حين قاطع ستيفن هوكينغ إسرائيل

14 مارس 2018
ستيفن هوكينغ رحل عن عمر 76 عاماً (تويتر)
+ الخط -
وجهٌ آخر تذكره الأوساط الأكاديمية العالمية عن ستيفن هوكينغ، العالم الفيزيائي البريطاني الشهير، الذي توفي اليوم عن 76 عاماً، بعد معاناته لأكثر من نصف قرن من مرض عصبي انتكاسي أصابه بالشلل، تمثل بمقاطعته الأكاديمية لإسرائيل رافضاً نهجها تجاه الفلسطينيين.

نظريات العالم ستيفن هوكينغ عن الكون والثقوب السوداء، وتكوّن المجرات، والذكاء الاصطناعي، وعضويته في الجمعية الملكية البريطانية، وانخراطه في تعليم الرياضيات وهو على كرسيه المتحرك في جامعة كامبريدج، رافقتها مواقفُ أكاديميةٌ أخرى له تتعلق بالجانب الإنساني- السياسي المرتبط بالأكاديمي، تجلى بموقفه المقاطع إسرائيل.

ففي عام 2013؛ أعلن هوكينغ عن انضمامه لحملة المقاطعة الأكاديمية لإسرائيل، عندما رفض دعوة الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز لحضور مؤتمر في القدس المحتلة، بسبب تعامل إسرائيل مع الفلسطينيين.

وأعادت صحيفة "ذي غارديان" التذكير بعددها الصادر اليوم، بنتائج استفتاء نشرته يوم 8 مايو/أيار 2013 تسأل فيه: هل يحق لستيفن هوكينغ أن ينضم للمقاطعة الأكاديمية لإسرائيل؟ وتوصلت نتائج الاستفتاء يومها إلى أن 62 في المائة ممن شاركوا فيه يؤيدون موقف العالم الشهير، مقابل 38 في المائة لا يوافقون.

وكان الفيزيائي ذو الشهرة العالمية بعمر 71 عاماً عندما تلقى الدعوة لحضور المؤتمر السنوي الخامس بعنوان "مواجهة الغد" في يونيو/حزيران 2013، والذي يضم شخصيات دولية كبرى، ويجذب آلاف المشاركين، لكنه أعلن في مايو/أيار (قبل شهر من موعد المؤتمر) عن انسحابه ورفض تلبية الدعوة بسبب السياسة الإسرائيلية المتبعة حيال الشعب الفلسطيني.

كتب رسالة قصيرة للرئيس الإسرائيلي يبلغه فيها قرار رفضه المشاركة. وتلك الرسالة أعلنت اللجنة البريطانية لجامعات فلسطين عنها في بيان أصدرته بموافقة هوكينغ، وجاء فيه: "إنه قراره (هوكينغ) المستقل باحترام المقاطعة، بناء على معرفته بفلسطين، وعلى اتصالاته الأكاديمية ومشورة المقاطعين".

واعتُبر قرار هوكينغ يومها انتصاراً آخر يُضاف لحملة المقاطعة وسحب الاستثمارات من إسرائيل والعقوبات التي تستهدف المراكز الأكاديمية الإسرائيلية.

وسبق لهوكينغ أن زار إسرائيل لغايات أكاديمية قبل ذلك التاريخ أربع مرات. ففي عام 2006، ألقى محاضرات عامة في جامعات إسرائيلية وفلسطينية بدعوة من السفارة البريطانية في تل أبيب. في ذلك الوقت، قال إنّه "متحمس للقاء كل من العلماء الإسرائيليين والفلسطينيين".

لكن منذ تلك الزيارة صارت مواقفه تجاه إسرائيل أكثر صلابة، وفي عام 2009، ندّد هوكينغ بالعدوان الإسرائيلي الذي استمر ثلاثة أسابيع على غزة؛ ذلك الموقف الذي وصفته إسرائيل بأنه "مهين وخاطئ"، بحسب ما جاء على لسان رئيس المؤتمر الرئاسي، إسرائيل ميمون.

وردّاً على قراره مقاطعة المؤتمر الإسرائيلي عام 2013، أصدر منظمو المؤتمر بيانًا غاضبًا جاء فيه، أن "المقاطعة الأكاديمية في نظرنا شاذة وغير لائقة، وبالتأكيد إذا كانت من شخص تكمن روح الحرية في أساس رسالته الإنسانية والأكاديمية. إسرائيل دولة ديمقراطية يتمتع فيها جميع الأفراد بحرية التعبير عن آرائهم مهما كانت. إن فرض المقاطعة لا يتماشى مع الحوار المفتوح والديمقراطي".

وذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في مقالٍ لها اليوم الأربعاء عن هذا الموضوع "رغم أن العديد من الموسيقيين والفنانين رفضوا زيارة إسرائيل كطريقة لإظهار التضامن مع الفلسطينيين، إلا أن هوكينغ كان أول عالِمٍ في مكانته يعتنق حركة المقاطعة".

(العربي الجديد)
المساهمون