)، من خلال إحياء طقوس دينية مختلفة، وخاصة بحضور رجال الدين وعدد كبير من الإيزيديين، إذ يعتبر هذا العيد بمثابة حجّ للإيزيديين الذين يتوافدون بأعداد كبيرة جداً من مختلف أنحاء العالم، نحو معبد لالش الأكبر والأهم للديانة الإيزيدية في العالم.
وفي السياق، يقول لقمان سليمان، مسؤول الإعلام في معبد لالش لـ"العربي الجديد" إن "عيد الجماعية من الأعياد القديمة لدى الديانة الإيزيدية، وتبدأ مراسم العيد من يوم 6 أكتوبر وتنتهي يوم 12 منه، إذ يحضر الإيزيديون من مختلف أنحاء العالم إلى هذا المكان المقدس، وهو معبد لالش، بحضور أمير الإيزيدية وبابا الشيخ والمجلس الروحاني الإيزيدي".
ويوضح سليمان أن هذا هو العيد الكبير للإيزيديين، وهناك أكثر من 200 ألف شخص يحضرون خلال هذه الأيام، إضافة إلى أنها فرصة مهمة لإيزيدية أوروبا وجورجيا وأرمينيا وروسيا وتركيا وسورية أيضاً للمشاركة في المراسيم التي تقام في معبد لالش.
وتعدّ زيارة ضريح "شيخادي" والتعمد بمياه "العين البيضاء" والطواف حول جبل "عرفات"، من أهم الطقوس التي يمارسها الإيزيديون في هذا العيد، وبعدها يكون الإيزيدي قد أكمل حجه. كذلك يتوجه الحجاج لزيارة ضريح الشخصية الدينية البارزة في تاريخهم، "شيخادي" (عدي بن مسافر) (توفي عام 1162)، الواقع في لالش شرق دهوك.
وتؤدي الموسيقى دوراً مهماً في حج الإيزيديين إلى لالش، وتتولى فئة خاصة من رجال الدين المعروفين بالقوالين، حفظ الصلوات وتناقلها من جيل إلى جيل. وفي كل عيد يردد القوال النصوص المقدسة ويرافقها بالعزف على الدفّ والناي.
يقول سليمان: "هنالك مراسم خاصة بكل يوم من أيام العيد السبعة، لكن هناك طقس واحد مشترك في هذه الأيام، وهو إقامة مراسم السما ليلة كل يوم من أيام العيد، ودعاءا الصباح والمساء يؤديهما رجال الدين مع الموسيقى الدينية الإيزيدية، وتؤدى بالدف والناي".
ويتابع: "هناك أيضاً رقصة الدبكة أو كوفند، كما نسميها، تؤدى في الصباح والعصر عند جلسة عين البيضاء، فضلاً عن أكلة مقدسة تعمل في المعابد تسمى "السماط"".
وبحسب سليمان، تُجرى "في اليوم الرابع من العيد مراسم تنصيب سبع بريات (البريات عبارة عن قطع قماش ملونة عددها 7 ترمز إلى الملائكة السبعة) يكون تعميدها في عين البيضاء، بحضور أمير الإيزيدية وبابا الشيخ والمجلس الروحاني، وتُعلَّق فوق الأضرحة في داخل المعبد".
أما "اليوم الخامس، فيخص تقديم قربان، وهو عبارة عن عجل، وتسمى مراسم قباغ، إذ يطلبون من رب العالمين سنة مطر وثلج، وخير وبركة للجميع"، وفقاً للمصدر نفسه.
ويأمل الإيزيديون عامة أن تنتهي معاناتهم في مخيمات النزوح بالعودة إلى سنجار مع تحرير مختطفيهم ومختطفاتهم الباقين لدى تنظيم داعش.
وقالت دلفين حجي، وهي شابة إيزيدية زارت المعبد خلال أول أيام العيد لـ"العربي الجديد: "حضرت مع عائلتي، وأنا جداً سعيدة، لمدة سبعة أيام تقام مراسم العيد في معبد لالش الذي نقدسه كثيراً". وأضافت: "نتمنى من الله أن نحتفل بالعيد القادم وأولادنا الإيزيديون محررون من سيطرة تنظيم داعش".
يذكر أن لدى الإيزيديين عدّة أعياد على مدار السنة، تدلّ على ارتباطهم الوثيق بالطبيعة، وأبرزها "الأربعاء الأحمر" أو "سري سال" في إبريل/نيسان، ويحتفل خلاله بموسم الخصب وتجدّد الطبيعة، وعيد "جمايا شيخادي" أو الجماعية، وهو أقدس أعيادهم، ويحتفلون به بانتصاف السنة، وبداية الخريف، ويمثّل استعداداً لفصل الشتاء والمطر.