طيور التفاؤل

08 أكتوبر 2018
للشحرور قيمته الكبيرة (كارل جوزيف هيلدينبراند/ فرانس برس)
+ الخط -
أقاويل كثيرة تتحدث عن علاقة الطيور بالتفاؤل والحظ الجيد، منها رغبة بعض الناس في وقوع فضلاتها عليهم، خصوصاً عندما تكون ملابسهم جديدة أو نظيفة ومكوية بينما يمضون في طريقهم إلى اجتماع مهم، إذ إنّ ذلك فأل خير بنجاحهم فيه.

من جهة أخرى، فإنّ البجع من الطيور التي ترمز إلى التضحية بالنفس وحبّ الأهل لصغارهم. فالبجع يخزن الغذاء في جيب منقاره السفلي ثم يقدمه لصغاره عند عودته إلى العش. أما طائر أبو الحنّ فهو يزين العديد من بطاقات عيد الميلاد والزينة، وهناك العديد من القصص عنه، فمن يرى أبو الحنّ للمرة الأولى عليه أن يتمنى أمنية لأنّ الحظ سيكون إلى جانبه. وإذا وجد أبو الحنّ يغني في العراء فإنّ ذلك دليل طقس حسن، وإذا كان يجلس بين فروع شجرة فإنّ ذلك يبشر بالخير، أي المطر. أما إذا كان أبو الحنّ هو أول الطيور التي يراها شخص في عيد "فالنتين" فهذا يعني أنّه في طريقه نحو الزواج.

طيور الحمام يُنظر إليها غالباً على أنّها رموز دينية وروحية كبيرة. ويعتقد أنّها من الطيور المحصنة ضد الشيطان ولعناته، فالأخير لا يستطيع أن يسكنها. الحمامة هي الرمز المسيحي للروح القدس. الحمام يرتبط كثيراً بالعشاق، وبعض الأزواج يطلقون الحمام الأبيض عندما يقيمون حفلات الزفاف. الحمام مرسال لإلهة الحبّ فينوس الرومانية، والهنود يعتبرون قتل الحمام عملاً غير آمن، لأنهم يعتقدون أنّه يحمل في جسده روح الأحباء.

العقعق في كوريا هو الطائر الوطني الجالب للحظ. وإذا رأيت شحرورين ذكرين بجوار بعضهما البعض فهذا يعني حظاً سعيداً. أيضاً، إذا عشش الشحرور بالقرب من منزلك، فستكون محظوظاً طوال عام كامل. تعتبر الشحارير أيضاً رسل من ماتوا. أما طيور البوم فهي في بعض الثقافات، خصوصاً الأوروبية، باستثناء الرومان، جالبة للحظ الجيد. ففي اليونان القديمة، كان يعتقد أنّ البوم طائر حكيم ويرتبط ارتباطاً وثيقاً مع إلهة الحكمة أثينا التي غالباً ما كانت تظهر مع بوم يقف على رأسها.

من جهة أخرى، قدس الفراعنة طائر أبو منجل وكانوا يسمونه صديق الفلاح، لأنّه يلتهم الديدان والآفات الزراعية التي تظهر على سطح الأرض بعد فلاحتها. ظهر هذا الطائر في الرموز الفرعونية جالباً للفرح، وما زال يحظى بالترحيب نفسه من قبل الفلاح المصري في أيامنا هذه.
ومن مصر إلى أميركا، حيث يدل ظهور العصفور الطنان مرفرفاً بالقرب من الإنسان على أنّ الأخير أصبح قادراً على فعل المستحيل. أما الباز الذي يشبه باشقاً كبيراً فهو يوحي بالحكمة والبصيرة، فإذا ما رآه إنسان في الواقع أو المنام، فهو بشارة له أنّ ما يفكر فيه من قرارات هو عين الصواب.




كذلك، تجدر الإشارة إلى تلك الطيور التي يروي البعض أنّها تتبعهم إلى لحظة دخولهم المنزل، فهي بزعمهم تمثل الحارس الروحي لهم الذي يعطيهم الأمان ويحفظهم من غدر الطريق. أما رؤية طائر ميت في الطريق فهي لدى المتفائلين من الناس تشير إلى انتهاء المعاناة والتخبط والألم وبدء الفرج وارتسام الفرص الجديدة.

*اختصاصي في علم الطيور البرية
دلالات
المساهمون