لا تعطي أشجار النخيل التي تتوزّع في واحة توزر التونسية التمور فقط، وإنما السلال والقبعات والحبال والأبواب والشبابيك كذلك، وصولاً إلى أسقف المنازل؛ فصناعة السعف التقليدية هي أبرز الصناعات التي تمتاز بها توزر، إحدى واحات منطقة الجريد في الجنوب التونسي.
يوضح الحرفي عمر رابح، الذي يصنع السلال والقبعات من سعف النخل، لـ"العربي الجديد"، أن صناعة سعف النخل متوارثة عبر الأجيال. ويبيّن أن شجرة النخيل الكريمة بثمرها المغذي واللذيذ لا تعطي للصناعات الحرفية السعف فقط، لحبك السلال التقليدية (القفف) ذات الأشكال العصرية المنقوشة باسم المدينة، لكنها توفر الألياف التي تستعمل في صناعة الحبال المتينة ذات الجودة العالية. ولفت إلى أن خشب النخلة يستخدم في صناعة الأبواب والشبابيك وأسقف المنازل أيضاً.
ويشير الحرفي عمر، الذي التقته كاميرا "العربي الجديد"، في بيت الحضر الواقعة وسط واحة توزر التونسية، إلى أن صناعة السعف تحتاج إلى قوة التركيز، وطول البال، معتبراً أن من لا يحب الصنعة (الحرفة) لا يمكن أن يستمر بالعمل فيها.
ويحدّثنا عن "لبّ السعف وهو نوعان، الأبيض الناصع والأخضر، الذي يجدل وهو طري قبل أن يجف، مثل الضفيرة"، معتبراً أن "إنجاز العمل والمشغولات يمكن وصفه بالسهل الممتنع، لا يجيده إلا الحرفي الذي يهوى الصنعة ويتقنها".
ويقول: "نحاول تطوير صناعاتنا وإدخال الزخارف على منتوجاتنا لإعطائها مسحة جمالية إضافية، تجذب مزيداً من الزبائن، خصوصاً أن التطور والتمدن في أيامنا الحالية يجعلان الناس يقبلون على ما يحمل مواصفات عصرية".
يشار إلى أن منطقة الجريد في الجنوب التونسي تضم أربع واحات وهي: توزر والوديان والحامة ونفطة. وتعتبر الواحات الأربع من أهم مناطق إنتاج التمور في تونس. ويقدر عدد أشجار النخيل في الجريد بنحو 750 ألف نخلة.