توقف الدعم يهدد مشفى يخدم آلاف المدنيين بريف إدلب

19 ديسمبر 2018
المدنيون يحتاجون للخدمات الطبية دون انقطاع (محمد الشامي/الأناضول)
+ الخط -
يترقب عشرات آلاف المدنيين في ريف إدلب الجنوبي مصير مشفى الخلاص في بلدة شنان بقلق، كونه المشفى المتخصص الوحيد للأطفال والنساء في المنطقة، بسبب توقف الدعم نهاية الشهر الماضي، ويتوقعون إغلاقه بوجه المرضى مع نفاد المستلزمات الطبية والأدوية والوقود في حال لم يؤمن دعم جديد له.

وقال مدير مشفى الخلاص، الطبيب زهير قراط، في حديث مع "العربي الجديد"، "الدعم الذي كان مقدماً من منظمة سيرياريليف للمشفى نهاية الشهر الفائت توقف، مع توقف التمويل من الجهة المانحة وورلد فيجن الأميركية، وكان الاتفاق يقضي بدعم المشروع لثلاث سنوات، ومضى علينا إلى اليوم عامان، ولكن فوجئنا بوقف الدعم، حتى أنهم استرجعوا أجهزة الحواسيب والطابعات، ونحن نعمل اليوم متطوعين".

وحذر من أن "المشفى قد يغلق أبوابه خلال أيام بسبب قرب نفاد المواد والمستهلكات الطبية والأدوية والوقود، في حال لم يستأنف الدعم أو تأمين دعم من جهة مانحة أخرى".

ولفت إلى أن توقف المشفى عن العمل سيكون له أثار سلبية جدا، خاصة أن أهل المنطقة البالغ عددهم نحو 75 ألف مدني هم من الطبقة الفقيرة جدا، إلى درجة أن المرضى يضطرون للقدوم إلى المشفى سيرا على الأقدام من القرى المجاورة مع عدم توفر وسائل نقل".

وأوضح أن "المشفى يخدم المرضى من الأطفال والنساء على مدار الساعة، كما يحوي عيادة داخلية، إلى جانب المخبر والصيدلية"، مشيراً إلى أنهم يستقبلون يوميا نحو 180 مريضاً، كما يوفرون خدمة النقل بالإسعاف إلى مشافٍ أخرى في حال احتاج المريض إلى علاج غير متوفر في المشفى.

وبيّن أنه جهز ملف المشفى، وقدمه إلى جميع الجهات المانحة العاملة في المنطقة، إلا أنه إلى اليوم لم يتسلم أي رد إيجابي، معرباً عن خشيته لأن "الوقت يمر سريعا".

وأوضح ممرض الأطفال في مشفى الخلاص، رامز الحورية، لـ "العربي الجديد"، أن كامل الكادر الطبي والإداري البالغ تعداده 74 شخصاً لا يزال يعمل تطوعاً بظل وقف الدعم. وقال: "لدينا مخاوف من إغلاق المشفى، ولا نعلم كيف سيكون وضع أهالي المنطقة في حال وقف العمل فيه، فالعشرات يقصدونه يوميا، والمعدل الوسطي اليومي للحالات نحسبها باستقبال نحو 12 طفلاً، وستة أطفال في الحواضن، وخمس ولادات طبيعية وثلاث قيصرية".

ولفت إلى أن "مسألة التنقل في المنطقة صعبة ومكلفة جدا بالنسبة للأهالي، وخاصة أن أقرب مشفى عن منطقتنا يبعد نحو 15 كلم".

وقال وزير الصحة في الحكومة المؤقتة، فراس الجندي، في حديث مع "العربي الجديد"، "نعم كان هناك قرار بوقف دعم العديد من المؤسسات الطبية في إدلب، ولكن تم التوافق مع عدة منظمات لتمديد الدعم لعام قادم".

ولفت إلى أن "وزارة الصحة في الحكومة المؤقتة ليس لديها إمكانية مادية لدعم المشافي، إلا أنها تقوم بإيصال هذه المطالب والاحتياجات إلى الجهات الداعمة".

وأعرب عن اعتقاده "بأن الدعم الخاص بمشفى الخلاص، قد يستأنف بحسب الاتصالات الأخيرة، التي أجريناها أخيراً".

وسبق لأميركا أن أعلنت عن توقيف دعمها للمنظمات الإنسانية الدولية والمحلية المسؤولة عن تقديم الخدمات في محافظة إدلب وشمال سورية نهاية العام الجاري، في وقت يعاني القطاع الطبي من نقص في الكادر الطبي، والضغط الكبير بسبب ارتفاع عدد السكان.      
المساهمون