نشاط سهل ومجاني اسمه المشي... تعرفوا إلى فوائده

06 اغسطس 2024
المشي مجاني ولا يحتاج إلى معدات خاصة (ميشال فلودرا/Getty)
+ الخط -

مع تزايد الاهتمام بالصحة العامة، يبرز المشي وممارسة الرياضة البدنية عموماً بصفتهما وسيلتين لتحسين الصحة والرفاهية، وكشفت دراسة جديدة نشرتها مجلة "ذا لانسيت" الطبية، أن المشي الجيد يعد ترياقاً قوياً لآلام أسفل الظهر التي تؤثر على نحو 60 في المائة من البالغين في مرحلة ما من حياتهم، وفقاً لما يقول المعهد الوطني للتميّز في الصحة والرعاية البريطاني.
وشملت الدراسة 701 بالغ كانوا قد تعافوا حديثاً من آلام أسفل الظهر، وجرى تقسيمهم إلى مجموعتين اتبّع نصفهم برنامجاً تضمن المشي 30 دقيقة يومياً لمدة خمسة أيام في الأسبوع على مدار ستة أشهر، في حين لم ينفذ النصف الثاني أي تمرين، لتظهر النتائج أن المجموعة التي مارست المشي عانت من آلام أقل مقارنة بالمجموعة غير النشطة.
ويقول أستاذ أبحاث القلب والأوعية الدموية بجامعة غلاسكو، ستيوارت غراي، لـ"العربي الجديد"، إن "ممارسة الرياضة بشكل عام له منافع صحية كبيرة، إذ يمكن أن تقلّل من ضغط الدم وتحسّن مستوى الدهون في الدم، كونها تعزز قدرة الجسم على إزالتها من الدورة الدموية وتحسّن كيفية تعامله مع السكر. يعني ذلك أن الجسم يصبح أكثر قدرة على التخلص من الدهون بشكل أسرع. والمشي متاح للجميع ومجاني ولا يحتاج إلى معدات خاصة، ما يجعله نشاطاً يُمارس على نطاق واسع". يتابع غراي: "فيما تشكل الدهون والسكر عوامل خطرة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، تساهم الرياضة في تقليل هذه المخاطر، كما تجلب تأثيرات إيجابية أخرى. لا شيء مفيداً بشكل خاص في المشي لأنه مجرد شكل من أشكال النشاط البدني، لكن فوائده تكمن في حقيقة أن أي شخص يستطيع القيام به".

ممارسة النشاط البدني بطريقة آمنة ومريحة وسيلة فعالة لإدارة الصحة العقلية (صفاء كاراشان/ الأناضول)
ممارسة النشاط البدني وسيلة فعالة لإدارة الصحة العقلية (صفاء كاراشان/الأناضول)

وبالنسبة إلى ما ذكرته الدراسة عن كون المشي أفضل لعملية التمثيل الغذائي للإنسان من الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، يقول غراي: "إذا نظرنا إلى الدراسات الخاضعة للرقابة بشكل عام، تجري التمرينات ذات الكثافة العالية تحسينات أكبر في الجسم إذا جرت مقارنتها بالمشي، علماً أن الفوائد من رفع الأثقال وتقوية العضلات لا يمكن الحصول عليها من المشي، لكن تحفيز الناس ودفعهم إلى القيام بهذا النوع من التمارين أمر صعب للغاية، وبشكل عام لا يحبها كثيرون، أو لا يملكون المال أو إمكانية الوصول إليها بعكس المشي". 
وتؤكد أستاذة الحياة النشطة والصحة العامة في جامعة لوبورو البريطانية، ستايسي كليمز، أن "المشي من بين أفضل الأشياء التي يمكن القيام بها لتحسين الصحة العامة". 
وتقول مديرة محتوى المعلومات في مؤسسة "مايند" الخيرية للصحة العقلية في بريطانيا، روزي ويذرلي، لـ"العربي الجديد": "فوائد النشاط البدني للصحة العقلية متعددة، فهو يمكن أن يساهم في تحسين المزاج بشكل عام، ويساعد في إدارة أعراض الاكتئاب والقلق. ممارسة النشاط البدني بطريقة آمنة ومريحة وسيلة فعّالة لإدارة الصحة العقلية، ومقدار الفائدة يختلف من شخص إلى آخر، فالبعض قد يجد أن النشاط البدني يساعده بشكل كبير في إدارة الأعراض، ويرى آخرون أنه جزء من مجموعة استراتيجيات لإدارة الصحة العقلية".


وترى ويذرلي أنه "يصعب تحديد الأمور التي يمكن أن تمنع مشاكل الصحة العقلية بشكل قاطع، نظراً إلى تعدّد الأسباب والعوامل المختلفة التي تؤدي إليها، والتي تختلف من فرد إلى آخر، لكن الحفاظ على صحة جيدة ومزاج جيد بشكل عام يمكن أن يكون مفيداً للصحة العقلية، والمشي قد يكون مفيداً لبعض الأشخاص، لكن ليس للجميع، إذ لا يوجد نشاط بدني معين يناسب الجميع، وتلفت إلى أن الإرشادات الروتينية المتعلقة بالتمارين لا يمكن أن تراعي جميع الاحتياجات والقدرات الفردية، لذا الأهم هو العثور على نوع من النشاط البدني الذي يستمتع به الشخص، ويمكن ممارسته بانتظام وبطريقة آمنة".
وتختلف المدة المثالية للمشي اليومي بناءً على الأهداف الصحية الفردية ومستوى اللياقة البدنية ونمط الحياة. وللحصول على فوائد صحية عامة، يوصى بممارسة المشي المعتدل لمدة 30 دقيقة على الأقل معظم أيام الأسبوع، وهو ما يعادل حوالي 150 دقيقة أسبوعياً، بما يتماشى مع إرشادات السلطات الصحية، مثل جمعية القلب الأميركية ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).

المساهمون